على هامش التدخل الروسي في كازاخستان لكي لا نكون كالقرعة التي تتباها بشعر إبتة اختها؟!
مقالات
على هامش التدخل الروسي في كازاخستان لكي لا نكون كالقرعة التي تتباها بشعر إبتة اختها؟!
محمد النوباني
10 كانون الثاني 2022 , 18:09 م


كتب الأستاذ محمد النوباني:

نحن ضد أمريكا ومع مواجهة مؤامراتها الهادفة إلى سرقة خيرات الشعوب و زعزعة الأمن والإستقرار الدوليين وعرقلة تحول صيغة العالم من عالم احادي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب.

ولكننا ضد سياسة بوتين المؤيدة للضربات الإسرائيلية في سوريا والتي وصلت ليس إلى حد المشاركة في تلك الضربات من خلال إتفاقية منع التصادم ألجوي وإعلام موسكو المسبق بمكان وزمان تلك الضربات فحسب بل إلى حد الموافقة على إعطاء اسرائيل دوراً في التسوية السياسية للازمة السورية رغم ان الاخيرة كما تركيا والولايات المتحدة الامريكية تحتل اجزاء مهمة من الاراضي السورية بالقوة الجبرية وفي مخالفة واضحة لقرارات الامم المتحدة ولما يسمى بالشرعية الدولية.

فهذا أمر لا يمكن تبريره ولا الدفاع عنه لانه يلحق ضرراً كبيرة بمصالح سورية ومصالح الشعوب العربية من ناحية وبمصالح روسيا القومية من ناحية أخرى.

وبإختصار فإن من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن امريكا ومعها إسرائيل وتركيا قد حاولت إستغلال حراك اوزباكستان الشعبي الأخير ضد الغلاء وارتفاع اسعار الغاز المسال وضد عملية النهب التي يقوم بها الحكام الكازاخ لكادحي ذلك البلد متعدد القوميات لتغيير الوضع في جمهورية آسيوية مهمة تقع في حديقة روسيا الخلفية وتمتلك إضافة إلى الموقع الاستراتيجي المهم والحدود المشتركة الطويلة مع روسيا والصين إحتياطات ضخمة جداً من النفط والغاز والكوبلت واليورانيوم والذهب تقدر قيمتها السوقية ب ١٢ تريليون دولار لتكون كازاخستان اوكرانيا ثانية آسيا،فكان التدخل الروسي الاستباقي و السريع في جانبه الاهم رداً عليهم جميعاً لأن تغيير الاوضاع في اوزباكستان يضر بشكل مباشر بمصالح روسيا وامنها القومي.

وفي الختام فإننا كوطنيبن وتقدميين عرب نحترم الشعب الروسي ونقدر عالياً المساعدات الاممية الكبيرة التي قدمها لنا الاتحاد السوفياتي السابق في نضالنا ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية كما وندرك بأن اضعاف القوى المعادية لنا كعرب فيه مصلحة لنا ولكننا من جهة اخرى فيجب ان لا ننسى بان من يحكم روسيا اليوم ليس الشيوعيين بل اوليغارشية مالية تسعى لبناء روسيا قوية وبأن ما يجري هو صراع روسي-صيني مع امريكا على النفوذ وليس من اجل انصاف المظلومين وتحقيق العدالة للضعفاء.

وسيبقى المحك لنا ليس التباهي ببطولات بوتين وإنتقاله من الردع الإستراتيجي إلى الهجوم الإستراتيجي الوقائي في كازاخستان بل الإنتقال من هذه الحالة إلى تلك في سوريا والشرق الاوسط وليس التحالف مع إسرائيل في سوريا.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري