بقلم : محمد سعد عبد اللطيف ، مصر؛
العاصمة الإداريه في مصر والعواصم البديلة في جغرافية المدن سبقت مصر دول عديدة في بناء أو نقل عواصمها في مدن أخرى أو مناطق جغرافيه بسبب زيادة السكان والتلوث والازدحام أو تخطي بعض الدول أزماتها الاقتصادية والتجارية والعسكرية والجغرافية خلال مراحل انتقالية مهمة في تاريخها وقد تعلمنا في جغرافية المدن من عالمنا الكبير الدكتور جمال حمدان عندما طرح فكرة بناء عاصمة جديدة في مصر في سبعينيات القرن المنصرم إن العواصم لاتولد بين يوم وليلة ولاتنشأ بأمرٍ عالٍ أو فرمان همايوني إنما تنبثق لضرورات طبيعية وإلا فشلت وأفلست أما العواصم السياسية نوعان ؛ عواصم طبيعية وعواصم اصطناعية الأولى نتيجة نمو تاريخي وطبيعي وتعد مركز النواة البشرية العمرانية الحقيقة في الدولة أما الاصطناعية فهي عواصم بالأمر بلاجذور تاريخية أو سيادة اقتصادية فهي مدينة سياسية صرف ومن ثم مختله التوازن اقتصادياً وقد نجحت بعض الدول في بناء عواصم جديدة لها وخير مثال البرازيل وماليزيا وكازاخستان وألمانيا وباكستان وكوت ديفوار ونيجيريا وتنزانيا وهناك دول أخرى تفكر في نقل عواصمها مثل إيران والمغرب وجنوب السودان وقد فشلت دول لهيمنه المدينة الكبري على مقدرات الحياة مثل تنزانيا وكوت ديفوار ،وفي دراستي الجامعية في علم الجغرافیا كما يعرف أنه أم العلوم تم دراسة مادة الجغرافيا البشريه ومنها جغرافية المدن وتم دراسة بعض اقتراحات ومعارضة أساتذتي على فكرة العاصمة الإدارية ومنهم عالم الجغرافيا العالمي "جمال حمدان " للمواقع الصحراوية البكر التي أشار في حينها لتكون عاصمة جديدة لمصر بعض الدراسات الجغرافية في جغرافيا المدن أن المشروع يبدأ من الصفر المطلق وفي الفراغ المحض هو الأمر الذي يتطلب أموال باهظة تنوء بها أغني الدول وهذا ما جاء في تقرير لجنة المساعدات الأمريكية العام قبل الماضي بخفض المساعدات لمصر بسبب مشاريعها الضخمة وتنوع مصادر تسليحها وبناء عاصمة جديدة في ظل أزمة طاحنة في العالم وهناك آراء مختلفة أن المشروع كان يكفي لإعادة بناء وخلق الريف المصري جميعاً خلقاً جديداً على أرفع مستويات التخطيط العمراني المعاصر وأن المشروع من الناحية التمويلية البحتة فضلاً عن الناحية الطبيعية غير اقتصادي من البداية وقد يتحول في النهاية إلي قطعة من المضاربة العقارية الفاشلة الخاسره وأن مصر ذاهبه في الطريق الخطأ وأن موارد البلاد سوف تذهب إلى الهاوية وأن المشروع سوف ينتهي كما بدأ ،مجرد مشروع آخر يضاف إلى قائمة المدن الحفريه وأشباح المدن والعواصم الميتة التي يحفل بها التاريخ رغم أن مصر ثم نقل عاصمتها عبر تاريخها إلى عشرة مواقع من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وما كانت تلبث أن تعود إلى رأس الدلتا حتي استقرت في القاهرة ومن خلال دراستي لجغرافية المدن كانت فلسفة أستاذي جمال حمدان أن أقدم عواصم مصر القاهرة وهي البيت الأمثل للعاصمة وقال إن مشاكل العاصمة الحالية ليس في بناء عاصمة جديدة في مصر في سبعينيات القرن المنصرم كانت نظرية علماء جغرافيا المدن . هل تغيرت مفاهيم خاطئة في نقل العاصمة الإدارية مع عوامل بشرية وثقافية واقتصادية بعد أحداث 25 من يناير 2011 من الناحية الأمنية .رغم نفي البعض لنظرية نقل العاصمة وأن مشاكل العاصمة الحالية ليس في بناء عاصمة جديدة للبلاد مؤكداً أنه ما من شك أن مشكلة القاهرة الكبرى المأزومة وأزمتها الطاحنة أصبحت حلقة مفرغة لا علاج لها إلابالكسر في نقطة حرجة أو بالبتر بعملية جراحية تخطيطية حازمة وهو يرجع أسباب ذلك إلى التفكير في ترك عاصمة قائمة مسألة ليست بالهينة وتحتاج إلى مراجعة لحسابات الأرباح والخسارة من كل النواحي وأن موقع القاهرة هو المحصلة النهائيه لآلاف السنين من التجربة والخطأ والنجاح والفشل كنتيجة لعملية انتخاب جغرافي وجيبولوتيكي هل تصبح العاصمة الإدارية الجديدة وتعود قاهرة المعز التاريخية من جديد الي عظمتها رغم كل النظريات وتنجح العاصمة الجديدة أم تضاف إلى المدن الآخري حول القاهرة الكبرى مثل مدن أكتوبر وبدر ومدينتي والرحاب والشروق والمستقبل وتهيمن القاهرة الكبرى على الحياة فيها كما حدث لتنزانيا وكوت ديفوار أم تنجح.
مثل ماليزيا.هل يتوقف العمل نتيجة تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية .وهل تتوقف بعض المشاريع التي تمولها روسيا مثل شرق التفريعة والمفاعل النووي في منطقة الضبعة شمال غرب مصر ؟
محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية