يوسف جابر..
تشهد العلاقات التركية الاسرائيلية أوجها في التعاون والتنسيق الاقتصادي الصناعي والتجاري والسياحي والأمني وذلك من خلال زيارة رئيس الكيان الاسرائيلي إسحق هرتسوغ الى تركيا ولقائه حليفه الرئيس رجب أردوغان الذي انكشف أمر صوله الى الرئاسة التركيا بدعم صهيواميركي.
كما زيارة رئيس الكيان الصهيوني الى تركيا في هذا الوقت هي لتوطيد العلاقات مع الدول المحيطة بدول محور الممانعة والمقاومة لتقديم عروض اقتصادية بمد انابيب الغاز من المياه الاقليمية لدولة فلسطين المحتلة في البحر المتوسط عبر تركيا لوصولها أوروبا لضرب الاقتصاد الروسي في ايراداته المالية من النفط الغاز الطبيعي.
فالاتحاد الروسي قد دخل على خط المواجهة في الدفاع عن سورية لعدم تنفيذ المخططات المرسومة من مهندس السياسة الصهيواميركية هنري كيسنجر وكونداليزا رايس لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتمرير أنابيب الغاز من قطر والكيان الإسرائيلي في البحر الى أوروبا, فكانت الخطة الاميركية الثانية جاهزة وهي تحريك ملف أوكرانيا ضد روسيا التي تريد منها روسيا الحفاظ على أمنها واستقرار وجودها لتصدير منتجاتها النفطية والغاز الى دول العالم.
ان الخطط العسكرية الاميركية المرسومة والمعدة من حلف الناتو والتي يراد منها ضم أوكرانيا الى الحلف الأطلسي لنصب منظومة صواريخ متطورة وأجهزة ردارات وتنصت للعبث بأمن روسيا وتطويقها للضغط عليها لقبول قرارات أميركا كي تبقى متفردة بالقرار العالمي ومهيمنة على الدول للإبتزاز لأوامرها كما فعلت مع الكثير من الدول بفرض شراء أسلحة بمئات المليارات من الدولارات على الورق من دون تسليمهم أي من القطع, كل ذلك ثمن سلامة حكمهم والحفاظ على أنظمة بلادهم.
لقد اتضح للعالم أن أردوغان العثماني الذي يرفع شعار الاسلام والانسانية برئاسة حزب التنمية والعدالة لا يمت للانسانية والعدالة بذرة وهو بعيد كل البعد عن القيم والمبادىء بتخليه عن الأعراف والعهود من خلال خطاباته للشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين من المحتل الاسرائيلي , كما من حيث العلاقات المميزة والمنسقة استراتيجيا مع كيان العدو الاسرائيلي المحتل والمغتصب لوطن عاصمته القدس الشريف.
أولا: لقد ساهم بانجاح حركة حماس بدعمه لها بصفته الدولة يعتبر نفسه فاتح فلسطين كما فتحها صلاح الدين من قبل.
ثانيا: أن ارسال سفينة فاطمة غول لشواطىء غزة قد نجحت باستقطاب قادة حماس والتنسيق معهم باعتبار حزبه مرجعية والاستئثار بالقرار لتعبئتهم وإدخالهم في الحرب السورية وابعادهم عن تحرير فلسطين والمقدسات من المحتل الغاصب لوطنهم.
ثالثا: أوهم أردوغان شعب تركيا الذي احتشد بالآلاف في اسطنبول لاستقباله بعد مشاركته وانسحابه من منتدى دافوس إثر مشادة حادة مصطنعة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على خلفية مجازر غزة بقصف الطيران على المدنيين وقتل النساء والاطفال والشيوخ.
وها هو الآن بعد مرور عشرين عاما من الحكم يريد الاستمرار بالاستئثار بالسلطة لتنفيذ ما لم ينجزه لصالح أسياده في الكيان الاسرائيلي لإنهاء حالة المقاومة رغم عتب حركة حماس الشديد للإستقبال الذي اقامه لضيفه الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين كما هو مغتصب لواء الاسكندرون الذي يعد المحافظة الخامسة عشر للدولة السورية.
فصورة الاحتلالين واحدة بوجهان , فالتاريخ يدون أن تركيا تحتل أراض سورية كما العدو الاسرائيلي يحتل دولة فلسطين.
وان وجود فصائل المقاومة في فلسطين قد منع أي تقارب او مساومة على القضية الفلسطينية المجمع عليها وشعارها المعروف ... فلسطين دولة من البحر الى النهر عاصمتها القدس.
منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان للحكم وهو يقوم بتوطيد العلاقات وربطها استراتيجيا بالكيان الاسرائيلي كدولة برغم انشقاق الشعب التركي في القرارات المصيرية على حد القول, وبدعمه للجماعات التي ترفع شعار الاسلام لتدمير بنى الدول المجاورة لفلسطين مثل مصر حيث دعم الرئيس المخلوع محمد مرسي المعروف عنه قيادي في جماعات تدعي الاسلام, والاسلام بريء من افعالهم, بارسال رسالة لرئيس الاحتلال مجرم الحرب الاسرائيلية يخاطبه فيها صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل وعزيزي وصديقي العظيم..!!!
ان برنامج الرئيس العثماني رجب طيب أردوغان هو السيطرة على قرار مصر للضغط على الخليج وشن حرب على سورية الذي فشل في مهده بحكمة قيادة الرئيس بشار الأسد وحلفاء محور المقاومة.
الكل يتذكر كلام الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي كان مؤيدا لتدمير وتقسيم سورية من خلال زيارته الى أردوغان العثماني من أجل إعلان ارسال جيش مصر للدخول الى جبهات سورية من الحدود التركية 5/9/2012, لولا تهديد ايران بالتدخل للحفاظ على سورية وحفظ سيادتها بفتح جبهة حرب على الحدود التركية ولأي تدخل من الجانب التركي.
إضافة لكلام الرئيس العثماني رجب أردوغان بوصف سورية دولة إرهابية لدعمها المقاومة وحركات التحرر المناوئة للعدو الاسرائيلي.
وهو الذي لم يصرح يوما بأن الكيان الاسرائيلي محتل ومغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني ولم يدين يوما الاعتداءات والمجازر بكل جرائمه المتعددة منذ إحتلالها العام 1948 الى يومنا هذا وتركيا العثمانية تنأى بنفسها عن الكلام وهي على مسافة واحدة وقريبة من الكيان المغتصب للأرض والمقدسات.
ان زيارة رئيس الكيان الاسرائيلي الى تركيا في هذا الوقت هي لتثبيت اتفاقيات عسكرية وأمنية للسماح للتواجد الاسرائيلي في نقاط قريبة من سورية ومن العراق ومن ايران وهذا ما يسعى اليه الاسرائيلي من خلال الدعم الأميركي والغربي.
عود على بدء للحديث عن دور تركيا المقرر فالانتخابات العامة ستجري في العام 2023, وسينتخب الأتراك رئيسا .. بالإضافة إلى 600 عضوا في الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا,كل منهما لمدة 5 سنوات.
هذا يعني أنه لم يتبق سوى عدة أشهر على الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المزمع عقدها في يونيو/حزيران 2023. ومع اقتراب موعد الانتخابات قد أصبح المشهد السياسي مع الكيان الاسرائيلي لا حرجا فيه لأردوغان مستغلا اسم العدالة والتنمية ضاربا بعرض الحائط العدالة ومحتكرا السلطة منذ عشرين عاما يريد اعادة امجاد العثماني كمال أتاتورك بالانضواء تحت الراية السداسية الصهيونية.