بعد شعار (كلهن يعني كلهن) الذي تم إطلاقه بشكل أساسي من قبل أعداء المقاومة في لبنان من أجل النيل منها في قضايا الفساد، خرج السيد نصرالله يقول إن الحزب، وان كان لا دخل له بالفساد، فهو يتحمل جزءا من المسؤولية بسبب وجوده داخل السلطة...
يومها، وقف الكثيرون وقفة احترام أمام هكذا موقف جريء في تحمل المسؤولية رغم أن وليد جنبلاط فعل الأمر نفسه...
لكن بين السيد نصرالله ووليد جنبلاط سبع سماوات يقف السيد نصرالله في أعلاها، وينبطح وليد جنبلاط في قعر قعرها...
في الانتخابات السابقة، خرج السيد نصرالله يتعهد مكافحة الفساد فظن الناس أن حزب الله لن يوفر سلاحاً في هذا الأمر، كما لم يوفر سلاحاً في حرب التحرير التي انتهت بانتصار سنة ٢٠٠٠...
لا ينكر أي كان جولات الملاكمة التي خرج فيها النائب السيد حسن فضل الله يهاجم فيها الفساد والفاسدين...
كسب السيد فضل الله هذه الجولات القليلة جدا بالنقاط... فيما كسب الفاسدون باقي الجولات بتوجيه لكمات غير قانونية وسط صمت حَكَم المباراة وتغطية لجنة الحكام...
لم يغضب النائب فضل الله لهذا الانحياز الفاضح، ولم يثر عليه...
في السينما، عندما تمر نفس هذه القصة على الشاشة، يتوقع المشاهد أن تكون نهاية الفيلم واحد من أمرين:
١- إما أن ينتفض هذا النائب الملاكم ضد المنظومة...
٢-وإما أن يتفق معها، ويصبح جزءا منها...
هذه النظرة المنطقية التي تنطبق على الفيلم، تنطبق أيضاً على واقع الحياة السياسية في لبنان..
بالإذن من الاستاذ عمرو ناصيف (على ما اعتقد)، يبرز سؤال يوجه إلى السيد حسن فضل الله وإلى قيادة حزب الله وإلى السيد حسن نصرالله نفسه،
ماذا بعد؟
هل هذا كل ما استطعتم فعله في المسألة اللبنانية؟
هل كان سبب عدم الفاعلية وسبب العجز والفشل في النائب انور جمعة، فقررتم استبداله بدم جديد...
هل وصل الأمر بكم أن تتجاوزوا كل قوانين المنطق، حتى تعيدوا بيعنا نفس تلك البضاعة الفاسدة...؟
لن نعود إلى العقدين السابقين...
نعود إلى فترة أربع سنوات كان المفروض أن تكونوا نجحتم في شيء على الأقل، غير مؤسسات الإحسان، وباخرتي مازوت...
نعرف انكم لا تريدون تغيير النظام...
على الأقل، انتم قلتم إن هذا ليس ما تريدون وليس ما تقدرون عليه..
فماذا فعلتم لإصلاح هذا النظام، وهل ما فعلتم كاف لتغطية طلبكم الثقة مرة ثانية وثالثة ورابعة، وانتم تعرفون ويجب أن تكونوا على علم أن الناس تنتخبكم ليس بسبب ما تقومون به في المجلس أو في الحكومة، وهو يقارب الصفر...
الناس تنتخبكم لانكم أبطال حرب التحرير وحرب الدفاع عن العزة الوطنية والكرامة...
الثوار ينتخبونكم، لانكم هزمتم حلف الأطلسي في سوريا...
الثوار يؤيدونكم لأنكم تحملون وعد تحرير فلسطين...
هذا هو رأس مالكم... لماذا تنفقونه في غير مكانه...
لماذا تصرّون على الإتساخ بكل قذارات الأحزاب اللبنانية الأخرى، الحليفة لكم والمخاصمة على حد سواء...
يقول المثل الشعبي إن الكتاب يقرأ من العنوان...
عنوانكم في هذه الانتخابات لا يساوي القليل القليل من القيمة النضالية التي حملتم والتي تفرطون بها...
الإيمان ليس صوما وصلاة وعبودية للذات الإلهية فقط، الإيمان هو سيرة حياة رأينا مَثَلها الأعلى مع الإمام علي...
الإيمان هو سيرة حكم عادل رأينا مَثَله الاعلى مع الإمام علي...
كل ما يطلبه المرء من حزب الله، هو أن يكون إيمانه كما إيمان الامام... دنيا وآخرة...
ليست الانتخابات لعبة سلطة...
ليست السلطة لعبة تحكم...
بانتظار وضوح برنامجكم الذي وعدتم به، والذي على أساسه يجب على الناس الحكم عليكم...
بانتظار تبين أسس تحالفاتكم التي يجب أن تخلو من كل شبهة... رغم أن الظاهر منها لا يشي بأي خير...
اثبتوا على الإيمان السياسي الذي يجب أن يكون مرادفا للإيمان الإلهي...
حتى الآن، يمكن القول إن كل أحزاب لبنان، أحزاب كفر بامتياز...
منظومة الحكم في لبنان، سلطة ومعارضة، ليست سوى أداة من أدوات الدجال...
لا تكونوا جزءا من المنظومة...