تمخض الجبل، وولد فأرا
مقالات
تمخض الجبل، وولد فأرا
حليم خاتون
26 تشرين الثاني 2025 , 16:47 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

من سمع تهديدات محمود قماطي ليلة اغتيال الشهيد ابو علي طبطبائي، يكاد لا يعرف محمود قماطي الجالس أمام ندى اندراوس يبرر ويطلع وينزل وأكثر ما يقوله يحاول إرضاء العملاء أمثال طوني ابو نجم...

هو لو قدم لهؤلاء لبن العصفور، لن يستطيع إرضاءهم؛ والمقصود هنا تحديدا مسألة لبننة حزب الله وكأن الحزب حين يحمل هموم الأمة يخرج عن اللبننة؛ وكأن في الإمكان فصل مصلحة لبنان عن مصلحة المنطقة بأهلها الأصليين وليس من أتوا "جلَب" من كل أنحاء العالم سواء كانوا يهودا صهاينة، أو سُنّة متخلفين من العصور الحجرية تجمعوا في العراق وسوريا كما ارادت أميركا والصهيونية العالمية وعزمي بشارة وخالد مشعل...

ندى اندراوس فيها نسبة قوات على نسبة تيار، على نسبة شطارة، على نسبة سذاجة على نسبة (غباء او استغباء لا تغيب عن الأغلبية العظمى من اللبنانيين)؛ هي قد تدعي أخذ مكان الشيطان في بعض الحوارات، لكنها في أماكن ليست قليلة تكون الشيطان نفسه...

هل يسمع محمود قماطي ما يقوله القواتيون!؟

هل قرأ آخر شطارات طوني ابو نجم في اللعب على الكلام!؟

لو أقسم محمود قماطي وكل حزب الله أغلظ الإيمان بالعقلانية وعدم العودة إلى وحدة الساحات، لن توفرك يا أخ محمود لا أميركا التي تقود الحرب ضد لبنان، ولا إسرائيل التي تقوم بالحرب على لبنان، ولا بريطانيا التي لها اكثر من سبعين موقعا على السلسلة الشرقية من جبال لبنان لم تقتحم المقاومة أي واحد منها، وهي أكثر قربا من قواعد بريطانيا في قبرص...

هل نطلب من مقاتلي حزب الله قراءة كتب الجنرال الفيتنامي جياب، أم نطلب منهم إعادة قراءة تكتيكات مقاتلي حزب الله أنفسهم في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي!؟

عفوا أخ محمود...

انا اعرف ان العالم السُنّي خذلك...

أعرف أن شيوخ الحكام في الخليج والأردن ومصر وشمال إفريقيا أفتوا بغير ما أوحى الله...

أعرف أن جهابذة التيار الديني السلفي كانوا يضعون صور السيد الشهيد نصرالله والشهيد قاسم سليماني على الممرات لتدوسها الأقدام...

جمع من الحمير؛ لا نستطيع إيجاد غير ذلك من الأوصاف...

خلقهم الله على هيئة بشر، وحرمهم من العقل؛ وحدها الحكمة الالهية يمكن ان تفهم سبب حرمانهم هذا...

أعرف أن شيوخ الدماء والتعصب ضد خلق الله لا يختلفون عن شيوخ الباذنجان، حتى لو دخلوا سجون إبن سلمان لأنهم ليسوا أقل منه إجراما بحق الإنسانية...

أعرف أن أحفاد إبن تيمية وعبدالله عزام والزرقاوي وعبد الوهاب وغيرهم من جهابذة الفكر التكفيري الذي يكفّر القريب حتى لو قاتل في سبيل الله، ويتبادل التحية والسلام مع البعيد حتى لو قصف أهل السُنّة في غزة، واقتلع أهل السُنّة في الضفة، وقريبا سوف يجلد أهل السُنّة في اي بقعة تصل اليها أقدامه... جنوب سوريا خير دليل حتى لو تظاهر سُنّة تركيا بقوة رعد لا اثر لها... هم، مثل أمة المليار ونصف المليار سُنّي... دخلوا الكهوف وناموا ولن يخرجوا منها إلا بمعجزة قد تتحقق إذا استيقظ من بقي من شيعة إيران على العهد مع علي والحسين...

