كتب الأستاذ حليم خاتون: في الفم ماء
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: في الفم ماء
حليم خاتون
22 شباط 2022 , 19:09 م

"خذ سيفي هذا وأقطع به رأسي إذا أنا ساومت يوما على حق بلدي"...

هذا ما قاله في أحد مؤتمرات الحزب الشيوعي الفيتنامي، الرئيس (هو شي منه)...

ماذا يحدث على الحدود اللبنانية الفلسطينية؟

تجري فضيحة مدوية في البحر اللبناني الفلسطيني...

ينقسم اللبنانيون بين مقاومين صامتين لا يعرف احد حتى اليوم سبب صمتهم القاتل هذا...

وبين صراخ الشماتة عند أعداء المقاومة...

صراخ لا يرى في ما يجري سوى تواطؤ بين الرؤساء الثلاثة... تواطؤ بريد هذا الصراخ ربطه بمقاومة عملاقة حققت حتى اليوم من المعجزات ما لم تحققه جيوش ودول ومقاومات في منطقتنا العربية...

تخترق المُسيّرة "حسان" أجواء الوطن السليب، وهي ليست أولى المسيرات التي تقوم بهذا الفعل المقاوم...

ينقسم اللبنانيون كما هي العادة إلى قسمين:

جمهور المقاومة الذي يقف دائما مع هذه المقاومة، صامتة كانت، أم صارخة...

ومجموعة كبيرة من اللبنانيين تتراوح بين الحقد المذهبي والحقد الطبقي، وتضم مَن دمه ملوث بجراثيم الخيانة حتى قبل أن يولد هو، أو حتى قبل أن تولد المقاومة...

كما تضم مَن هو خائن عن سابق إصرار وتصميم منذ التعامل الأول مع العدو الصهيوني قبل عقود، إلى التعامل مع المتعاملين مع نفس هذا العدو أمس واليوم وغداً...

لا صراخ الشماتة عند الخونة في مهاجمة صمت المقاومة عما يجري في البحر يحمل ذرة وطنية...

ولا التمادي في تمجيد فعل مقاوم، مهما علا شأن هذا الفعل، يستطيع تبرير ذلك الصمت القاتل على ما يجري في البحر اللبناني الفلسطيني...

كما أنه لا يوجد أنصاف خيانات، كذلك لا يوجد أنصاف خونة...

الخيانة، خيانة...

المساومة خيانة...

ماذا عن الصمت القاتل...؟

الافضل ألف مرة أن لا يتم ترسيم تلك الحدود اللعينة على أن يتم التغاضي أو الخضوع لابتزاز يجري هنا او هناك...

عندما يقوم تحليل الكاتب جوني منير بربط صمت المقاومة عما يحصل في البحر تارة بفيينا، وتارة أخرى بتسوية مريبة لأزمة الجمهورية الثانية... تسوية تحمل في طياتها تقوقع مذهبي مقيت...

لا يستطيع المقاومون العزل الذين تجاوزهم العمر سوى الاختناق بدمع جارف لأنهم لا يريدون سقوط هذه المقاومة بعد أن عاصروا سقوط مقاومات ما قبل ١٩٨٢...

قد بُعثوا أحياء بعد إحباط الحركة الوطنية ومنظمة التحرير، ولن يستطيعوا تحمل إحباط جديد...

أن يساوم نواب حزب الله في البرلمان مع كارتيلات الاحتكار ويحاولون إنزال نسبة هذا الاحتكار من ١٠٠٪ إلى ٢٠٪ ثم يفشلون ويوافقون على مضض على تشريع احتكار بنسبة ٣٥٪ شيء...

وان يتم تمرير خيانة خط النقطة ٢٩ في البحر شيء آخر تماما...

كما يسأل المرء نفسه،

لماذا، وعلى أي أساس يجري النضال في البرلمان لتخفيض الاحتكار إلى ٢٠٪ وليس إلى صفر في المئة، ولا يجد المرء على ذلك السؤال سوى انتهازية ومساومة لا تريد هدم هذا النظام غير العادل...

كذلك يسأل المرء نفسه بأي حق يجري الصمت على ما جرى في البحر...

يختنق المرء بفكرة تمر في العقل تقول أن تركيز المنار والإعلام المقاوم على المُسيّرة وما فعلته المسيرة، قد يحمل في طياته غطاءََ لعجز صامت عن مواجهة ما حصل في البحر اللبناني الفلسطيني...

يختنق المرء بهذه الأفكار، حين يرى أحفاد نقاء علي ابن ابي طالب يساومون معاوية هذا الزمان في البرلمان، كما يختنق المرء حين يرى أحفاد ثورة الحسين بن علي يغضون الطرف عن يزيد هذا الزمان في بحر فلسطين...

كي لا يقع المحظور، يجب الصراخ ولو كان في الفم ماء...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري