في الذكرى الحادية عشرة للحرب الكونية ضد سوريا, سوريا تنتصر وعدوها ينهزم.\ طارق ناصر ابو بسام
مقالات
في الذكرى الحادية عشرة للحرب الكونية ضد سوريا, سوريا تنتصر وعدوها ينهزم.\ طارق ناصر ابو بسام
طارق ناصر ابو بسام
19 آذار 2022 , 16:04 م


بعد الانتهاء من كتابة المقالة، وقبل أرسالها، أتتنا وسائل الاعلام ببشارة عظيمة، أقل ما يقال فيها إنها الاعلان الهائل عما أتحدث عنه كاستخلاصات في نهاية المقالة، الاعلان عن الانتصار المؤزر لسوريا في صد الحرب الكونية عليها، وها هو الرئيس القائد بشار الأسد يزور منتصرا أحد عواصم العدوان، زيارة تحتاج لمقالة خاصة لتبيان معانيها. ولكن في عجالة، إنها تعني ضمن ما تعنيه انتصار سوريا ومحور المقاومة، واندحار وتفكك حلف الاشرار.

في مثل هذه الأيام قبل احدى عشر عاما، اندلعت شرارة الحرب الكونية ضد سوريا، والمخطط لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الكيان والرجعيات العربية، مستخدمين شعارات براقة من نوع الحرية والديمقراطية، وحقوق الانسان وعددا من المطالب الاجتماعية في شعارات محقة، تم تعبئة كثير من المضللين حولها، خاصة في المرحلة الأولى. الا ان اهدافها كانت باطلة حيث استهدفت تقسيم سوريا وضرب وحدتها وتدميرها واسقاط قيادتها كونها لا زالت تشكل العقبة الأساسية امام مخططات العدو في المنطقة ومحاولاته السيطرة عليها وإخضاعها لنفوذه وهذا ما اتضح لاحقا، وما أكدته مجريات العدوان.

لقد وقفت سوريا دوما الى جانب القضية الفلسطينية، واعتبرتها دائماً قضيتها المركزية، وناضلت من اجل تحرير فلسطين ورفضت تقديم التنازلات والمساومة عليها وخاضت الحروب وقدمت آلاف الشهداء والجرحى في سبيل ذلك. واكدت انه لا فرق بين ارض الجولان والأرض الفلسطينية.

_سوريا استقبلت الفلسطينين بعد النكبة وتعاملت معهم كما تتعامل مع السوريين دون اي تمييز، و أعطتهم كافة الحقوق.

_سوريا رفضت كامب ديفيد وقاتلت من اجل إسقاطه وشكلت جبهة الصمود والتصدي من اجل مواجهته.

_سوريا وقفت الى جانب لبنان والثورة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني وحربه التي شنها على لبنان عام ١٩٨٢.

_سوريا رحبت بالمقاتلين الفلسطينين و استقبلتهم، وفتحت لهم ابوابها وقدمت لهم كل الدعم من معسكرات وتدريب ومساعدات .

_سوريا آمنت بالوحدة العربية وكانت الدولة الأولى التي تقيمها مع مصر وتخلى رئيسها في حينه عن موقع الرئاسة، في سابقة لم تحصل في التاريخ.

_سوريا قال عنها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انها قلب العروبة النابض وهذا ما تثبته حقائق اليوم.

_سوريا بلد التاريخ والحضارة وأول من علم العالم الأبجدية وقدم له العلوم المختلفة.

_سوريا وقفت الى جانب الشعب الجزائري وثورته وقدمت لهم الدعم والإسناد.

_سوريا وقفت الى جانب الشعب اليمني وثورته ضد الاستعمار .

_سوريا وقفت ضد الإحتلال العراقي لأراضي الكويت واعتبرت ذلك عملا يضر بالمصالح العربية.

_سوريا وقفت الى جانب الكويت ودعمته في تحرير أراضيه .

_سوريا رفضت اتفاقيات أوسلو واعتبرتها خيانة للأمة ودعمت كافة القوى الفلسطينية التى وقفت ضدها وقدمت لهم السلاح.

