كتب كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الإنتخابات النيابية اللبنانية ستبقىَ بموعدها أم سيدركها الموت المفاجئ؟
مقالات
كتب كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الإنتخابات النيابية اللبنانية ستبقىَ بموعدها أم سيدركها الموت المفاجئ؟
د. إسماعيل النجار
5 آذار 2022 , 10:55 ص


عندما يتم تحديد موعد العرس ينهمك الطرفان من أهل العريس والعروس بالتحضير لحفل الزفاف، في كل يوم يبدأ النشاط من الصباح الباكر وما إن يأتي المساء وقت الراحة ترى الجميع في سعادة وملامح الفرح باديَة على الوجوه رغم التعب للتحضير إلى إتمام يوم الزفاف.

إلَّا الزواج المفروض غصباً على أي طرف فترىَ الوجوم يُخيمُ على الوجوه العابسة والصمت سيد الأجواء.

الإنتخابات النيابية اللبنانية القادمة في 15 أيار من هذا العام على مسافة شهر ونصف ليس أكثر نرَاها كزواج الغصيبة على البعض يتحضرون لها مقبلين عليها بوجوهٍ سوداء وإبتسامه صفراء وقلب يخفق ويدين ترتجف،

طبعاً وكيف لآ؟ وهم يعلمون تمام العلم أن يوم 15 بمثابة يوم القيامة لهؤلاء، وسيكون الحساب عسيراً إذا كان لدىَ الناخبين ضميراً وعقولاً وأنفُس لا تُشترَىَ بالمال الوضيع.

بكل الأحوال ولأول مرة لا نرىَ حماسةً لدى هذه الأطراف ألتي أشبعتنا تهديداً ووعيداً ورَغَت وأزبَدَت علينا وهي تنذرنا بيومٍ سيكون مفصلياً بتاريخ لبنان،

لا بل سمعنا ضجيحياً ولا نرىَ طحيناً، فأصبحَ هؤلاء يجترحون الحلول فوصلوا إلى نتيجة من أجل إقناع جماهيرهم، على طريقة منكحِلها ومنعميهم،

فترشحَ مجد بطرس حرب بدل أبيه، وسامي فتفت بدل أحمد، وطوني فرنجية بدل سليمان، وتيمور جنبلاط بدل وليد، وحسن مراد بدل عبدالرحيم، ووليد البعريني بدل وجيه، وميرنا السكاف بدل جوزف، وصالح المشنوق بدل نهاد، وميشال معوض بدل نائلة، وطوني المر بدل الياس، تماماً كما كان فيصل كرامي بدل عمر، وسامي بدل أمين وبيار، ونديم بدل سولانج وبشير،

هذا هو التغيير الذي يطالبون به عبر أل NGOS!

تغيير حقيقي تنشده الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان يبشرنا بلبنان قادم علينا أسوء من لبنان مضى عنا بعد ثلاثين عام من التخدير والعذاب.

على كل حال هو اليوم الموعود كما يريدون سيضع كل فريقٍ من المتنافسين إنجازاتهِ في ميزان الحساب الضمائري والأخلاقي وسيكون الحساب على مقولة على قدر أهل الكرم تأتي المكارم،

في ذاك اليوم سيضع أبناء الآباء أمام جمهورهم في ميزان الحساب لائحة بدين عام تجاوز المئة مليار دولار، ونهب ما يزيد عن أربعمئة مليار دولار من المدخول القومي للبلاد عبر الإحتكار ثلاثين عام، ونهب مِئَتَي مليار دولار من أموال المودعين،

وسيضعون لائحة بإنجازاتهم الإنسانية من خلال إدخال لطف الله 1 ولطف الله 2 اللتان كانآ يحملان الخير للمواطنين السوريين من حفاضات وحليب وبطانيات وغيرها،

ونيترات الأمونيا في المرفأ،

هذا عدا عن مليارات الدولارات من السفارات؟

بينما الفريق الآخر الذي أبقى على الأباء ولم يورِث الأبناء سيضع في الميزان ورقة تحرير الجنوب عام 2000،

ونصر تموز عام 2006،

وهزيمة الإرهاب منذ أربع سنوات، ولائحة بأسماء الشهداء طويلة جداً مكتوب في أسفلها أستشهدوا وهُم يحررون الأرض، ويحمون العرض، ويدافعون عنك لتبقى عزيزاً حراً آمناً في قريتكَ ومدينتكَ وساحلكَ وجبلَك.

أيضاً سيضعون في الميزان قوة لبنان التي لم تكون يوماً في ضعفه حسب المقولة الهزيلة التي كانوا يحاولون إقناعنا بها، بل قوته في مقاومته،

وسيضعون في الميزان أيضاَ أسماء ألآف الجرحَى والمعاقين والأرامل والأيتام، وسيضعون أيضاً صورة تجسد شموخك وعزتك وعنفوانك المحسوب لهم الف حساب بين العرب الأذِلَّاء،

هؤلاء لا يملكون ذهباً ليدفعوه مقابل صوتك، ولا يملكون مصرفاً أو شركة لتكون فيهم موظفاً،

هؤلاء مشروعهم الحياة من خلال الإستشهاد، يمتلكون مدرسة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، طريق ذات الشوكة والشهادة، لا يَعِدونك بالمال او الوظائف ولا يمتلكون من مغريات الحياة شيء،

فهم يعملون ما يُرضي الله وليسَ ما يرضي البشر،

هؤلاء الأباء القادة بعكس أولئكَ الأباء في القيادة،

الإمام الخميني العظيم لم يسمح لأبنه أحمد أن يرث مالاً أو يستلم منصباً.

والسيد موسى الصدر لم يورث ولده صدر الدين مالاً ولا منصباً،

والسيد عباس الموسوي لم يورث ولده السيد ياسر مالاً أو منصباً،

والسيد حسن نصرالله لم يورث أبنائه مالاً أو منصباً.

فجُل هؤلاء القادة بنوا لأبنائهم القبور من السيد عباس الى السيد نصرالله.

بينما الآخرون بنوا القصور وأورثوا الأموال والمناصب وتقاسموا الشعب ونهبوه وحاسبوه على الزبيبة.

فيا أيها اللبناني لا تَكُن كعنترَة بين قومه في السلم ينادونه يا إبن زبيبة، وعندما يغزوهم القوم يصيحون أينَك مِنَّا يا إبن الأطايب.

لذلك نقول إن لم يدرك الموت الفجائي إنتخاباتنا الهَرِمة وبقيَت على قيد الحياة كُن لبنانياً بإمتياز،وكُن صاحب حِسٍ ومسؤولية، كُن صاحب ضمير، ولا تسلم وطنك لأبناءَ مَن نهبوه وباعوه ورهنوه.

والله خير الشاهدين.

بيروت في...

5/3/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري