في اليمن رجالٌ تقاسموا الموت أرغفةً بينهم.. بالتّراب ضمدوا جراحاتهم.
مع توالي سنين العدوان على اليمن ضمن خطة ما أسموه الربيع الدموي للشرق الأوسط أو حدود الدم بأسبابه السياسية الاستراتيجية الدينية, ومع اشتداد معارك المقاومة واللجان الشعبية والحوثيين ضد قوات التحالف الدموية من الناتو في محاولة لاسترداد مأرب المدينة المهمة ولكسر أي معادلة قد تغير المعركة لصالح الحوثيين في مأرب
فقضية اليمن بعيدة عن الجهود الدولية لتحقيق السلام.. فالحصار الخانق لم يثنِ عزيمة اليمنيين كما أنّ تضييق الحصار على مأرب قد يُضعف توحيد اليمن وهذا ما يسعى إليه التحالف
قوات التحالف السعودي لم يقرأ تاريخ الشعب اليمني وأسلوبه في القتال خاصة أنّ قتال"أنصار الله " شكّل نمطاً له تأثيره في خسارة قوى العدوان
فعملية التحالف "عاصفة الحزم" كانت لأهمية اليمن الجيو استراتيجية, ادّعت فيها المملكة عند انطلاقها أنها لاستعادة الشرعية للرئيس "عبد ربه منصور هادي",هذا الادّعاء كلّف المملكة ومن معها ثمناً باهظاً حتى وصل الحوثيون لعمق الرياض بأكثر من عملية صاروخية دقيقة, لم يكتفِ التحالف بذلك بل استعان بدعم لوجستي وفني واستعلامي غربي أميركي وبريطاني بشكل أساسي محاولين شلّ القدرة النوعية الدفاعية للجيش واللجان الشعبية وحركة أنصار الله ترافقت هذه العمليات بضغوطٍ إعلامية سياسية محاولين إبعاد هذه القضية عن الساحة الدولية
فمأرب الغنية بالنفط و الغاز مهمة لصنعاء لمواردها الهامة بكثرة وتحريرها يعني تحرير كامل الشرق اليمني
لم تتوقف المواجهات في اليمن يوماً واحداً كان ظاهراً ولافتاً أسلوب اليمنيين في القتال من طريقة الدفاع والثبات بالرغم من طبيعة البلاد الصخرية الوعرة القاسية وتثبيتهم للجبهات وتحصينها وفرض تماسكها متنقلين ما بين الهجوم والضغط على أغلب مواقع التحالف السعودي داخل الجبهات اليمنية وعلى الحدود الشمالية مع المملكة فالمرحلة الثانية ترافقت مع تصنيع وحدات الجيش واللجان وأنصار الله أسلحة وقدرات نوعية واستراتيجية وتطويرها من صواريخ بالستية وطيران مسير ومنظومات دفاع جوي
ملقنين العمق السعودي دروساً فُرضت فيه معادلة ردع وتوازن ورعب جمدت كل مشاريع التحالف الميدانية والعسكرية
فأصبحت قدرات التحالف ومرتزقته مضطربة لم تستطع التبرير عن الحرب وزجت بنفسها الى مستنقع الهاوية
ومع تكرار العدوان على اليمن من قبل هذا التحالف بأكثر من عشر غارات هددت حركة أنصار الله الامارات في حال استمرّ العدوان
ليبدأ منذ صباح يوم الاثنين الواقع في 17 من يناير 2022 التنفيذ بأكثر من 10صواريخ بالستية وطائرتين مسيرتين أصابت اهدافا حساسة في الامارات للنفط والغاز لتقترب من المطار
ويأتي هذا الرد متزامناً مع وصول وفد من الحوثيين الى طهران
هذه الرسائل النارية أتت أيضا بعد محاولة الحوثيين باحتجاز سفينة اماراتية قبالة سواحل اليمن
كرسالة اولى خاصة بعد اعتبار التحالف ان طهران بمساندتها للحوثيين تهدد الملاحة من البحر الاحمر وبذلك تضغط على السعودية والامارات والغرب فالسفينة كانت تحمل معدات وآليات عسكرية ومشفى ميداني سعودي
لاشك أن هذه الرسائل الصاروخية قد أوضحت للتحالف قلب موازين المعادلة لصالح اليمنيين بعد تصعيد التحالف فكان لا بد من ضرب منشآتهم النفطية ومحطات التحلية والمائية والكهربائية ومطاراتهم الهامة وبذلك يكون السلام على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ اجرم فلا تراجع عن شرف المعركة بالقتال حتى وقف العدوان
بورك اليمن وبوركت سواعد أبنائه السمراء