عندما يغيب الإنصاف في عقول المسؤولين والقيادات وفي عقول الامهات والأبناء والاخوات والقرى والمدن.. فاعلم بأن منهجية تفكير هؤلاء الزعماء لا تهدف معرفة الحقيقة واتباع الحق بل لذلك الإله الساكن في النفس، لذلك الفرعون الذي يعتلي العرش الموهوم
فقد ركز الامام علي على الانصاف حتى للعدو وأكد القرآن على ذلك في الحقوق وحتى وصف كتاب الله الحضارات السابقة وصفا منصفا رغم عصيانها لله بدقة متناهية .
إن معرفة منهجية تفكير الصديق لاتقل قيمة عن معرفة منهجية تفكير العدو لان ذلك يؤسس لك فهماً ومعرفة واضحتين .
وبالتالي اتخاذ موقف واضح لديك فمنهجية التفكير هي اساس لفهم نفسك اولا وما حولك ثانيا وموقف كل حزب وموقف كل زعيم وفرد وسياسي واقتصادي ومالي ومثقف وعام وخاص .
إن ظاهرة عدم الانصاف في المجتمعات الغربية والشرقية وخاصة في مجتمعاتنا العربية صفة تكاد تكون عامة وظاهرة يتميز بها النظام العربي والشرقي فهي نسبية في كل امة ومجتمع ولكنها ظاهرة عالمية بامتياز ولعل هناك مثال حي حول تلك المنهجية فلقد أثار الاعلام الامريكي والبرازيلي بالتحديد عاصفة من الانتقادات للرئيس لولا دا سيلفا واتهمهوه بمساندة الارهاب حينما طرح السؤال التالي لماذا يحق لانجيلا ميركل البقاء اكثر من عشر سنوات في السلطة ولا يحق لدانيال اورتيغا الرئيس في نيكاراغوا البقاء في السلطة كذلك لنفس المدة يتابع الرئيس اليساري بجواب استنكاري هو لا يفهم ذلك ……
بالطبع منهجية التفكير والتساؤلات عند الرئيس لولا هي محورها هو عدم الانصاف وازدواجية المعايير فانه يرفض التمييز والانتقادات بدون معايير ثابتة
اما في لبنان بلد التناقضات وعدم الانصاف من أعلى الرأس حتى اخمص القدم نشاهد عدم الانصاف يوميا وفي كل لحظة وفي كل دسكرة وعند كل حزب أما الزعماء فحكاياتهم حدث ولا وحرج فالامام الصدر أثار هذه الفكرة بقوله أن الكفوء لا يوظف في لبنان لكفاءته بل لقربه من الزعيم وهو طرح مبدأ الكفاءة من بابها الانساني للاستفادة من كل الطاقات حتى ولوكانت مخالفة في المذهب والسياسة والعقيدة راجع محاضراته المتعددة حول ذلك …إن منهجية التفكير هي احد اهم المقاييس والموازين القسط في الدنيا والاخرة والا لإنتفى مفهوم عودة المسيح وخروج ألامام المهدي لذلك معركة الصراع مع الغطرسة الامريكية والاستعمار الاقتصادي المتوحش هو اختلاف جوهري في منهجية التفكير الذي يجب ان يرقى الى اعلى مستوياته ليتلاقى الشرق والغرب في التكامل التفكيري في مواجهة فراعنة الخلق أينما كانوا شرقا او غربا.
لعل منهجية تفكير الامام الصدر ومنهجية تفكير الرئيس دا سيلفا تساهم في تغيير معايير الكيل بمكيالين.
لان المواجهة مع الامبراطورية الامريكية هي فكرية وحضارية واقتصادية ومالية ومتعددة الاوجه اليس كذلك …..ان تغيير منهجية تفكير الاحزاب والحركات والتنظيمات والزعماء والافراد والمجتمعات هي حجر الاساس للتغيير فالانصاف عنوان النبل والانصاف يؤلف القلوب ويهدم الاختلاف والانصاف نظام الدين وزين الامرة وشيمة الاشراف ……..اليس كذلك فأمريكا هي هدامة العدل والانصاف والفكر المقاوم هو بناء الانصاف والعدالة ….اليس كذلك ….؟
بقلم الدكتور حسان الزين