كتب الأستاذ حليم خاتون: هل انت حرامي.. هل سرقة الأفكار لصوصية...؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل انت حرامي.. هل سرقة الأفكار لصوصية...؟
حليم خاتون
8 شباط 2022 , 21:19 م


أمتنا غنية جداً...

لا أتحدث عن البترول والغاز والمعادن...

لا أتحدث عن مياه النيل ودجلة والفرات وبحار من المياه العذبة في باطن أرض العرب، يسرقها الصهيوني، أو يحبسها إردوغان في تركيا او آبي احمد في الحبشة...

لا ولا عن الليطاني أو الوزاني أو العاصي في لبنان بعد ما برع أهل الحكم في لبنان في السماح لإسرائيل بوضع اليد على ما يحاذي حدود فلسطين، بينما تكفل الشعب الجاهل بتلوث مصادر رزق وهبه الله لهم بالمجان، فشربوا من تلك البحار ثم بالوا فيها...

لا أتحدث عن الثقافة العربية التي انحدرت لا، ولا عن اللغة العربية التي يجري قتلها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة... حتى على شاشات من المفروض أن تتقن لغة الضاد...

اعيش في مدينة ألمانية صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ثلاثين ألفاً، فيها أندية مختلفة من كل أنواع الرياضة مع كل انواع الملاعب، وصولاً إلى نادي اليوغا والشعر والأدب ومدارس تعليم الموسيقى...

أكثر من نصف البلدية هو مكتبة غنية بعشرات آلاف الكتب والمجلدات والأفلام ومحتويات الموسيقى وحتى الجرائد اليومية والمجلات...

مباشرة بعد باب مدخل المكتبة الفخم، سجادة فخمة كبيرة كتب عليها:

حذار، القراءة تقضي على الجهل والغباء...

كم من الدراسات والأفكار تخرج كل يوم في عالمنا العربي الكبير، فيحبس السلطان اكثرها، ويحرق معظمها حتى قبل النشر، ويتكفل الشعب الجاهل بخنق ما تسرب...

أمة إقرأ، لا تقرأ...

لذلك اعتذر من كل صاحب كلمة جميلة، أو رأي صحيح، إن أنا قمت بترداد ما كتبه، أو تحدث به من كلمات هي اغلى من كل جواهر الأرض...

تاريخنا ليس مجرد قصة فيها الجميل، كما فيها القبيح...

تاريخنا هو تجربة إنسانية عاشها أسلافنا، ووجب علينا التعلم منهم كي لا نقع في الخطأ مرة أخرى...

هكذا تتطور الأمم...

هكذا يُبنى المستقبل بعد إزالة شوائب الماضي منه...

في الساعات الأولى لحرب حزيران ٦٧، وقبل حتى أن تحصل الفاجعة...

كان المرحوم والدي حزيناً، لأن فلسطين سوف تتحرر بمساعدة "الشيوعيين الملحدين!!!..."

يوم أراد صلاح الدين استعادة بيت المقدس من الصليبيين، وقف في وجهه جمع من أمراء العرب في بلاد الشام... ربما عابوا عليه أصوله غير العربية...

بعد أن قاد جيوش الفتح إلى الأندلس، اجتمع أمراء بني أمية وقرروا أن الأمازيغي طارق بن زياد ليس هو من يستحق إمارة الأندلس...

لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى...

ما بال العرب قد نسوا أن مؤذن الرسول كان حبشيا، وإن أهل الحق هم أولى بهذا الحق...

أيام فتح السادات سفارة العار في القاهره، طرد الإمام الخميني الصهاينة من طهران ودعا أبو عمار لافتتاح سفارة فلسطين...

أيام كانت اليونان ترفض الاعتراف بدولة بني صهيون كان الأتراك يتحالفون مع القتلة، تماما كما يفعل أردوغان اليوم...

"بدناش رجال، بدناش مونة، بدناش اكل وشرب... بدنا سلاح..."

هذا ما صرخت تطالب به عجوز فلسطينية بعد إحدى الغارات على قطاع غزة...

هذا ما طالب به وما يطالب به الفلسطينيون منذ ال ٤٨...

وحده جمال عبد الناصر من بين كل الملوك والرؤساء العرب سمع هذا النداء...

وحدهم الإيرانيون بعد موت ناصر لبوا النداء...

