بقلم :محمد سعد عبد اللطیف" مصر
عاما واحدا على ولاية الرئيس الأمريكي وسط إخفاقات وإنتقادات داخل وخارج امريكا جو بايدن، بدأت عمليات التقييم له، خاصة في السياسة الخارجية الأمريكية، والتي كانت قد تضررت كثيراً في عهد سلفة الرئيس السابق / ترامب الذي كان مكروها لكثير من دول العالم !!
جو بايدن نصف قرن في المطبخ السياسي ونائب الرئيس باراك اوباما عام 2008م وعضو مجلش الشيوخ في مطلع السبيعينات من القرن المنصرم . وقد تولي ملفات شائكة وهو نائب( اوباما )مثل' " ملف العراق وكوريا الشمالية والصين وايران " وقرار الإنسحاب من العراق ورث حمل ثقيل من كراهية العالم لٱمريكا بسبب سياسة الرئيس '"ترامب'" ..كذلك وعد الإنسحاب من افغانستان .التي كان كارثة كبري وهزيمة لامريكا ٱمام العالم التي هزت هيبتها القوة العالمية للهرم العالمي من عواقب استيلاء (طالبان) على السلطة ستذهب إلى ما هو أبعد من أفغانستان. ما تفعله أمريكا كقوة عالمية فى منطقة ما يؤثر بسهولة على باقى المناطق. فوضوية الانسحاب الأمريكى من أفغانستان ستدعو المزيد من الاستفزازات؛ فدول مثل روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية سيثيرون المزيد من المتاعب لمعرفة ما يمكنهم الإفلات منه.كذلك اغضب حلفاء الٱمريكان من الإنسحاب بدون تنسيق مسبق .كذلك الحليف لها" فرثسا" في صفقة الغواصات نظراً لأنها أثارت غضب فرنسا، والتي كانت قد وقعت عقداً لتزويد أستراليا بغواصات، في صفقة كانت بقيمة" 66 مليار دولار،" وهو ما يراه البعض بمثابة خطأ فادح في السياسة الخارجية الأمريكية، مع فرنسا أحد أهم حلفائها.في ٱمريكا وفي مناطق في أسيا .بعض السياسات الخارجية لإدارة بايدن قد أثرت أيضًا على علاقات أمريكا مع حلفائها وشركائها فى جميع أنحاء العالم. العديد من الشركاء القدامى يشككون الآن فى القرارات والالتزامات الأمريكية. فى أغسطس الماضي، وجه مجلس العموم البريطانى اللوم رسميًا إلى رئيس الولايات المتحدة خلال مناقشة حول أفغانستان. يتحدث العديد من كبار المسئولين فى جميع أنحاء أوروبا الآن علنا عن الحاجة إلى «استقلال ذاتى استراتيجى» عن الولايات المتحدة بسبب عزلة الولايات المتحدة عن الشئون الخارجية ..
كذلك اعتمد (جو بايدن )في سياستة في الشرق الأوسط علي النظام التقليدي في التهدئة وقد ظهر ذلك في الهجمات التي تعرض لها قطاع غزة والتنسيق مع "مصر" لوقف الهجمات .إذا كان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يقوم على إعادة قراءة المشهد العالمي بنمو القوى الريدكالية الجيوبوليتيكية على منظومة العولمة، والتعامل مع النمو الروسي والتمدد الإيراني جيوبوليتيكيًا، فإنه سيكرس نموذج للصراع العالمي مرة أخرى ولكن عبر شعوب المنطقة كأدوات حرب، ما قد يشير إلا فترة زمنية قادمة من النزاعات الإقليمية قد تصل لدرجة الحروب الكبرى أو الصفقات السياسية الشائكة.
استخدام كلا المنظومتين ذات الأسلوب في الأخذ بالقوة العسكرية، يهدد السلم العالمي بنشوب حرب عالمية كبرى، إن لم تكن تحدث فعليا بؤريًا وجيوبوليتيكيًا. فإذا كانت العولمة أرادت نشر الديموقراطية وإرساء السلام والعدالة والقضاء على التطرف والإرهاب عالميًا، فنتائج العراق وأفغانستان، تثبت خلاف ذلك كلية، ومثلها التمدد الجيوبوليتيكي الروسي في سورية اليوم. وتثبت خطأ سياسة استخدام القوة العسكرية أيضاً، ليتضح فعليًا أن العولمة والجيوبوليتيك وجهان لعملة واحدة. وهو يظهر في حالة الصين وروسيا !!
أما علاقة أمريكا مع أبرز منافسيها على الساحة الدولية، روسيا والصين، فهناك العديد من الأزمات التي وقعت في فترة بايدن، أو استمرت منذ عهد ترامب، حيث تظل إدارة المنافسة الاستراتيجية مع بكين، هي الإطار المحدد للعلاقة بين واشنطن وبكين في ظل إدارة بايدن، وهي نفس العقيدة الرئيسية لإدارة ترامب.
وتعد أكبر شوكة في العلاقة المضطربة بين الجانبين، هي قضية تايوان، حيث سعت الصين لإعادة ضمها، بينما تطلب واشنطن منها عدم تصعيد الضغط على تايوان.
أما روسيا، فخلال الأسابيع الأخيرة، حشد الرئيس "فلاديمير بوتين" عشرات الآلاف من قواته على طول الحدود الأوكرانية، ويقول إنه يريد منع توسع حلف شمال الأطلنطي «الناتو» باتجاه الشرق.(في الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل طاجيكستان، تركمانستان، قيرغيزستان، وأوزبكستان) والتي تفصل روسيا عن أفغانستان، وسرعة التحرك الروسية فيها عسكريًا إن قمة بوتين وبايدن الإفتراضية الأخيرة واللهجة القوية للإنذارات الروسية لهي دليل عن منافسة عكسية جيوبولتيكية لتنافس عكسي صاعد لامريكا الهرم العالمي وتقنية صينية كقوة اقتصادية منافس وتمدد ايراني وتركي ولاعبيين دوليين جدد في مناطق النفوذ الٱمريكي . كذلك ترتكب إدارة بايدن خطأ فادحا يٱخد بعد آخر، سواء من خلال تقسيم أصدقاء وشركاء الولايات المتحدة فى وقت تحتاج فيه إلى الوحدة، أو عدم مشاركة الحلفاء قرارات رئيسية مثل الانسحاب من أفغانستان!!
"محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "