خاطرة ل دلع خلف..
ثقافة
خاطرة ل دلع خلف.. "مَفارِقُ الذَّاكِرة؛ عَواقِبُ الأيَّام"
دلع خلف
17 كانون الأول 2021 , 18:07 م
هَل يُخلَق الشُّعورُ من كَلامٍ؟
لو كانَ يُخلَق، لجَعَلتُك كارِهاً إيَّاي، 
لَكنَّ المُفاجِئَ في الأمرِ أنَّ الشُّعور، و الصِّفات، لا تُخلَقُ إلَّا مِن الأمكِنة..
و لا تَحيا إلَّا بِعَبَقِ المَسافَةِ حَدَّ الاشتِياق..
عَجيبٌ كيفَ يِنامُ الإنسانُ و يستَيقِظُ مَوهوماً بِإحساسٍ لم يَرَ مِنهُ يوماً ياسَميناً يَتناثَرُ فوقَ أهدابِه!
و الأعجَبُ أنِّهُ في كُلِّ خَريطَةٍ يُتَرجِمُ حَنينَه لِأقحوانٍ!
و يَبقى لَه دائِماً ذِكرى ضائِعة، تَفصيلٌ مَسلوبٌ، و قَلبٌ مُدمى في شَوارِعِ دِمَشق؛ يُلَوِّح بِهِ بأيادٍ تَطلُب البَقاء..
لَرُبَّما سُلِب الكَلامُ مِنهُ، فوَصَلَ إلى الحاراتِ المَاطِرةِ، اشتَمَّ رائِحَةَ الشّّعورِ ذاتِهِ، لَكِن مُعَتَّقاً بِعَبَق الشَّام؛ مُتعَباً مِن قِلَّةِ الذِّكريات..
لَكِنَّه لم يبُح، عساهُ لم يَملِك رَفاهِيَّةَ الانهِيار!
و أنتَ، 
أهدِني ذِكرى، واحِدةً فقط..
و خُذ كُلَّ الشُّعور!
كُلَّ ياسَميني و أُقحُواني..
و قَلبي إن أرَدت..



المصدر: موقع إضاءات الإخباري