في وطن الضياع والموت.
مقالات
في وطن الضياع والموت.
أسد غندور
19 كانون الأول 2021 , 08:56 ص

كتب الأستاذ أسد غندور:


عندما يقدم شاب في الثالثة والعشرين من العمر على الانتحار ويرمي نفسه من الطابق السابع، ويطلب قبل موته مسامحة والده له عبر ورقة كتب عليها بخط يده.بدون ان يحدد الأسباب.
وعندما يقدم أخر على حرق نفسه بعد ان ضاقت به الدنيا واصبح اعجز من ان يستطيع تأمين قوت عياله اليومي .
وعندما تقدم فتاة على الانتحار....واخر....واخرى....ويصبح الانتحار وقتل النفس الوسيلة الأخيرة للخلاص من وضع اجتماعي _ اقتصادي مأزوم، ويصبح أخر الدواء هو الكي.. 

وعندما لم يتحرك الرأي العام ويستنفر كردة فعل على اساليب الموت السريعه، ولم تحرك السلطات الأمنية والقضائية والتشريعية والتنفيذية اي ساكن ولا تكشف حقيقة الأمر ، ولن تطرح اية أليات لعدم تكرار حالة الموت السريع والعمل بمسؤولية لمعالجة الاسباب البعيدة والقريبة.
وعندما تصبح البلاد مشرعة ابوابها والمجتع سائبا" والخلاص الفردي هو الحل .
وعندمل تقفل المدارس ابوابها ويتسرب التلامذة في الشوارع ويعم الجهل ويقفل المعلمون ابواب بيوتهم ويقبعون في سجن اختاروه لا اراديا لعدم تمكنهم من الوصول الى مدارسهم.
وعندما تتعطل الدوائر الرسمية  وتتراكم معاملات الناس على مكاتب موظفين عجزوا  عن متابعة عملهم لضيق ذات اليد .
وعندما يتحول التجار الى فجار ومحتكرين ومصاصي دماء الشعب برفعهم الدائم للأسعار التي كوت الجميع.
 وعندما تتعطل اجهزة الرقابة الادارية والقضائية وتسود الفوضى ولغة الشطارة واللصوصية والزبائنية.
 وعندما تفقد السلطات الدستورية شرعية وجودها ويتحول القيمون عليها الى عصابات نهب وفساد وتبعية.
 وعندما.... وعندما.... وعندما
وقتها نقول على الدنيا السلام..ويا ارض ابتلعي شعبك الخانع المستسلم البائس العاهر ،بكل ما لكلمة عهر من دلالات وقذارة.
 عندها نقول ، وبالفم الملأن:
ايها الناس ،امامكم خياران ، اما الانتحار الجماعي ، وهو الطريق الاسهل للخلاص الابدي... 
واما الاستشهاد البطولي في مواجهة كفار هذا الزمان وابالسة هذا العصر ولصوص المقابر وكل العاهرين والمنافقين والخونة والمستسلمين والخانعين.
    لقد طفح الكيل....ودق ناقوس الخطر،. فاختاروا ما شئتم، بين الموت والشهادة،بين الهروب والاستسلام او المواجهة والاستشهاد ، وصولا الى درب الجلجلة... بين النار والجنة وفق معايير الافكار السائدة.
كفانا خنوعا وتدليسا ونفاقا وتذمرا.
كفانا اللعب كالدمى على مسارح الأطفال ....
كفانا تعايشا مع واقع كلكم تعرفون اسبابه وادواته والمخرجين والمنتجين والمستهلكين....
كفى...نقولها بصوت عالي علكم تسمعون....
كفى...الا انهضوا وواجهوا...ولن تترددوا...واشهروا  كل  معاول الهدم لهذا البناء المتصدع قبل ان يسقط فوق رؤوس الجميع...واحملوا شاكوش ومطرقة وقلم ومحبرة وكتاب البناء من جديد لعمارة مجتمع  متينة ...حرة. .. متماسكة  صلبة... بجذورها واعمدتها وسقفها وكل محصناتها......
عمارة عصية على كل ما يمكن ان يطالها من التصدعات بكل اشكالها والوانها وادواتها....

المصدر: موقع إضاءات الإخباري