_سوريا وقفت الى جانب لبنان ولعبت دورا اساسيا في تحرير اراضيه. ودعمت مقاومته بكل ماتملك وزودتها بالسلاح ووضعت امكانياتها بتصرف المقاومة ويكفي هنا ان نشير إلى ما أكده دوما سيد المقاومة سماحه القائد السيد حسن نصرالله وفي العديد من خطاباته

_ويحسب لسوريا انها وقفت ضد الارادة الأمريكية وحاربتها بعد الغزو الامريكي للعراق ودعمت المقاومة هناك وقالتها، (لا) كبيرة للشروط الامريكية التي طالبت سوريا بـ:

_الاعتراف بدولة الكيان وعقد صلح معه على غرار كامب ديفيد.

_قطع العلاقة مع ايران.

_قطع العلاقة مع حزب الله ووقف امداده بالسلاح.

_طرد الفصائل الفلسطينية من سوريا وإخراج قادتها من هناك .

نعم لقد رفضت سوريا بكل شجاعة وكبرياء هذه الشروط على لسان رئيسها القائد بشار الأسد في وقت كانت الدول الكبرى تستتجدي الرضا الامريكي بعد ان اصبحت امريكا سيدة العالم والقطب الأوحد المهيمن بعد غزو افغانستان والعراق.

هذا في السياسية، اما في الاقتصاد والجوانب الأخرى فقد كانت سوريا من الدول القليلة في العالم التي لا ديون عليها وكان تعتمد على نفسها في صناعة الدواء والغذاء والملبس وكانت صاحبة قرار مستقل.

الى جانب ذلك تميزت سوريا بمجانية التعليم والضمان الصحي للجميع، وفوق هذا كله كانت سوريا قبل الحرب في قائمة الدول العشرة الأوائل في العالم التي يسودها الأمن والاستقرار (وهنا لايتسع المجال للحديث عن كل ذلك ومعانيه في مقالة كهذه)

وهنا اقول مؤكدا انه لكل هذه الاسباب اندلعت الحرب ضد سوريا

من اجل تحطيمها واسقاط قيادتها

ولو لم تكن سوريا كذلك ولو وافقت على الشروط الامريكية لأصبحت سيدة العالم العربي بلا منازع.

نعم هذه هي الحقيقة.

اما الادعاء ان هذه الحرب كانت من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة...الخ فهذا كذب ولا يصدقه حتى أصحابه هراء.

ونحن نسأل كل من شارك في هذا العدوان الموصوف ضد سوريا

هل قطر والسعودية والإمارات وبقية الدول التي وقفت ضد سوريا دولا ديمقراطية .

سوريا من أوائل الدول في العالم التي يوجد بها برلمان منتخب وسوريا من اقدم دول العالم التي تشارك المرأة فيها في الانتخابات وتتبوا اهم المناصب في الدولة وتتمتع بحقوقها، ومن المعروف انه في الوقت الذي شغلت فيه المرأة السورية موقع نائب رئيس الجمهورية منذ سنين طويلة وموقع رئيس البرلمان كانت دولة مثل السعودية تحتفل قبل سنوات معدودة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة واين هي البرلمانات المنتخبة في هذه الدول واين دساتيرها؟؟؟

بالله عليكم عن اي ديمقراطية واي حقوق انسان تتحدثون في هذه الدول التي خاضت الحرب ضد سوريا وتحت هذه الشعارات.

اما الدول الغربية كافة التي دعت للديمقراطية في سوريا وحقوق الإنسان والمساوة وقالت انها تخوض الحرب من اجل ذلك.

اين هي من كل هذه الإدعاءات اليوم.

الم تكشف الحرب الدائرة في اوكرانيا زيف ادعاءاتهم ومعاييرهم المزدوجة

وقد كشفت قبل ذلك في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان والان في اليمن وليبيا واوكرانيا

نعم انهم ابعد ما يكونوا عن ذلك وهم كما اطلق عليهم الرئيس بوتين محقا اسم امبراطورية الكذب ولا علاقة لهم بالديمقراطية وهم مع الديمقراطية بمقدار ما تخدم مصالحهم فقط

بعد ذلك لابد من التوقف امام اهم الدروس من هذا العدوان على سوريا

_الدرس الاول

ان الشعب المؤمن بعدالة قضيته ومستعد للدفاع عنها سوف ينتصر رغماً عن العدو، وهذا ما حصل

الدرس الثاني

ان القوة وحدها لا تصنع انتصار، ورغم كل ما امتلكته دول العدوان من اسلحة وما انفقته من اموال بالمليارات، الا ان مشروعها قد هزم بفعل ارادة وصمود السوريين رغم قساوة الحرب والتدمير والتشريد الذي نتج عنها

