صحيح ان السبب الرئيسي للازمة في الساحة الفلسطينية والمعيق امام العمل الثوري المقاوم يكمن في اتفاق الذل والعار اوسلو وسلطة الذل والعار والشريحة التى تمثلها هذه السلطة , لكننا لا نستطيع ان ننكر ان من الاسباب ايضا تاتي ازمة فصائل المقاومة والعجز المزمن الذي تعاني منه هذه الفصائل ومن مظاهر هذا العجز اصرار هذه الفصائل على الابقاء على شعرة معاوية التى تربطها بسلطة الذل والعار عبر الحديث عن الوحدة الوطنية مع هذه السلطة , ان مثل هذه الوحدة هي خارج اي عرف ثوري وتتناقض مع كل النظريات الثورية التى عرفتها البشرية والثورات السابقة , ان مجرد الحديث عن وحدة وطنية مع هذه الشريحة التى تمثلها سلطة الذل والعار , ان مجرد الحديث يضعنا امام الازمة الفكرية في الساحة الفلسطينية والازمة الفكرية التى تعاني منها فصائل المقاومة الفلسطينية .
في ظل هذه الازمة , وفي ظل مخاطر التصفية التى تهدد قضيتنا الوطنية , ومع ما تشهدة الساحة العربية من تراجع مكانة القضية الفلسطينية من قضية مركزية للامة العربية الى قضية ثانوية هامشية , واتساع او انتشار التطبيع ,يصبح البحث عن البديل ضرورة وطنية قصوى لا تحتمل التاجيل , بالطبع ظهرت عدة محاولات لكنها وفي مجملها محاولات قاصرة , فبعضها لم يكن يسعى الا الى استبدال هيمنة فصيل بهيمنة فصيل اخر واقصد هنا ما سمي بمؤتمر الخارج الفلسطيني الذي عقد في اسطنبول في عام 2017 , وقد كان واضحا نهج الاقصاء في هذا المؤتمر , الامر الذي حكم على منظميه بالفشل , واخر هذه المحاولات كانت في ما يسمى بمؤتمر المسار البديل , الذي قام بتنظيمه في مدريد البعض من مراهقي اليسار الفلسطيني المنتمين لمنظمات الانجزة , والمتاثرين بنهج حركة اتبور والمشبعين بافكار ونظريات فتى الموساد عزمي بشارة . ان كل هذه المحاولات المشوهة والمشبوهة لا يمكن ان تنتج بديلا ثوريا مقاوما , بل ان اقصى ما يمكن ان ينتج عنها لن يتجاوز ميلاد دكان سياسية جديدة تضاف الى سلسلة الدكاكين السياسية المتواجدة في الساحة الفلسطينية .
وقد راينا ان نتيجة ما سمي بمؤتمر مدريد كانت ولادة دكان سياسية جديدة سميت بحركة المسار البديل , ان شعبنا وقضيتنا ليس بحاجة لمثل هذه البدائل او الدكاكين السياسية , بل نحن احوج ما نكون الى البديل الثوري والمقاوم , ولا يمكن لاي بديل ان يكون ثوريا ومقاوما بعيدا عن محور المقاومة واطراف هذا المحور , ففي ظل حالة الفرز الواضحة المعالم اصبحنا امام محورين , محور المقاومة والمحور الاخر محور التطبيع المعادي لقضيتنا الوطنية , ولا يمكن الحياد هنا , وعلى ضوء ما تقدم فان البديل المطلوب هو البديل الثوري المقاوم , والمنحاز لمحور المقاومة , وهذا البديل لا يمكن ان يولد او ان يتمثل الا بالجبهة الوطنية العريضة والقائمة على اسس جبهاوية عمادها البرنامج الوطني والقيادة الجماعية , ثم الطلاق النهائي مع نهج التنازل والتفريط في الساحة الفلسطينية والشريحة التى يمثلها هذا النهج , ومهمة المثقفين الثوريين هنا هي الدفع في هذا الاتجاه