كتب الأستاذ حليم خاتون: هل سوف تستوعب إيران الضربة الأولى؟
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل سوف تستوعب إيران الضربة الأولى؟
حليم خاتون
18 كانون الأول 2021 , 20:18 م
مع أن كل الأخبار الآتية من الأرض المحتلة، تقول إن الكلب الذي ينبح كثيراً، لا يعض...

ورغم بعض التصريحات هناك التي تقول إن إسرائيل أعجز من أن تقوم بمهاجمة إيران...

إلا أن الوضع في منطقتنا مشابه جداً لما كانت عليه الأمور عشية حرب حزيران ١٩٦٧...

الحقيقة التي يجب أن تقال، هي أن الكثير من التصريحات والتطمينات التي تصدر عن الجهات الإيرانية، تشبه كثيرا تلك التي كانت تصدر عن القيادات المصرية والسورية عشية نكسة ٦٧...

بكل بساطة، لا نريد اي مفاجأة تشبه تلك التي نَكَبَنا بها عبد الحكيم عامر وأرجع بها مصر من الردع الاستراتيجي مع الكيان إلى سنوات ما قبل نكبة ١٩٤٨...  

أما إعلام المقاومة، سواءً مع المنار أو الميادين أو الباقات المنتشرة في العراق وسوريا واليمن، فإن هذا الإعلام، بكل أسف، أشبه ما يكون بصوت احمد سعيد يتغنى بإسقاط الطائرات الإسرائيلية المهاجمة في الوقت الذي كانت مطارات مصر وسوريا قد دمرت بالكامل...

قد يخرج من يتحدث عن الفرق بين الانهزامية التي تطبع الأمة العربية، وبين الروح القتالية التي إثبتتها الشعوب الإيرانية طيلة أربعة عقود من الحروب والحصار  والاستهداف.... 

كل شيء ممكن... لكن العدو الصهيوني يقف اليوم وظهره إلى الحائط... فهو يشعر كل يوم أن القبضة على عنقه تزداد قوة...

حتى الفأر، حين يُحاصَر، قد يرتكب عملا جنونياََ...

أولاً، قامت اميركا بتجربة سلاح الليزر في منطقة خليج عدن...

ما هو المقصود بهذه التجربة، ولماذا في خليج عدن تحديداً...؟

 أليس في هذه التجربة رسالة إلى إيران أن هناك سلاحاً جديدا غير صواريخ الباتريوت للتصدي لأهم أسلحة تمتلكها إيران، أي الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق الصغيرة السريعة...؟

ثم يتم تسريب خبر ثانِِ، عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة بناء كل البنية التحتية في الكيان في حال نشوب حرب، وتحديدا مع إيران...

في نفس الوقت، تتجه الإدارة الأميركية إلى محاولة تجميد الصراع مع روسيا عبر القبول بالتفاوض حول عدم تقدم حلف الأطلسي أكثر باتجاه الحدود الروسية...

أليس في كل هذا ما يرفع منسوب إمكانية أن تهاجم إسرائيل مدناً إيرانية، كما فعلت اميركا مع نكازاكي وهيروشيما...
هل من شيء يردع إسرائيل عن استعمال السلاح النووي...؟

ألم يضطر الإمام الخميني الى القبول بوقف إطلاق النار بعد إسقاط الأميركيين لطائرة مدنية إيرانية وقتل كل ركابها، ثم التدخل المباشر في الحرب العراقية الإيرانية، مع قصف  بوشهر...

ليس المقصود من هذا الكلام ثني الإيرانيين عن الصمود والاستمرار في الصمود أمام كل العربدة الأميركية والأوروبية والدولية...

لا، على العكس تماماً...

المطلوب من الإيرانيين أن يكونوا مستعدين ليس فقط لاستيعاب الضربة الأولى التي سوف تكون إسرائيلية (أميركية) بالتأكيد...

وضع الإيرانيين اليوم شبيه بوضع عبد الناصر سنة ٦٧... أي أنهم غير قادرين على توجيه الضربة الأولى، وألا سوف يتعرضون لمحاربة كل خنازير الكرة الأرضية... 

ما هو المطلوب إذاََ...؟ 

المطلوب بكل بساطة هو الرد المباشر من كل الجبهات ومن كل المناطق، على كل البلدان التي تدور في الفلك الأميركي، سواءً انطلق منها أي هجوم أم لم ينطلق...

يجب عدم الاكتفاء بتدمير الكيان بشكل كامل، ومعه السعودية والإمارات والبحرين... وكل القواعد الأميركية أو الأطلسية الموجودة في المنطقة من قاعدة العند في قطر الى إنجيرليك في تركيا،  إلى التنف في سوريا، إلى القواعد في الأردن وشرق أفريقيا وغيرها...

 يجب أن تنطلق فورا قوات تدخل هذه البلدان وتسيطر عليها وتقوم بحرب شعبية طويلة الأمد مع أية قوات أطلسية أو حليفة لحلف ألأطلسي... 

يتوجب العمل منذ اليوم على تهيئة الفلسطينيين على اجتياز كل الحدود، من كل الجهات ومن كل البلدان حتى لو اضطر الأمر إلى الاشتباك مع جيوش عربية عميلة...

كما يجب على المقاومة اللبنانية أن تنتقل فورا إلى السيطرة على الجليل، وتسوية كل  المستوطنات بالأرض، وخلق رعب حقيقي داخل الكيان حتى يعرف كل صهيوني أن كل أموال وقوة اميركا لن تستطيع إنقاذه او إرجاعه إلى فلسطين، إذا ما استطاع فعلاً الهرب من هناك عائداً إلى البلدان التي أتى منها...

على ايران أن تحرص على إشعال الشرق الأوسط بشكل لا يمكن لأي كان إطفاء هذه الحرب...

فقط بهذا سوف تنحدر القوة الأميركية من القوة الاقتصادية والعسكرية الاولى في العالم، إلى مرتبة تعجز معها عن التصدي للقوة الروسية أو الصينية...

فقط عندها يمكن لهذه الأمة دفن ليس فقط بلفور وسايكس بيكو، بل حتى كل مقررات مؤتمر كامبل...

عندما سأل أحدهم ألبيرت أينشتاين، عن نوع السلاح الذي سوف يتم استعماله في الحرب العالمية الرابعة...

أجاب دون كثير تفكير:
 الحجارة ...

كان  أينشتاين يعني أن الحرب العالمية الثالثة لن تُبقي على أية حضارة...

يجب على إيران أن تجعل اميركا تفهم أنها إذا ما قامت هي أو اسرائيل بالضربة الاولى... فإن كل الحضارة الغربية سوف تعود إلى القرن التاسع عشر في أحسن الأحوال... هذا إذا رحمت السماء أوروبا والغرب...
                           
المصدر: موقع إضاءات الإخباري