_الدرس الثالث

صمود الجيش العربي السوري الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى، وحفاظه على وحدته التي لعبت دورا كبيرا في التصدي لهذه الحرب وافشالها، ان ما يفسر ذلك هو ان الجيش السوري صاحب عقيدة قتالية يدافع عن الوطن والشعب وبقي متماسكا رغم كل الإغراءات التي دفعت للجنود والضباط من اجل الانقسام ولم ينجحوا سوى مع بعض الحالات الفردية، اما النصرة وداعش وغيرها من المسميات والدول التي تدعمهم لا عقيدة لهم سوى قتل الاطفال وجز الرؤوس وتدمير البلاد ولا حق لهم او معهم.

وهكذا انتصر الحق على الباطل.

_الدرس الرابع

التماسك القوي في السلك الدبلوماسي السوري ووزارة الخارجية الذي بقي موحداً تحت قيادتها ولم تسجل اي حالات انشقاق تذكر.

الدرس الخامس والأهم

_الصمود الأسطوري للقيادة السورية واستعدادها لخوض معركة الدفاع عن الوطن حتى النهاية وبقيت تقاتل مع شعبها ولم تغادر ولم تطلب اللجوء لدولة أخرى رغم العروض التي قدمت لها ولم تهرب. لقد لعب صمود القيادة وثباتها وخاصة الرئيس بشار الأسد الدور الأساسي في تحقيق هذ الانتصار.

_ الدرس السادس

اهمية الوحدة وقد تجسدت عبر المعادلة الرباعية الماسية المتمثلة بوحدة الشعب والجيش والقيادة والتحالف الصادق المتين مع الاصدقاء. وبفضل هذا تم تحقيق الإنتصار، وهنا مفيد التأكيد أنه لولا صمود المثلث الذهبي (الشعب، الجيش، القيادة) لما كان بالإمكان تشكل المربع الماسي

الدرس السابع

اهمية التحالفات الصادقة والمبدأية والقدرة على اختيار الاصدقاء

وقد نجحت سوريا بامتياز في هذا الاختيار مع ايران وروسيا، ومع حزب الله حيث لعب كل منهم دورا اساسيا و هاما في تعزيز قدرة سوريا وصمودها وتحقيق انتصارها.

_الدرس الثامن

ان الاموال وحدها والسلاح وحده وتجنيد المرتزقة لا يمكن ان ينجح في مواجهة شعب وجيش وقيادة وأصدقاء يملكون الحق والإرادة في الدفاع عن الوطن والمبادئ والاخلاق والقيم .

الدرس التاسع

انحياز الرجعيات العربية الي صفوف الأعداء وظهورهم على حقيقتهم، وهم من دفع الأموال وجند المرتزقه وقدموا لهم السلاح في خدمة منهم للمشروع الصهيوني الامريكي. الم يخرجوا سوريا من الجامعة العربية ويستقبلون اليوم بالاحضان في عواصمهم قادة الاحتلال.

اقول سوريا صمدت وانتصرت، وافشلت هذه المؤامرة وستعود اقوى مما كانت عليه، وعلى جميع المخلصين والوطنين العرب وابناء الأمة واحرار العالم ان يقفوا مع سوريا في معركة البناء بعد ان وقفوا معها في معركة الصمود وتحرير اراضيها والتي لا زالت قائمة

سوريا لا تدافع عن نفسها وانما تدافع عن كل احرار العالم

ومن لا يقف إلى جانب الشعب السوري وجيشه وقيادته يكون قد اختار ان يقف في الجانب الخطأ من التاريخ وقبل ان يضع نفسه في معسكر اعداء هذه الامة

ختاما: في ذكرى هذه الحرب المدمرة

ليس امام سوريا الا طريق واحد هو طريق الانتصار.

عاشت سوريا حرة عربية مقاومة

تحية اكبار واعتزاز للشعب السوري البطل.

تحية خالصة للجيش العربي السوري

تحية لقيادة سوريا وعلى رأسها الرئيس المقاوم بشار الأسد

تحية لاصدقاء سوريا

والتحية لكل من وقف مع سوريا في هذه المعركة

واهلا وسهلا بسوريا من جديد لتقوم بدورها الوطني عربياً وعالميا وهي تشكل اليوم ركنا اساسيا من اركان محورالمقاومة

طارق ناصر ابو بسام

براغ ‏19‏ آذار‏، 2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري