مرسال تحالف العدوان بِوَجهٍ كويتيٍ ناعم
مقالات
مرسال تحالف العدوان بِوَجهٍ كويتيٍ ناعم
24 كانون الثاني 2022 , 07:15 ص


بقلم علي خيرالله شريف

شَرَّفَنا وآنَسَنا شابٌّ يافِع، بَدا عَلَيهِ أَنَّ شَعرَ لِحيتِهِ لَم يَنبُت بَعد لا فيزيولوجياً ولا سياسياً، أو رُبَّما لا ينبت له لحية إطلاقاً، مع احترامنا لما خَلَقَ اللهُ وأبدَع.

وَقَفَ أمامَ الكاميرا مُربَكاً وَكانَ عَلى وَشَكِ أن يَتَلَعثَم بَينَ الكلِمات لولا أن جَبَرَ اللهُ وَقدَّرَ له أن يُنجِزَ تَصريحَهُ بِسلام ثُمَّ يُسرِع إلى ابتلاعِ جرعَةِ ماء وتناول منديلٍ يُجَفِّفُ به عَرَقَهُ المُتَصَبِّب من وجنتيه، وربما أكثر. نحن لا نلومُهُ فالَموقِفُ صَعبٌ للغاية؛ أَن يَقِفَ في بَلَدِ العرين، ويتلو وَصَاياه الُمناقِضَة تماماً لوصايا السيد المسيح(ع) ولتعاليم سيد الأنبياء(ص) ولِشُرعَةِ حُقوقِ الإنسان، وفي مقدمة تلك الوصايا "الشروط"، إخلاءُ العرين وتَكبيلُ الأُسودِ وَسَوقَهُم إلى طاعَةِ الطُغاة، بل إلى مِقصَلَةِ أَسيادِ الدُبَبِ الداشِرة. إِنَّها فِعلاً مهمَّة لا يُحسَدُ عليها هذا الوزير الُمتَدَرِّج في فَهمِ الدبلوماسية والـمُغَيَّب عن مَعرِفَةِ مَعنى الكرامة.

بعد الحصار وما تَبِعَهُ مِن عويلٍ ونُباحٍ وغوغائيةٍ وتهويل، وبعد سلسلة العقوبات والمبعوثين من شتى الألوان والأمصار، والتصريحات النارية والتهويلات الخيانية، أَرسَلَ مُعَسكَرُ الصهيونية مبعوثه الـمُستَعرِب، يعتمر كوفيةً خليجية، ويمتطي دشداشةً حريرية من صنع الأنامل الأجنبية، لِيَتلُوَ علينا فرماناته الفرعَونية، بِبَلادَةِ التِكرار وسَماجَةِ الأشرار.

هو لم يُفصِح عن كامِلِ مَكنونِ زِيارَتِه، ولكنَّ المعلومات التي رَشَحَ من كلامِهِ بعضٌ منها، تَقولُ أَنَّهُ حَمَلَ إلى لبنان رسالةَ الأعراب وهيئة الأمم والمجتمع الدولي المتصهين، تتضمَّنُ شروطَهُم لدعم لبنان، ومنها:

١. تجريد المقاومة من سلاحها وفق القرار ١٥٥٩، ما سيؤدِّي إلى فتح الحدود للصهاينة والدواعش وكل أنواع المجموعات الذابِحَة والاستخبارات العابثة والمُخَرِّبَة بأبشع أنواع الإجرام.

٢. الانصياع الكُلِّي لِشُروطِ البَنكِ الدَولي وصُندوقِ النقدِ الدولي، وجعلهما السيدين اللذين لا يُعصى لهما أمرٌ ولا تُرَدُّ لهما كَلِمة.

٣. التَخَلِّي عن حُقوقِ لُبنانَ البحرية، وتقديم آبار النفط والغاز على طبق من فِضَّة للعدو الصهيوني، وعدم التفكير نهائياً بالتنقيب عن النفط لصالح لبنان، ما دام العربان وسيدهم في تل أبيب سيبيعونا الغاز والنفط على مزاجهم.

٤. عدم التكلُّم عن حَربِ اليَمن إلا بما يُرضي تحالف العدوان وعدم إغضابه بأي كلمة، بل الوقوف إلى جانبه في كل خطوة يقوم بها مهما كانت ومهما سالت لها دماءُ أطفال اليمن وتَقَطَّعت أوصالُهُم، ومهما كانت دوافِعُ الآمر والمنفِّذ والقاتل.

٥. السير بالانتخابات النيابية القادمة إلى إنتاج أغلبية برلمانية جديدة، والغاية تُبَرِّرُ الوسيلة، وستقدم دول الخليج في سبيل ذلك الأموال السَخِيَّة.

نعم، لا تستغربوا أن يَصدُرَ ذلك من وزيرٍ قادِمٍ من دولة الكويت التي عَوَّدتنا على نُعومَةِ الـمَلمَسِ وعذوبةِ الحديث وحنانِ الرأفة بلبنان. فالوزير كويتي نعم، ولكن الرسالة سعودية إماراتية أميركية إسرائيلية، ملفوفة هذه المرة بعباءة كويتية، وربما أجبروها على فِعلَتِها، وقد بَدَت مؤشِّراتُ الإحراج على وجنَةِ الوزير الـمُربَك المسكين.

شروطٌ أخرى ستأتي تباعاً بعد تلبية الدفعة الأولى. والويل والثبور وعظائم الأمور، إن لم تُلَبُّوها. الكويت قد عَمِلَت ما عليها تجاهكم، وقد أُعذِرَ مَن أنذر. ورُبَّما قال عن موقف الكُوَيت: "مُجبَرٌ أخاك لا بَطَل".


المصدر: موقع إضاءات الإخباري