كان عبدالناصر عربيا من صعيد مصر، لم يكن كرديا كما صلاح الدين ولا امازيغيا كما طارق بن زياد، فلم يجد ملوك التبعية والذل العربي غير صفة التكفير يلصقونها بمن هب لتحرير فلسطين...

عبدالناصر أخذ السلاح من الاتحاد السوفياتي "الملحد"...

عبد الناصر أمم قناة السويس وصادر الأراضي ووزعها على الفلاحين....

عبد الناصر ينادي بالاشتراكية العربية لبناء المجتمعات والأوطان...

إذاََ، عبد الناصر ملحد...

رغم الصلاة والصوم، عبدالناصر ملحد...

شهادة إلحاد عبد الناصر صادرة عن وكالات المخابرات المركزية الغربية بالإجماع...

ما اسهل أن تكون الشعوب العربية جاهلة ويتحكم بها الغباء...

لم يجد اعداء فلسطين ما يعيبون به عبد الناصر غير تهمة الإلحاد...

هذا ما فعله جعفر النميري، مهرب اليهود الفلاشا إلى فلسطين، يوم رد على على ثورة شعب السودان بإعدام المفكر السوداني احمد محمد محجوب بتهمة الإلحاد أيضاً...

كان لي ابن خال لم يخف أنه يفضل امين وبشير الجميل عليّ أثناء الحرب الأهلية في لبنان، لاني يساري ملحد بينما شعار الكتائب هو،

الله، الوطن، العائلة...

مسكين شعبنا، تضحك عليه السفيرة الأميركية ببضعة كمامات، بينما تعمل على سرقة نفط لبنان وغازه في الضغط لترسيم بحري كما يريد الصهاينة...

تمنع هي وحكوماتها منذ عقدين من الزمن، وصول الغاز العربي من مصر لتوليد الكهرباء في معامل تعمل على الغاز، فيتكلف لبنان أكثر من ثلاثين مليار دولار فروقات بين الغاز والفيول الذي تم تحويل معامل الكهرباء كي تعمل به...

يوم وفاة الإمام الخميني، كان بعض بلهاء الخليج يرقصون في شوارع جنيف فرحاََ، بينما كان الكثير من هؤلاء وعلى رأسهم قيادات غبية من منظمة التحرير الفلسطينية يعلنون الحزن والحداد لموت رابين، الذي أصدر الأوامر بتكسير أيدي وارجل اطفال الحجارة في فلسطين...

ما اسهل أن يبيع الخائن والجبان روحه للشيطان...

يطلب العرب من الفلسطينيين رفض التعامل مع إيران...

لم تعطي أنظمة اميركا العربية تلك رصاصة واحدة إلى الفلسطينيين أو اللبنانيين، إلا في حالة تشجيع الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية وبعد تلقي الأوامر من السيد الاميركي الابيض القذر...

في لبنان، يتظاهر عملاء اميركا ضد الاحتلال الايراني...

يخرج مصطفى علوش يرفع نفس تلك الشعارات، بعدما أسقط شعارات حزب العمل الاشتراكي العربي، وشعارات الجبهة الشعبية التي كان يحملها قبل أن ينضم إلى قافلة العملاء...

كذلك رجل الشاي في مرجعيون، احمد فتفت، قائد حملة مناهضة الاحتلال الإيراني لبلاد العرب...

على كل حال، هو لم يبتعد كثيراً...

لقد كان يوما من صبيان صدام حسين الذي غزا الكويت وجر على العراق وعلى العالم العربي الكثير من ويلات ذلك العمل المخابراتي البائس...

ثم يخرج علينا مؤخرا بعض رجالات الإخوان المسلمين، وحتى الأحباش، يتحدثون عن إمكانية التعاون مع سمير جعجع، قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي في الانتخابات القادمة...

لكن ابرعهم في الغباء السياسي، هو ممثل الرئيس ميقاتي، خلدون افندي... الذي كان يوما قريبا من الرئيس العروبي عمر كرامي...

ماذا تقول عبقرية خلدون هذا؟

في لبنان مشروعان يقول:

مشروع سمير جعجع الذي يرفضه خلدون، وهذا اقل الإيمان...

ومشروع حزب الله الإيراني...

إذا كان مشروع سمير جعجع معروف للجميع ووجب رفضه بالتالي، هلّ تفضل خلدون افندي وشرح لنا اين هو السوء في مشروع حزب الله الإيراني...

