محمد محفوظ جابر
ان فتح ملف الأبحاث البيولوجية التي تمولها البنتاغون في اوكرانيا من قبل وزارة الدفاع الروسية، وكشف الهدف منها، وهو انشاء آلية لانتشار مسببات الامراض الفتاكة، هو ملف مهم جدا و خطير جدا على الانسانية التي تدعي الولايات المتحدة أنها حريصة عليها.
وهنا يجب ايضا لفت الانتباه الى مراكز الابحاث البيولوجية في الكيان الصهيوني ايضا، انطلاقا من قاعدة التحالف الاستراتيجي بين الويات المتحدة والكيان الصهيوني "اسرائيل"، والخطر الذي يشكله على الانسانية ايضا.
واخطر هذه المراكز، هو معهد البحوث البيولوجية الكائن في مدينة نس تسيونه، (هي صرفند الخراب وصرفند العمار/ الرملة المحتلة 1948) وهذا المعهد تابع اداريا لمكتب رئيس لحكومة في "اسرائيل". أما الأبحاث التي يقوم بها هذا المعهد فهي في مجالات مدنية وأمنية. وتسود هذه البحوث سرية تامة. وكانت الحكومة تنشر بعض المعلومات عن هذا المعهد في السنوات الاولى للكيان مباشرة بعد إقامتها، إلا انها بدأت تخفف من نشر معلومات عن المعهد حتى توقفت كليا.
ويعمل في المعهد 300 من كبار العلماء في مجالات علمية متعلقة بالمواضيع البيولوجية والقريبة منها. في العام 1983، اعتقلت المخابرات الإسرائيليّة ماركوس كلينبرغ بتهمة التجسّس لصالح الاتحاد السوفييتي. أُدين كلينبرغ بنقل معلومات حسّاسة جدّاً عن القدرات العسكريّة البيولوجيّة والكيماويّة الإسرائيليّة مدى سنوات عمله من 1957- 1983، كما أُدين بنقل خلايا جرثوميّة خطيرة جداً للمخابرات الروسيّة. وقد اعتبر خبراء إسرائيليّون عمليّة التجسس هذه "الفشل الأكبر، والذي لا مثيل له، لجهاز المخابرات العامّة في دولة إسرائيل"، أين هذا الملف يا وزارة الدفاع الروسية؟
فالمؤكد ان وزارة الدفاع الروسية تملك ملفا خاصا لهذا المركز الخطير لابد وان يفتح يوما، بل انه من الغريب ان يكون مختبر للولايات المتحدة في دولة مجاورة للكيان وليس فيه، او ان مختبر الكيان قد سقط سهوا!!!.
فقد نُقلت عينة من فيروس “كورونا” المأخوذ من أحد المرضى إلى المعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية في مطلع شهر آذار مارس 2020، تماما مثل مراكز الابحاث في اوكرانيا، وبدأ تجريب الدواء على الحيوانات، ليخرج رئيس المعهد شموئيل شابيرا بتصريح بأن المعهد: أحرز تقدّمًا كبيرًا في تطوير لقاح أولي وبدأ تجربته على الحيوانات، تماما مثل اوكرانيا.
يتبع المعهد لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو على صلّة مع وزارة الأمن ويعمل لصالحها على تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية، مثل تطوير الجراثيم والموادّ الكيماوية القاتلة والأمصال المضادّة للبكتيريا والسلاح الكيماوي، ويعرف عن المختبر احتفاظه بفايروس مرض الجدري، بعد ان تم القضاء عليه دوليا، لماذا؟
ومن أشهر تجاربه المشتركة مع الجيش الأمريكي، التي جنى من خلالها ملايين الدولارات، إخضاع جنود الاحتلال لتجربة المصلّ المضادّ للبكتيريا الإنتركس “الجمرة الخبيثة”، و الإنتركس والمصل المضادّ هو أحد أشهر الأسلحة الجرثومية التي يتعامل معها المعهد. (العساس، ديمة غسّان. 18 أبريل 2020)
الم ينفذ الموساد عملية اغتيال وديع حدّاد عام 1978وسواء بالسم في الشوكولاتة، كما نشر الكاتب أهارون كلاين في العام 2012 كتاباً ادّعى فيه أن وفاة القائد وديع حداد، لم تكن وفاةً طبيعيّة. بحسب الكتاب "حساب مفتوح"، سمّم الموساد حدّاد بواسطة مادةٍ سامّةٍ من تصنيع "معهد الأبحاث"، أُدخلت إلى لوح شوكولاتة فاخرة قُدِّم هدية لحدّاد، أو معجون الأسنان كما يروي رونين بيرغمان في كتابه انهض واقتل أولًا: التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية الصادر عام 2018 ، بحسب الكتاب، طوّر "معهد الأبحاث" في "نِس تسيونه" معجونَ أسنانٍ يحتوي سُمّاً، ووضعه عملاء الـ "موساد" بدل معجون الأسنان الذي استخدمه وديع حدّاد. في كلا الحالتين، فقد كان "معهد الأبحاث" متورّطًا بالدرجة الأولى في هذا الاغتيال. بحسب الصحافيين الإسرائيليين المتخصصين في النشاط الاستخباراتيّ، فقد كان اغتيال حدّاد أوّل "اغتيال بيولوجيّ" تُقدم عليه "إسرائيل".
وفي عام 1997 تم تنفيذ اغتيال خالد مشعل في الأردن عن طريق رشّ السمّ عليه، ونجح ترياق من نفس المعهد في معالجته، والقائمة تطول والجرائم البيولوجية الصهيونية لا تتوقف، ولا من يحاسب عليها.
ولو دققنا جيدا، سنكتشف ان جيش الاحتلال الصهيوني قد استخدم ساحات الاشتباك مع الجماهير في فلسطين المحتلة، لتجارب اسلحته البيولوجية والكيماوية، قنابل الغاز المسيل للدموع، وغاز الاعصاب، الرصاص المطاطي والمعدني، رش المواد السامة على طلاب وطالبات المدارس ..الخ.
ترى هل يفتح الملف ويغلق هذا المركز لخطورته على الانسانية.