في لبنان، كثيرون كفروا منذ رأوا بأم العين جحافل إبن تيمية تقطع رؤوس الناس بتهمة الولادة في هذا المذهب او ذاك الدين في العراق وسوريا وحتى في بعض مناطق لبنان...

في لبنان ألقت مخابرات الجيش القبض على الفلسطيني وائل عليواه ومجموعته التابعين لأحفاد إبن تيمية والقريب جدا إلى الفصائل الفلسطينية التي هبت لنصرة أهل السُنّة في سوريا من ظلم العلوي بشار، ولم يرف لها جفن تجاه إسرائيل وأميركا في درعا والجنوب السوري...

زائل عليواه جاسوس إسرائيلي...

توجه التكفيريون إلى حمص لذبح العلويين والشيعة والمسيحيين لأن الرابض على ارض سوريا إما يهودي صهيوني حليف او سيد سُنّي تركي يكره العرب...

تذكرت شعار منظمة التحرير أثناء الحرب الأهلية في لبنان عند دخول قوات حافظ الأسد،

"أرنب في الجولان، أسد في لبنان!"...

ماذا نقول اليوم عن الجولاني والشيباني والقحطاني والخرياني وغيرهم من اكلة الأكباد في ليالي البول والبراز...

نعم بيئة حزب الله قد تكون كفرت بعد ما تراه من هؤلاء جميعا...

أحفاد إبن تيمية عند السُنّة، واحفاد بشير عند المسيحيين...

تتساءل مريم البسام ماذا كان ليفعل هؤلاء بنا لو حصلوا على السلاح!!؟؟

هل هذا سؤال ام تعجب؟

السلاح سيدتي، يتدفق كالشتاء على الفريقين معا من مطار حامات الذي تديره المخابرات المركزية الأميركية؛ بأموال سعودية إماراتية، وإشراف سلطة جوزيف عون ونواف سلام...

يجري تسليح حزب سمير جعجع ومن بقي من حراس الارز والأحرار والكتائب وغيرهم ممن رأينا بطولاتهم في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا...

كذلك يجري تسليح أشاوس ريفي والضاهر والمولوي وعطية وربما مخزومي ومن لا يرى إسرائيل لأن كل العين على إيران، وعلى أذرع إيران التي "جرستهم" حين لبت نداء غزة التي صرخت ولا من مجيب من أهل السُنّة من المحيط إلى الخليج، ومن جبال الأطلس إلى جاكرتا...

أنظمة تركض خلف الأميركي والصهيوني وشعوب تعيش على الشعير وبول الحمير...

الأمل مقطوع بالمطلق في كل هذا العالم السُنّي الذي مشى خلف خطة ترامب في غزة...

لكن الحقيقة يجب أن تقال حتى على قطع الرقاب...

إذا كان حزب الله يصبر لكي يقاتل في الأيام أو الأسابيع او حتى الأشهر المقبلة، نحن معه ووراءه وامامه حتى سقوط آخر شهيد من اهل الجنوب والبقاع والضاحية، لكن عليه عدم الانجرار إلى تصريحات بلهاء حول اللبننة او حول مد اليد إلى أفاعي السعودية والخليج لأن كل المصائب تأتي منهم... هؤلاء هم عرب أميركا؛ ومن يقول أميركا، يعني إسرائيل حتما...

أما إذا كانت تحضيراته للوصول إلى تصريحاته العبثية؛ فلا كان هو، ولا كانت تلك التصريحات...

وكما قال الشهيد الأسمى:

لو تخلى العالم كله عن فلسطين،

نحن شيعة علي إبن ابي طالب لن نترك فلسطين وحدها"...