كتب الأستاذ حليم خاتون: هل نجاح واكيم وزاهر الخطيب، جزء من المنظومة..؟
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل نجاح واكيم وزاهر الخطيب، جزء من المنظومة..؟
حليم خاتون
4 نيسان 2022 , 05:51 ص


نجاح واكيم، زاهر الخطيب، الدكتور سليم الحص كانوا في داخل النظام... غيرهم ربما كذلك...

لطالما كان نجاح واكيم صوت الاعتراض والرفض لهذا النظام من داخل هذا النظام نفسه...

نجاح واكيم، نجح في أن يكون نائبا عن الفقراء، ومن أجل الفقراء...

قاوم نجاح واكيم كل إغراءات رفيق الحريري الذي حاول دون جدوى شراء ذمة هذا الرجل، كما اشترى ذمم رجال كثر آخرين...

نجاح واكيم لم يقل يوما أنه يجب تفادي مواجهة رفيق الحريري في سبيل الحفاظ على السلم الأهلي...

بل كان يحفر حول الحريري الاب بكل ما أوتي من قوة حتى توصل إلى زيف ادعاءات رفيق عن القومية العربية، وفضح تعاملاته الدولية مع شركات صهيونية أو على الأقل، شركات تسيطر عليها الصهيونية...

حتى عندما خاف الآخرون من مهاجمة رفيق الحريري مباشرة وعلى الملأ كما حصل مع كتاب الايادي السود، لم يتردد نجاح واكيم لحظة في تبني الموقف الصحيح وفضح الرجل الذي بدأ حياته كما يدعي مع حركة القوميين العرب، ليتبين لاحقاً أن الرجل غارق مصلحة وعقيدة وممارسة مع الرجعية العربية، مع كل ما تمثله هذه الرجعية من خيانة الأمانة، وخيانة الأمة، وخيانة حتى الدين الصحيح الذي ما كان ليخطئ بين فلسطين وإسرائيل...

في النهاية، من يبيع القدس اليوم، سوف يبيع مكة والمدينة غدا...

وصل زاهر الخطيب إلى الوزارة وكان باستطاعته البقاء في المناصب العليا من هذا النظام، لقاء ثمن دفعه الآخرون دون خجل...

كان على زاهر الخطيب أن يكون عند وليد جنبلاط ما كان عليه دريد ياغي في "التقدمي! الاشتراكي!؟"

تبنى ابن الإقطاع السياسي السني في الإقليم مواقف تقترب من الثورية رافضا أن يكون صبي وليد جنبلاط او خروف رفيق الحريري...

رغم كل الهدوء الذي يميز الدكتور سليم الحص، ورغم كل الادب واحترام الذات واحترام الآخرين... لم يستطع سليم الحص أن يكون عصاََ في يد رفيق الحريري كما كان كل من باع نفسه للشيطان ممن يسمى بيوتات سياسية عند السُنّة...

وصل الجهل والجاهلية عند أهل بيروت أن يُسقطوا دكتور الاقتصاد والعلوم السياسية واحد أبرز العقول في الطائفة السُنية، مقابل امرأة لا يعرفها احد، ولم يعرف احد عنها سوى أنها احد احجار الداما عند رفيق الحريري...

ثلاث رموز وطنية واجتماعية، قالوا لا لرجل المافيا الاول في لبنان، رفيق الحريري...

رغم هذا، تبقى صلة هؤلاء مع النظام رغم معارضتهم له من الداخل، تبقى تلك الصلة عيباََ يلطخ أكثر الثياب بياضاً ببقع سوداء في ميزان التاريخ...

هل يمكن إدانة هؤلاء بالانتماء إلى منظومة رفيق الحريري الفاسدة...؟

حتى الثوب الابيض، عندما تلطخه بقعة زيت أسود، لا يمكن أن يكون بالنقاء الاول الذي كان عليه...

أخيراً، سمحت الأحزاب المنضوية في لجنة المال والموازنة وهي تتألف على الشكل التالي:

مستقبل، أمل، "اشتراكي"، قوات، كتائب، ميقاتي، ... وغيرهم... لكن أهمهم، حزب الله...

سمحت تلك اللجنة الملعونة من ألفها إلى يائها، بأن يمر قانون الكابيتال كونترول...

لم يعد القانون بحاجة إلى أي دراسة... وإعادة دراسة وتمحيص ولف ودوران...

بعد تسع وعشرين شهراً بالتمام والكمال، زالت العصمة عن ذلك القانون الممنوع غير المثير للجدل، لأن أهل اللجنة هم بالأحرى المثيرين للجدل...

القانون الذي كان من المفروض أن يمنع ٢٢ مليار دولار تم تهريبها من لبنان، يريد اليوم أن يتشاطر على المساكين الذين لم يتمكنوا من تهريب أموالهم إلى الخارج...

القانون الذي وُضع على الرف حتى يتمكن بطاركة المال والسياسة والدين، وأزواجهم والأولاد من إخراج المليارات، وبناء المشاريع في أفريقيا وآسيا واميركا اللاتينية...

كلهم، يعني كلهم، بما في ذلك الاهبل منهم...

