النووي الإيراني يشعل حرباً سرية بين الموساد والاستخبارات
عين علی العدو
النووي الإيراني يشعل حرباً سرية بين الموساد والاستخبارات "الإسرائيلية"
5 كانون الثاني 2022 , 17:19 م

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن الحرب الدائرة بين جهازي الموساد والاستخبارات في الجيش بسبب الأسلحة النووية الإيرانية.

وتحت عنوان "حرب الموساد واستخبارات الجيش الإسرائيلي على الأسلحة النووية الإيرانية تتواصل" أكدت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أنّ جولة جديدة من المواجهة الكلامية السرية التي دارت بين الجهازين التابعين للجيش الإسرائيلي، تم تسريبها من قبل وزراء لموقع "واللا نيوز" ليلة الثلاثاء الأربعاء.

وأوضحت الصحيفة أنّ "الخلاف بين رئيس جهاز الاستخبارات الميجور جنرال أهارون هاليفا وهو "مؤيد لنوع جديد من الاتفاق النووي لإبطاء التقدم الإيراني وكسب الوقت للتخطيط لضربة جوية محتملة للجيش الإسرائيلي"، وبين مدير الموساد ديفيد بارنيا "وهو ضد أي شيء ولكن تم تحسينه بشكل جذري"، وتعتبر جولة أخرى من الجدل المستمر بين أصحاب الثقل الاستخباري".

وتابعت، أنّ "من الذي يفوز على صناع القرار في رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الجيش بيني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على إسرائيل والعالم، منها:

أولاً ، لابيد.. قد يقوم تحويل إشارات أنّه يستطيع منع التوصل إلى صفقة على أمل أن تؤدي جهودها إلى تحسين صفقة محتملة بين القوى العالمية وإيران.

ثانيًا ، على الرغم من أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "الجنرال أفيف كوخافي وبرنيا" بدا وكأنهما في معارضة شديدة للصفقة منذ خطاب كبير له في يناير 2020، حيثُ كان هناك تدرجات في وجهات نظرهم والسيناريو الحالي لتجسيد الصفقة.

ونوهت، إلى أنّه "في أكتوبر 2020 ، أعلن رئيس تحليل المخابرات العسكرية المنتهية ولايته "الجنرال درور شالوم" تناول خلال مقابلة مذهلة مسجلة، السياسة العامة ، وتوقيت سلاح نووي إيراني محتمل ، وقدرة المخابرات الإسرائيلية على الإمساك بالجمهورية الإسلامية قبل أن تنجح في اقتحام سلاح نووي.

وأكد "شالوم"، أنّ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2020 لديه جهات نظره تمثل الإجماع الحالي لجناح التحليل الخاص بمخابراته في ذلك الوقت، حيثُ عملت بشكل جيد مع آراء كبار مسؤولي الجيش السابقين والحاليين وآخرين، بينما تصادمت مع وجهات نظر رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو ومدير الموساد يوسي كوهين.

وتابعت، قبل وقت طويل من مجيء بينيت، قال شالوم إنه حتى الآن، لم يثبت ترك الاتفاق النووي الإيراني وحملة الضغط الأقصى أنهما أفضل سياسة أو أبطأوا من توجه طهران لصناعة قنبلة نووية.

وأوضح، أنّ إيران كانت لديها يورانيوم مخصب أكثر بكثير مما كان عليه قبل حملة الضغط، ولو قرر حينها "آيات الله"  أنهم مستعدون لتطوير قنبلة نووية غداً، فإن الأمر سيستغرق عامين آخرين".

وشدد، لكن كانت هناك فرصة جيدة أن تكشف المخابرات الإسرائيلية مثل هذه المحاولة الإيرانية للاندفاع فوق العتبة النووية، ولكنه ليس شيئًا أكيدًا، منوهاً لكن في المقابل قال نتنياهو وكوهين إن الانسحاب من الاتفاق الإيراني وحملات الضغط كانت تحسينات كبيرة في مواجهة طموحات إيران النووية.

وأكملوا بحسب الصحيفة : "طهران في أكتوبر 2020 كانت على بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط، فيما يقول خبراء من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، عن تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح نووي.

واستدرك بالقول: إنّ "وزير الاستخبارات إيلي كوهين وآخرون، أعطوا الانطباع بأن تغطية الاستخبارات الإسرائيلية في إيران في ذلك الوقت كانت غير محدودة، لمعرفة أي تطورات رئيسية، فيما دعمت سلسلة التفجيرات التي لا نهاية لها في صيف 2020 على ما يبدو في المنشآت النووية الإيرانية وأخرى، والتي نسبت مصادر أجنبية بعضها لإسرائيل".

وحول الخلافات الخارجية، قالت "جيروزاليم بوست"، على هذه المستويات العليا من المخابرات الإسرائيلية تبدو مربكة للغاية، لكن بالنسبة للمطلعين، هناك خط خلل متأصل بين الموساد والجيش الإسرائيلي في كيفية عملهما ورؤيتهما للعالم ، وخاصة طهران، فالموساد واثق من أنه يعمل في الخفاء وتحت السطح حتى في أوقات السلم أو في أوقات أقل من الحرب.

