لبنان درة الشرق سيعود كاللؤلؤة بهمة جيل جديد من الشباب الواعد.
مقالات
لبنان درة الشرق سيعود كاللؤلؤة بهمة جيل جديد من الشباب الواعد.
يوسف جابر
18 كانون الأول 2021 , 21:55 م
كتب الأستاذ يوسف جابر


خلال الحرب الأهلية التي جرت في العام 1975 كان الشعب اللبناني في أوج عطاءاته في بناء لبنان ليس عمرانيا فحسب بل في الأدب والشعر والفن والثقافة وحرية الرأي والكلمة في الصحافة والاعلام المرئي والمسموع, حيث كانت الشعوب العربية تتباهى في لبنان وأرزه وترابه وتتمنى المجيء إليه لرؤية مناظره الخلابة والجميلة جبالا وسهولا في كل الفصول الأربعة, والتزلج في فاريا والأرز وكفرذبيان, والجلوس تحت أشعة الشمس على سواحل بيروت وشواطئها وشواطىء صور ورمالها الذهبية التي تبهر المصطافين والناظرين لجمال طبيعة لبنان وجغرافيته بالأفق الواسع تتطورا وانفتاحا لما كان يسمى تارة سويسرا الشرق وتارة أخرى باريس الثانية.. بل كانت سويسرا وباريس يأخذون من لبنان كل جميل ويفتخرون بحضارته أنه لبنان جنة الله على الأرض.

التاريخ اللبناني يحكي ويدون للأجيال أن أبنائه ساهموا في تبيان مجد لبنان وعظمته حيث تحتضن الذاكرة اللبنانية أسماء شخصيات انطبعت في وجدان اللبنانيين وفي ذاكرة التاريخ الحديث نتيجة مواقفها وسيرتها. وينطبق على هذه الشخصيات شعار "رجال الدولة", وهي أسماء تستحضر في كلّ مناسبة ذات طابع وطنيّ, ومنها من بذلت نفسها في سبيل لبنان, فتوّجت مسيرتها بضوع الشهادة. وكان لهذه الشخصيات سعي بارز في صون استقلال لبنان وسيادته, ومواجهة الأطماع الخارجية التي حاولت استهدافه على مرّ العصور. 
نستعيد سيرة أبرز هذه الشخصيات التي ارتبطت بالمنحى الوطني الذي جسّدته أمثال البطريرك الياس الحويّك , والإمام السيد موسى الصدر , والعلامة الشيخ عبدالله العلايلي والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين, وميشال شيحا , والأديب عبدالله العلايلي ورياض طه وكامل مروة ونسيب المتني وطلال سلمان والشيخ احمد عارف الزين , والأديب جبران خليل جبران وايليا ابو ماضي وميخائيل نعيمة والأخطل الصغير وخليل فرحات وسعيد عقل ونجيب جمال الدين وهليل روكز وعبدالمنعم فقيه والسيد محمد مصطفى وزغلول الدامور وزين شعيب وطليع حمدان, والرئيس العلم فؤاد شهاب , وغسان تويني وشارل مالك والرئيس بشارة الخوري والرئيس شارل حلو والرئيس سليمان فرنجية والرئيس العماد اميل لحود , والمفكر كمال جنبلاط والمناضل معروف سعد, والرئيس سليم الحص والرئيس رشيد كرامي, وأسماء كثيرة قد كتبت تاريخ لبنان وعظمته ومجده.
ولن ننسى العلمين المضيئين أديسون العرب المخترع الفيزيائي حسن كامل الصباح والمخترع رمال رمال.

بالاضافة للأسماء اللامعة علينا أن نذكر أسماء الشهداء ومنهم  حسن وأحمد قصير وبلال فحص وسناء محيدلي ومحمد سعد وخليل جرادي والكثير من المجاهدين والمناضلين الذين رووا ارض الوطن لتحريره من العدو الصهيوني والتكفيري والحفاظ على كامل ترابه, ونعتذر عن السهو بذكر الكثير من الاسماء لان لبنان حافل بخيرة رجال الرجال علما وعروبية ووفاء.

وبعد حرب دموية مريرة تهجر جراءها أبناء الوطن للخارج حيث بنوا لأنفسهم مكانة ووجود وكيان يليق بهم وبالوطن المتحضر لبنان في نقل الحضارة بهمة سواعدهم الى المهجر لأن المؤامرة كانت ومازالت كبيرة تارة بتوجيه صهيواميركي غربي وتارة بارادة داخلية لاستبعاد الطاقات العلمية والشبابية تنفيذا لاملاءات الخارج وتفريغ الوطن من أهله وناسه.

بعد اتفاق الطائف العام 1991 استلمت منظومة سياسية الحكم وتأثرت بالامساك بالقرارات السياسية والتنفيذية مما أوصلت لبنان وطنا ومواطنين الى الافلاس الاقتصادي بصرف أموال خزينة الدولة دون المرور على هيئة المناقصات والرقابة مع اختلاف التسميات, للوصول لتجويع وافقار اللبنانيين للذهاب الى الصلح والسلام مع العدو الصهيوني وما زالوا يمارسون عليه سياسة الحرب الاقتصادية  والمالية, انهم شياطين اميركا والغرب , وسيأتي اليوم الموعود بمحاسبتهم وزجهم بالسجون واسترجاع المال العام للدولة والمودعين في المصارف, ويعود اسم لبنان محلقا كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الركام الى بر الأمان بالشموخ والعزة والمنعة بهمة الأجيال الصاعدة الكفوءة والشباب المتحرر من الاحزاب وعصبياتهم واخذ لبنان لمكان ليس له بل سيبقى لبنان في قلب الامة العربية ووجدانها.