في خضم تصاعد النزاعات الدولية الامريكية الروسية في أوكرانيا والفشل الامريكي في ادارة هذا النزاع الذي افتعلته مع حلفائها الغربيون بهدف تغيير المعادلات الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي والعمل على ضرب الأمن الروسي بشكل مباشر ، تجد واشنطن في سورية البوابة الأمثل لتحقيق ما خسرته من اهداف في الأزمة الاوكرانية والكازاخستانية البوابة الافضل لتحقيق مكتسبات استراتيجية على روسيا .
فما حصل منذ عدة ايام في محافظة الحسكة السورية من اطلاق العنان للضباع المجنزرة في سجن غويران الذي تقوم على حراسته ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية منذ عام ٢٠١٩ وفرار اعداد كبيرة جدا من المجاميع الارهابية من هذا السجن بمساعدة الخلايا النائمة من الارهابيين يدفعنا للتساؤل عن الجهة المستفيدة من فرار مئات الارهابيين من هذا السجن وعن المهمة التالية لهذا التنظيم .
المهم في الأمر والجدير ذكره هو الاجتماع الذي حصل بين ممثل الخارجية الامريكية في سورية ماثيو بيرول و رئيس ما يسمى مجلس دير الزور المدني قسد المدعو غسان اليوسف ، وهذا الاجتماع حصل قبل يومين فقط من بدء احداث الحسكة وما نتج عنه من فرار المجاميع الارهابية من سجن الصناعة وتهجير آلاف المدنيين جراء المعارك الدائرة هناك وتسلل العناصر الارهابية الى الاحياء السكنية والعمليات العسكرية للقوات الامريكية التي قامت بتدمير ممنهج للبنى التحتية من معاهد وبناء جامعي ومنازل وصوامع حبوب .
مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة للوجود الأمريكي في منطقة شرق الفرات وارتفاع وتيرة العمليات للمقاومة الشعبية وتكرار عمليات الاستهداف لهذه القوات الامريكية المحتلة وجدت واشنطن ضالتها في هذه المسرحية التي تلبي لها عدة اهداف اهمها تهجير السكان الرافضين لهذا التواجد الامريكي وفي هذا التهجير تكون واشنطن تستكمل مشروعها في اللعب بديمغرافية السكان في تلك المنطقة لصالح سيطرة قوات قسد الارهابية العميلة على هذه المنطقة ، ايضا تحاول شرعنة استمرار وجودها غير الشرعي والاحتلالي في الاراضي السورية بحجة استمرار قواتها في محاربة الارهاب واقناع الرأي العام الداخلي الامريكي بهذه الذريعة بما يعني استمرارها في سرقة الثروات السورية وتدمير البنى التحتية في هذه المحافظة .
لتتلاقى الاهداف الامريكية مع اطماع القوى الارهابية الانفصالية الكردية قسد ، والارهابية الداعشية .
واهم هذه الاهداف التهجير القسري للسكان الاصليين في هذه المحافظة الذين صمدوا في وجه كل الممارسات الارهابية بحقهم من قبل الامريكي والتركي والاكراد والفصيل الكردي العميل لأمريكا في منطقة الجزيرة السورية طيلة فترة العدوان وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، ولعل رفض قسد لإدخال المساعدات الانسانية المقدمة من الحكومة السورية للعائلات العالقة في احياء الزهور وعويران ما هو الا دليل على رغبة قسد الارهابية بتهجير من تبقى من السكان عبر تجويعهم واجبارهم على النزوح .
تحاول واشنطن الحصول على أوراق مساومة سياسية اضافية في معركتها مع الدولة الروسية عبر فتح الباب على مصراعيه للقوى الظلامية في سجن الصناعة الذي يعتبر اكبر السجون للإرهاب الدولي وتدويره داخل الجغرافية السورية وخارجها عبر ارساله الى جبهات اخرى في الحسكة وغيرها من المناطق لاشغال الدولة السورية والحليف الروسي بمعارك اضافية تطيل من خلالها امد الحرب السورية بما يضمن لها اعادة ترتيب اوراقها وموقعها التفاوضي على طاولة المفاوضات في أية عملية تسوية سياسية مستقبلية .
لتضاف هذه الجريمة الأمريكية في الحسكة السورية وعمليات تهجر الاهالي واعتقال المدنيين الى سجل واشنطن الغني بالجرائم المرتكبة ضد الدولة السورية وشعبها ، وجريمة التسهيل لهروب الارهابيين من سجن غويران جريمة ضد الإنسانية جمعاء فهذا الارهاب بفكره المتطرف العابر للحدود يهدد الأمن والسلام للإنسانية جمعاء وهذا يؤكد ان واشنطن تحارب خصومها بالإرهاب ولا تحارب الإرهاب .
لتبقى محافظة الحسكة وبقية المناطق الخاضعة للإحتلالين الأمريكي والتركي ملاذا آمنا للإرهاب و خطا على خارطة مهندس الاستراتيجيات الأمريكية
ورهينة للتسويات الدولية والاقليمية .