وأكد، أنّ "بارنيا مثل كوهين، مستعدة وراغبة في الاستمرار بتخريب المنشآت النووية الإيرانية بشكل مستمر بغض النظر عما يعتقده بقية العالم، ولكن لن يتم استدعاء الجيش الإسرائيلي للخدمة ضد إيران إلا إذا احتاج إلى القيام بواحدة من أكبر الضربات الجوية وأكثرها تعقيدًا وخطورة في التاريخ، حيثُ هاجمت إسرائيل أهدافًا سهلة نسبيًا في سوريا، وأحيانًا لبنان أو العراق خلال السنوات القليلة الماضية حتى بدون إعلان حرب كاملة.

وأضافت: "هذه الأهداف لا تُقارن بالأهداف النووية العميقة تحت الأرض والمنتشرة والأكثر دفاعًا عن إيران، وببساطة: فإن الجيش الإسرائيلي في خطر أكبر إذا تم دفعه للعمل في وقت قريب من الموساد، وأحد الاختلافات في الجدل حول التوقيت هو أن المسؤولين يتحدثون عن علامات مختلفة.

فيما تشير مناقشة الوزراء والمسئولين الإسرائيليين، إلى أنّ إيران على بعد أسابيع أو شهور فقط من القنبلة إلى المدة التي ستستغرقها إيران في تسليح مخزونها الحالي من اليورانيوم إذا قامت بدفعها، ويتضمن العامان اللذان يذكرهما شالوم وآخرون بشكل دوري فترة إضافية بعد ذلك الوقت لفرز مجموعة متنوعة من المشاكل الفريدة في التفجير ، ووضع رأس نووي على صاروخ باليستي ، وإيصاله إلى هدف بعيد، ولكن هناك اختلافات حقيقية في التوقيت".

وقالت: عندما يذكر شالوم وآخرون عامين، هناك افتراض أكثر بأن أنشطة وضع وتسليم سلاح نووي ستنتظر حتى يتم تسليح اليورانيوم، إلّا أنّ كبار المسؤولين الذين ينظرون إلى إيران على أنها أقرب إلى تطوير قنبلة نووية يقولون إن بإمكانها تنفيذ العديد من أنشطة توصيل الصواريخ بالتوازي مع تسليح اليورانيوم - وربما تفعل ذلك في غضون ستة أشهر.

ومن جهةٍ أخرى، أكدت الصحيفة: أنّه كان هذا النقاش لعام 2020 بمثابة جولة أخرى من نقاش سابق وضع قائدي الجيش الإسرائيلي آنذاك غابي أشكنازي وغانتس ثم رؤساء الموساد مئير داغان وتامر باردو ضد وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك ونتنياهو.

ونوهت، أراد باراك ونتنياهو علانية على الأقل مهاجمة برنامج إيران النووي بشكل استباقي خلال الفترة 2010-2012 ، في حين عارض الموساد والجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، وعندما تولى كوهين قيادة الموساد ، انتقلت وكالة التجسس إلى العمود الأكثر مؤيدة للهجوم والأكثر مناهضة لخطة العمل الشاملة المشتركة ، وهو الموقف الذي يمكننا رؤيته الآن بشكل واضح من قبل بارنيا، حتى بدون تأثير نتنياهو".

وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة: لقد أعاد هاليفا الجيش الإسرائيلي بقوة إلى المعسكر لعدم هز القارب مع الولايات المتحدة كثيرًا إذا كانت الصفقة حتمية ، حتى لو كانت بها ثغرات، إنه يضع في سياقه مقابلة أجراها مؤخرًا قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد الميجور جنرال تومر بار أكد أن طياريه يمكنهم إخراج المنشآت النووية الإيرانية إذا طلب منهم ذلك، ويقول الجيش الإسرائيلي "نحن جاهزون ، لكننا ما زلنا نفضل عدم ذلك في الوقت الحالي".

وأشارت، على الرغم من ثقل النقاش بين الموساد والجيش الإسرائيلي، إلّا أنّ بينيت وجانتس ولابيد هم من سيحتاجون إلى اتخاذ القرار المصيري حول كيفية الرد على خطة العمل الشاملة المشتركة الجديدة المحتملة أو نسخة "أقل مقابل أقل" من خطة العمل الشاملة المشتركة، وقد يتم الاتفاق عليها في فيينا خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

ووفقًا لبيانات وأفعال الجيش، وبغض النظر عما يقول بعضهم في خطاباتهم، أكدت الصحيفة الإسرائيلية: أنّ جميع الدلائل تشير إلى أنهم سيبتلعون صفقة أمريكية جديدة دون اتخاذ إجراء كبير مع الاحتفاظ بالحق في التصرف إذا قبضوا على إيران".

المصدر: موقع اضاءات الإخباري