هل في دعم إيران لتحرير لبنان، وقد تحرر معظم لبنان بفضل هذا الدعم الإيراني...

هل في دعم إيران لقطاع غزة، وقد حققت غزة توازنا استراتيجيا مع العدو وصار بإمكان الغزيين تخريب منصات انتاج الغاز كما فعلوا اثناء معركة سيف القدس، كما صار بإمكانهم تدمير كل منطقة تل أبيب حيث روح الكيان وحياته...

أين أخطأ الإيرانيون...؟

أجل أخطأوا في عزل رجل اميركا وإسرائيل واعلان الجمهورية...

أما لماذا لا يقوم الغزيون بما يجب... ...فالله وحده هو العالم ببواطن الأمور...

ما هو ذنب إيران إذا كانت حماس لا تريد الحرب بانتظار ما لا يمكن انتظاره...

هل رفضت إيران تزويد جيش لبنان بالسلاح المطلوب كي يصبح هذا الجيش جيشاً، وليس مجرد حركة كشفية، تتلقى الأحذية والخوذ والألبسة وبعض الخردة من الأميركيين...

هل رفضت إيران بناء معامل كهرباء، وهي تحتل مركزا مرموقاً بين الدول الأكثر تطورا في التكنولوجيا على وجه البسيطة...

هل حاصرت إيران لبنان كما يفعل العم سام والأسد البريطاني العجوز...

أنا لست حرامي لكني استشهد بقصة وصلتني من التاريخ عن المختار الثقفي الذي استطاع الانتصار في العراق، فلم يجد الزبيريون لمواجهته غير تهمة أن جيشه فيه الكثير من العجم...

هاج الجهلة من العراقيين وماجوا ووقفوا في وجه المختار حتى قضوا على حركته الواعدة في العراق...

ما أشبه اليوم بأمس...

مجموعة من النسوة العجائز، من صاحبات كلاب الكانيش في نزهات الصباح او المساء... يحملن يافطات تطالب بطرد إيران من لبنان...

ربما طمعا بلقاء مع شيا، التي لم تفوت فرصة شكر رياض قبيسي على رفضه "خرافة!!!" الحصار الأميركي للبنان...

إحصاء بسيط جداً يُظهر أن كل الفاسدين هم من التابعين إما للغرب أو لأذنابه... ثم تخرج عاهرة أو قواد ليطالب بخروج الإيرانيين الذين تعود لهم الكثير من الأفضال...

يطالب بخروج من أمن لنا الدفء يوم قطع رياض سلامة وأميركا المازوت عنا...

يطالب بخروج من أمن لنا الدواء والمونة يوم خبأ أزلام اميركا من شركات الاستيراد كل شيء تحت الارض بانتظار إعلان لبنان الاستسلام...

بالنسبة لهؤلاء، قاسم سليماني من العجم، وكذلك الامام الخامنئي، وكذلك كل اؤلئك الذين ساندوا سوريا لمواجهة الحرب الكونية التي شنت عليها..

أما شاه إيران الذي كان يمشي على أطراف ورؤوس ملوك وشيوخ الخليج... والبحرين تحديدا...

أما أغلبية أئمة أهل السنة الذين أتوا من إيران...

أما أبن سينا، والخوارزمي وغيره من أهل العلم والفلسفة من العجم...

هؤلاء كلهم لا يعرفهم لا مصطفى علوش، ولا احمد فتفت، ولا ابنه النابغة سامي الذي يبكي ملكا لم يسمح له سعد الحريري الاستمرار فيه...

في خلاف الحق ضد الباطل...

في حركات العدل ضد الظلم...

في صراع الإنسانية ضد الوحشية...

في حروب التحرير ضد المحتل الغاشم...

وحدهم اولاد القحبة ينظرون في هوية أو جنس الملائكة...

وحدهم الأنجاس، يعملون على شيطنة أهل هذا الحق...

خسئتم... أهلا وسهلا بكل أحرار العالم لنبني كوكبا خاليا من كل تلك القذارات التي رفعت شعار رفض الخير في سبيل الباطل...

الموت للإمبريالية...

الموت للصهيونية...

الموت للرجعية العربية...

المجد للشهداء من أجل حرية اليمن وفلسطين وكل العالم العربي من أي بقعة من الأرض أتيتم...