فجأة، قرر رياض سلامة التدخل من أجل "لجم" سعر الدولار عن الصعود...
هل رق قلب السلطة على الشعب المسكين؟
لطالما قال رياض سلامة أنه غير قادر على التدخل لقلة الحيلة وقلة المخزون من العملة الخضراء...
إذاََ... ما الأمر؟
يقول الإعلامي الاستاذ سالم زهران نقلا عن مصادر معينة أن المصرف المركزي قرر التدخل بمئة إلى مئتي مليون دولار...
هل يكفي هكذا مبلغ لمحاربة المضاربين..؟
بعض الاقتصاديين يقول إن هذا التدخل سوف يدفع عدة مئات من ملايين الدولارات المخبأة في البيوت أو المحولة إلى لبنان عن طريق الويسترن يونيون للهرولة وتحويل الدولار إلى ليرة في محاولة للحد من الخسائر خوفا من هبوط آخر في سعر عملة العم سام...
وجهة النظر هذه قد تكون صحيحة لو كان الضاغط على البلد هو فقط الوضع الاقتصادي والمالي وليس مجموعة قوى محلية وإقليمية ودولية...
لكن لنفرض أن حجم الدولارات التي سوف تلعب في السوق قد يمتص بضعة تريليونات من الليرة لبنانية، فماذا عن ال٤٠ إلى ٤٥ تريليون ليرة التي قام رياض سلامة بطبعها في السنتين الأخيرتين...
عندما أرادت اميركا محاربة نظام الرئيس الماليزي السابق مهاتير محمد عبر ضرب العملة، لم يقتصر دفاع الرئيس عن العملة فقط في مسألة العرض والطلب، بل قام فوراً باعتقال كبار رجال المافيا المالية التي كان يقف خلفها جورج سوروس رجل المخابرات المركزية الأميركية...
فهل سوف تقوم السلطات اللبنانية التابعة هي نفسها لاميركا بإجراءات ضد أسيادها الأميركيين...؟
طبعاً، لا يستطيع أي كان عدم الترحيب بالتدخل من أجل كبح الدولار...
لكن هل ما يجري يهدف فعلاً إلى محاربة تحكم الدولار برقاب اللبنانيين...؟
لو كان الامر كذلك، لكنا رأينا الشرطة البلدية ورجال الضابطة الاقتصادية يقتحمون مخازن الاحتكار الكبرى المنتشرة على كامل الأرض اللبنانية؛ يجبرون التجار على تخفيض أسعار السلع بنفس قدر انخفاض الدولار...
جولة بسيطة في السوق تُظهر أن الذي جرى هو غير ذلك تماما...
ما الأمر إذاََ؟
لماذا قررت السلطة اللبنانية فجأة عمل عكس كل ما كانت تقوم به طيلة سنتين من الأزمة؟
طيلة سنتين ورياض سلامة يحارب الليرة بكل ما أوتي من قوة، محاولا تحميل الفقراء من الناس كل الخسائر الحاصلة، وإنقاذ المصارف، بما في ذلك المصرف المركزي من كل الارتكابات التي قاموا بها...
نحاول الفهم...
نلجأ إلى الشاشات...
المنار في عالم آخر بعيد عن الأزمة الفعلية التي يعاني منها الشعب المسكين...
صار الدفاع عن دستور مسخ اهم ما تدعو إليه المنار وكأن مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء هو منقذ البلد من الإنهيار...
حتى مللنا من البيطار ومن الثنائي على حد سواء...
الجديد، لم تصدق أن بعض الاغبياء خرج عن القيم الإنسانية بانتقاد غير لائق لبرنامج تافه وغير لائق، تقدمه إعلامية لا تملك قدرات تحليلية فتلجأ إلى السخرية التافهة لتغطية النواقص... فإذا بالجديد تنسى ما يحصل في لبنان وكأن ما حصل مع الإعلامية داليا احمد، على بشاعته، هو مركز اهتمام الناس...
يا إخوان... لا داليا ولا ديما صادق ولا پولا يعقوبيان ولا حتى "المناضل" فؤاد مخزومي يعنون لشعب لبنان شيئاً...
همنا هو إنقاذ الناس وليس إنقاذ لا حكومة ميقاتي، ولا نائبه ولا الوزراء الذين يبدو أن كل همهم هو بقاء النظام حتى ولو مات الشعب...
نحن، بسطاء هذا الشعب الذي يُذبح كل يوم... ويُضحى به كل ساعة، ليس أمامنا سوى بعض التحليل لمعرفة ما يحصل وسط كل هذا الضباب وافتقاد المعلومات الصحيحة بسبب هذا الإعلام الرديء والشاشات الرديئة...
صحيح أن شعبنا المسكين بسيط وتصل به السذاجة أحياناً إلى التغاضي عن الكثير من الجراح من أجل الوطن والقضية... إلا أن شعبنا يعرف جيدا أن هذه السلطة لا تهتم لامر الفقراء وإن كل هم هذه السلطة هو خدمة الأغنياء وخاصة الفاسدين منهم...
لذلك... ومن هذا المنطلق، لا يمكن لهذه الخطوة التي يقوم بها رياض سلامة إلا أن تكون أيضاً هندسة من هندساته المالية التي تهدف إلى تركيع الناس وإنقاذ التجار...
هل العمل على تخفيض سعر الدولار هو مجرد طريقة لتأمين دولار رخيص على حساب الوطن والمواطنين لبضعة شركات احتكارية تحتاج الى هذه الدولارات من أجل الاستيراد وزيادة الأرباح التي تجنيها من وراء هذه التجارة...؟
لماذا أصدر رياض سلامة المرسوم ١٦١ الآن...؟
لماذا يخسر مصرف لبنان كل يوم حوالي ٣ إلى ٤ مليارات ليرة ولصالح من... طالما أن اسعار السوق لا تنزل، بل تزيد...؟
إذا كان مصرف لبنان يخسر هذه المليارات فمن الذي يربح...؟
الواضح أن الذي يربح هذه المليارات هم تجار الاستيراد المحتكرون الذين فقدوا الدعم المباشر فإذا بهذه الفذلكات الهندسية لرياض سلامة تعوض عليهم...
سلطة تجار، وحكومة تجار ومجلس نواب تجار، وقضاء تجار... لا يمكن أن يكونوا سوى في خدمة التجار...
نزول الدولار ليس بشارة كما يعتقد الكثيرون...
إنه هدوء ما قبل العاصفة...
الدولار إلى قفزات غير مسبوقة...
المؤامرة الأميركية لم ولا ولن تتوقف...
أما عندنا...
سلطة تافهة...
إعلام تافه...
قضاء تافه...
حكومة أكثر تفاهة...
مجلس نواب أكثر تفاهة...
وثنائي ضائع، لا يعرف رأسه من رجليه... يتحدث عن محاربة الفساد عبر دستور فاسد...
هل منكم من يذكر يوم أرادت حكومة الدكتور سليم الحص محاكمة اللص الكبير فؤاد السنيورة...؟
يومها قام الرئيس رفيق الحريري بإنقاذ ضابط الصف السنيورة عنده، عبر مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء...
اليوم يقوم الثنائي بنفس المهزلة بدل نسف النظام بأكمله ومن الأساس...
قال مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء... قال!!!!