وقع بعض مراهقي اليسار الفلسطيني والعربي, وكنتيجة لقصورهم الفكري في فهم النظريات الثورية (حافظين ومش فاهمين ) , وقعوا في شباك اكذوبة ما سمي بالربيع العربي , فاخدوا يجترون عبارات مثل عبارة انظمة الاستبداد , ثم اخدوا يعيدون ويكررون تلك العبارة وكانهم في هذه الاعادة والتكرار يريدون اقناع انفسهم قبل ان يقنعوا الاخرين , مع انهم لو كانوا يملكون ذرة من الذكاء , لكان يكفيهم فقط الاجابة على هذا السؤال,
لماذا لم تحدث احداث هذا الربيع المزعوم في الاقطار العربية الرجعية والدائرة في الفلك الامريكي ؟,
هل لان تلك الانظمة تملك على الاقل الحد الادنى من المعايير الديمقراطية ؟,
اين هي تلك المعايير الديمقراطية التى يرون انها موجودة عند تلك الانظمة؟ . باستثناء مصر وتونس فان احداث ما سمي بالربيع العربي جرت في الاقطار التى تقع خارج الفلك الامريكي , مصر لم يتعدى الامر تغيير الوجوه , فتم التضحية بمبارك والمجيء بالاخوان المسلمين , وقد يتسال البعض هنا , اذا كان الامر كذلك فلماذا اذن انقلب السيسي على حكم الاخوان , والجواب بكل بساطة هو ان انقلاب السيسي يقع ضمن ما يسمى بالانقلاب الاستباقي . فالجميع يعلم ان حكم الاخوان كان اقرب للسقوط نتيجة للمعارضة الشعبية المتنامية لحكمهم , فكان المخرج بانقلاب السيسي الاستباقي , اما تونس , فكان الامر تغيير للتبعية , فالكل يعلم ان تونس كانت تتبع للمركز الفرنسي , فاطيح ببن علي وجيء بالاخوان التابعين لامريكيا بحكم تبعيتهم لبريطانيا . اما بالنسبة لنظرية انظمة الاستبداد , فان اي نظرية لا يمكن اسقاطها على اي مجتمع , بعيدا عن فهم دقيق للظروف الذاتية والظروف الموضوعية لهذا المجتمع , والمجتمع العربي كمجتمع عالم ثالث , هو مجتمع اسير لمفاهيم ثقافية وفكرية موروثة , تكرس هيمنة وسيطرة شيخ العشيرة وكبير العائلة ورجل الدين , مجتمع مثل هذا المجتمع لا يمكن ان تطبق به معايير الديمقراطية , دون ان يسبق ذلك ثورة ثقافية تعيد انتاج مجموعة القيم الفكرية والثقافية لهذا المجتمع , من هنا فان التعبير الصحيح والاسلم للتقييم في الوطن العربي . هو تعبير الانظمة الوطنية والانظمة الرجعية العميلة , واي تعبير اخر خارج هذا التعريف يدخل في باب المراهقة السياسية والمراهقة اليسارية