تحية مقدسية وبعد،
اعبر لكم عن دعمنا للخطوة التي أقدم عليها الرئيس الروسي القائد الكبير فلاديمير بوتين،من خلال قيامه بضم اقليم دونياس والإعتراف بإستقلال الجمهوريتين الشعبيتين "لوغانسك " و" دونيتسك"...وتلك الخطوة اتت في إطار ضمان وحماية أمن روسي القومي،ومنع تهديدها من قبل أمريكا ودول حلف "الناتو" الغربي عبر خاصرتها الرخوة اوكرانيا،والتي تعتبر حسب الخطاب التاريخي للقائد الكبير بوتين في ال 23 من شباط/2022ليست "مجرد دولة مجاورة لنا، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا وفضائنا المعنوي"، وإن مواطنيها "ليسوا رفاقنا وزملاءنا وأصدقاءنا فحسب، بل هم أيضاً أقرباؤنا، تربطنا بهم صلة الدم وروابط عائلية".
نعم إنه خطاب إعادة تصحيح التاريخ بالنسبة الى كل من بوتين وروسيا.
في هذا الخطاب حدد بوتين مكانته بين كبار قادة التاريخ الروسي، من فلاديمير لينين وجوزيف ستالين، إلى جانب بطرس الأكبر وكاترينا الثانية.
رفض أمريكا وأوروبا الغربية التجاوب مع مخاوف روسيا الأمنية وتقديم ضمانات مكتوبة تكفل الأمن الروسي وتمنع انضمام اوكرانيا الى حلف " الناتو" في المستقبل،يثبت بشكل قاطع أن أمريكا ومعها حلف "الناتو" يريدون محاصرة روسيا وتهديد أمنها ،وفي هذا السياق قال بوتين" فإن حلف شمال الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لم يكتفِ بتجاهل هاتين الخطوتين بالأمس واليوم، بل دعم الإرهابيين في القوقاز، وتوسّع في محيط روسيا، وسلّح أوكرانيا وجهّزها لتكون نقطة الانطلاق في هجومه المستقبلي على موسكو، وطوّر وثائقه الأمنية محدِّداً روسيا عدواً مباشراً له ولأعضائه، على نحو يجعل قيام الحرب على روسيا وتهديد استقرارها وإسقاط نظامها تمهيداً لتفكيكها مسألةَ وقتٍ فقط.
ومن هنا فإن الهجوم الذي أمر به القائد بوتين على أوكرانيا، هو هجوم اضطراري، لا يستهدف إحتلال اوكرانيا أو المس بشعبها،والذي جزء كبير منه من الروس،بل هو يستهدف الطغمة الحاكمة والتي يقف على رأسها الصهيوني زيلنسكي صنيعة الأمريكان والغرب الإستعماري، وعصابات النازيين الجدد،الذي يقودون اوكرانيا وشعبها باوامر أمريكية وأوروبية غربية نحو الهاوية،ولذلك هذه "الجراحة" الوقائية العسكرية التي قامت وتقوم بها روسيا،الهدف منها خلق نظام يعترف بمصالح روسيا وهواجسها وتخوفاتها الأمنية المشروعة،ولا يسمح بأن تتحول أرض اوكرانيا كمنصة او قاعدة لشن حروب عدوانية منها على روسيا.
وفي الختام نحن نطمح لتكون روسيا قوةً عالمية محققة الأمن والاستقرار، وحاضرة لتساهم في رسم حقائق العالم الذي تعيش فيه.
مع الإحترام والتقدير.
الكاتب الصحفي والإعلامي راسم عبيدات
فلسطين – القدس المحتلة
تحريراً في 26/2/2022