إذا كانت بقعة زيت سوداء قد لطخت ثياب نجاح واكيم وزاهر الخطيب والدكتور سليم الحص، فما البال بأطنان من الزيت الاسود التي "اندلقت" على ثوب المقاومة الذي حمى والذي يحمي لبنان من أعداء الخارج... زيت وقع على أعين حزب الله، فلا هو تمكن من منع تلطخ الثوب الابيض ولا هو استطاع حتى أن يرى هذا التلطيخ...

هل حزب الله جزء من المنظومة..؟

رغم كل الاسى الذي يعتصر القلوب...

رغم كل الايمان بأن شعب لبنان، وأمة العرب لا غنى لها عن هذا الحزب الذي ظل يقاوم بالدم سيف جبروت أميركا والامبريالية، إلا أن هذا لا يكفي لإعطاء حزب الله ورقة براءة ذمة خلال وجوده في السلطة طيلة هذه السنين، دون سلطة...

الساكت عن الحق، شيطان أخرس...

فكيف والأمر في لجنة المال والموازنة حيث كان الباطل أكثر من مجرد سكوت عن نصرة الحق...

من تابع ليل الجمعة الفائت برنامج عماد مرمل، يستطيع أن يرى الحدود القصوى التي يستطيع حزب الله أن يصل إليها، ولا يتجرأ على خطوة واحدة زيادة...

لف ودوران من ممثلي الحزب، رياء من ممثلي التيار والقومي واختباء وراء السيد موسى الصدر من قبل ممثل امل الرجل، أما الفتاة الأملاوية، فقد قالت كلاما لم يقل شيئا... "كلام ما بيجمعش" كما في مسرحيات يونس شلبي...

وحده ممثل الحزب الشيوعي المأزوم، لم يستطع الدفاع عن موقف واضح وضوح الشمس من الانتهازية وخيانة الجماهير الذي يمارسه الثنائي المذهبي بامتياز...

شهران قبل الانتخابات، قررت المنار أن تتناول الفساد مرتان في الأسبوع... بعد بكًير!!!...

لماذا العجلة...؟.

النائب حسن فضل الله، "بيكفي وبيوفي"...

مزيد من القضايا في برميل القضاء الذي لا قعر له...

بعد ١٧ تشرين، خرج كاتب هذه الأسطر يتمنى على حزب الله إجبار المصارف على إعادة أموال صغار المودعين على فترة ٣-٤ سنوات...

يومها، قدرت تلك الأموال بحوالي سبعة إلى ثمانية مليارات من الدولارات...

يومها، قلنا إن إعادة هذه الأموال بالتقسيط يسمح لفقراء لبنان من مواجهة أعباء الحياة من جهة، ويسمح عبر هذا الضخ، بتحريك عجلة الاقتصاد ومحاربة ارتفاع الدولار في السوق السوداء...

لكن ابو ملحم الذي كشر عن أنيابه لفرض انتخاب ميشال عون رئيسا، لم يكشر عن أنيابه من أجل منع ٢٢ مليار دولار من الخروج من البلد...

سبعة مليارات دولار منها كانت تكفي، لتحرير أكثر من تسعين بالمئة من المودعين من الذل والعوز....

النائب السيد فضل الله لا يزال يحارب طواحين الهواء في المجلس النيابي وفي قضاء السوء...

المبلغ المتبقي، لن يكفي لشراء القمح والوقود اللازمين لبقاء معظم شعب لبنان على قيد الحياة...

في هذا الوقت، يصر النائب الكريم محمد رعد على دعوة "الآخرين" كي نبني لبنان معاََ...

يرفض حزب الله أن نلطخ اسمه عبر جعله جزءا من المنظومة... رغم إصرار النائب رعد على مشاركة المنظومة من أجل بناء لبنان!!!...

مع من يريد النائب رعد المشاركة في البناء...؟

هل يوجد احد، أي احد، خارج المنظومة، يتحدث عنه وإليه النائب رعد..!!؟؟

في اللغة العربية، يسمى هذا سذاجة...

في علم الشرف، يسمى هذا خيانة للجماهير...

في علم السياسة، يسمى هذا احتيال وغباء وضحك على الناس...

في علم الاقتصاد، يسمى هذا مشاركة السارقين في مفاعيل النهب والسرقة...

في الحرب الروسية الأوكرانية، لا يعجبنا كل ما فعله بوتين في العقدين الأخيرين من السنين...

لكننا مضطرون للوقوف مع روسيا لأن الآخرين اولاد ستين الف كلب...

في لبنان، لا يعجبنا الكثير مما قام، ويقوم به حزب الله في الحياة السياسية الداخلية...

في لبنان، كل يوم، نشعر كم خذلنا هذا الحزب حين غض الطرف حيناََ، أو حين مرر حيناََ آخراََ... أو حين شارك في قرارات أقل ما يقال فيها انها خدمة مجانية قدمت لمنظومة الفساد ولأميركا التي تقف وراء هذه المنظومة...

طبعاً، حزب الله لا يجهل هذا الأمر عن ارتباط الفساد والفاسدين لاميركا...

هو يتحدث عنه حتى في مسلسلاته الرمضانية...

فقط مع فارق واحد...

حزب الله يلعن معنا الظلام، ويدعي العجز زورا عن إشعال شمعة...

رغم كل ذلك، نجد أنفسنا ورغما عن أنفسنا، ورجلنا على رأسنا، نقوم بتأييد ابي ملحم لأن الآخرين، معظم الآخرين، اولاد ستين الف كلب...

حليم خاتون