كازاخستان ورقة دولية تخفي تجاذبات وأطماع قوى اقليمية ودولية.
مقالات
كازاخستان ورقة دولية تخفي تجاذبات وأطماع قوى اقليمية ودولية.
هنادي الصالح
10 كانون الثاني 2022 , 19:48 م


لم تنتهي حالة التّخبط في أفغانستان بعد خروج أميركا وبقاء بيادقها فيها بعد أن أتمت مشروعها الوهابي هناك

لتعود الأنظار الى الواجهة في كازاخستان تخبطاتٍ أمنية ومظاهراتٍ عنيفة تشهدها عدة مدن منذ أيامٍ بالرّغم من كون هذا البلد بعيداً عن الأضواء السّياسيةِ ِ إلاّ أنه تم التّعرف عليه منذ احتضانه لمفاوضات السّلام ِ السّورية في آستانة.

مظاهراتُ العنفِ التي شهدتها ساحاته أعادتهُ للساحة الدولية, فماذا يجري خلف هذه الأحداث؟ وهل من الممكن من بصمة ٍ تركيةٍ وراء هذه الأحداث؟

من الواضحِ أنّ البروباغندا الإعلامية كانت واضحةً هنا وحللّت الوضع الراهن في كازاخستان بالانتفاضاتِ الشعبيةِ ضد ظلم الدولة والفقر

إلاّ أنّها بلدٌ غنيٌّ بالثروات النغطية وهذا ما شكل لها دعما ًاقتصادياً قويا نتيجةً لليورانيوم الموجود فيها بكثرة

أصابعُ الاّتهامِ الرّوسية ِ صُوِّبت باتجاه الأميركيين ببيادقَ تركية وراء هذه الاحتجاجات, ولاسيما بعد طلب الرئيس الكازاخستاني توكاييف الاستعانة بالقوات الروسية لفضّ هذه الاحتجاجات وهذا ما دفع الرئيس الروسي بوتين للاستجابة خوفاً من صراعٍ جديد ٍ في المنطقة قد يؤدّي للعب دورٍ في التوازناتِ بين القوى الكبرى "أميركا وروسيا", وخصوصاً أنّ أميركا توضّح بأنّها شريكةً في اقتصاد هذه البلاد وكانت قد وقعت واشنطن معاهدةً عسكريةً في كازاخستان

بعض المراقبين الدوليّين يُحلّلون أنّ الوضع َ في كازاخستان قد يُعزّز الهيمنة السّوفيتية عليه والبعض الآخر يرى أنّ تركيا المنافسة لروسيا في أكثر من منطقة ٍِفي العالم تحاولُ إثباتَ وجودها لتُخرجَ كازاخستان عن طاولة روسيا وتدعم بذلك وجودها فيها خاصة بعد أنّ كازاخستان اشترت من أنقرة أسلحةً وطائراتٍ من دون طيّار ومدرعاتٍ

وهنالك رغبة بأن يكون امتداداً لتركيا معها

لكنّ الرّوس لن يسمحوا بذلك لانها منطقةً استراتيجية ًبالنسبة لموسكو

ولا يمكن لروسيا أن تسمح بانهيار جمهورية كازاخستان لأنها على حدودها فأيّ تهديدٍ للحدود هو تهديدٌ لموسكو

بالإضافة الى وجود قاعدة"بايكونور " الذي تطلق منه موسكو الصواريخ الى الفضاء الخارجي و كما تعتبر مورداً لاقتصادها

فهل يمكن لأصابع أميركا اشعال فتائل النار في كازاخستان بالمساعدة مع تركيا ومحاولةً لتحويلها لافغانستان اخرى على الحدود مع روسيا

لكن بستارة ٍ وسيناريو مختلفَين ؟؟

لكن يبقى الشيء الواضح أن كازاخستان لها تحالفات ٍ كثيرة ٍ وعلاقاتٍ جيو استراتيجية مع موسكو والصين وأميركا ودول اوروبية أخرى ولم تذهب بعيدا ً في تقاربها مع الغرب

فكازاخستان لن تسمح بتكرار البروباغندات الدولية حتى لا تُغضب روسيا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري