كتب الأستاذ حليم خاتون: طبخة بحص.. ديجافو.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: طبخة بحص.. ديجافو.
حليم خاتون
13 نيسان 2022 , 17:15 م

هل هي انتخابات...؟

أم هي دورة سياسية، كما دورات الرياضة لنيل كأس لبنان في هذه اللعبة ام تلك...؟

"طلعت" الصرخة في المعسكر الأميركي الصهيوني الرجعي العربي في لبنان...

بدون السعودية والخليج، لا يساوي كل هؤلاء شيئا...

هم أنفسهم قالوا ذلك...

بدأ الحديث يدور عن اكتساح التحالف المقابل لمجلس النواب الى حدود الثلثين، وبالتالي فرض تغييرات تشريعية تطال الصيغة اللبنانية القائمة على التكاذب المشترك بين الطوائف...

خافت بقايا ١٤ آذار من أمر لم يحصل قبلا، ولن يحصل أبدا لأن الطرف المقابل ليس أساساً في وارد أخذ السلطة وبناء دولة...

لكن سمير جعجع ووليد جنبلاط ومن لف لفهم يخافون أن يغير السيد حسن رأيه يوما ويقرر إرسالهم إلى حيث يجب...

إلى مزبلة التاريخ...

لذلك، تحركت كل الماكينات المحلية والإقليمية والدولية وقالوا للخليج عامة، والسعودية خاصة أن ترك الساحة يعني تلقائياً اكتساح ما يسمونه الحلف الايراني لكل مفاصل السلطة...

إرتعدت فرائض محمد بن سلمان؛ صدرت الأوامر بعودة البخاري وبقية الجوقة الخليجية إلى بيروت...

مخطئ من يعتقد أن لا مفاعيل لهذه العودة...

أولا، مبروك إلى اللبنانيين عودة أكياس المال لشراء "أصحاب الضمائر الحية" في هذا المستنقع اللبناني العفن...

الأكيد أن البخاري جلب معه ما يكفي من الشنط، لتعويم فؤاد السنيورة وأشرف ريفي ومصطفى علوش بعد أن نجح الرئيس سعد الحريري في إظهار الحجم الحقيقي لكل هؤلاء...

صحيح أن الشيخ سعد كان هو أيضاً يستفيد من المال الخليجي الانتخابي القذر فيما مضى...

لكن اعلان الرئيس الحريري عدم المشاركة في الانتخابات، أظهر بوضوح غير قابل للشك، أن حجم الحريري شيء... وحجم كل الباقين من معسكر ما كان يسمى ١٤ آذار شيء آخر تماماً...

جن جنون محمد بن سلمان ليس فقط لأن سمير جعجع ووليد جنبلاط قالوا له أن إيران سوف تكتسح لبنان؛ جن جنون محمد بن سلمان، لأن الشيخ سعد استطاع أن يثبت أنه هو نفسه، هو وحده القوة الفاعلة والمحرك الأساسي لفريق ١٤ آذار وإن البقية ليسوا أكثر من أصفار على السطر لا تساوي شيئا بدونه هو تحديداً...

سعد الحريري هو الرقم، والباقون من ١٤ آذار مجرد أصفار

جاء العربان وبدأ مزاد بيع وشراء الذمم..

هل يجب الفرح بمجيء اكياس المال كما يفعل بعض اللبنانيين الذين قالوا أن هذه العودة تعني نهاية الحصار على لبنان؟

أم هل يجب الحزن لأن هذه العودة تعني عودة الحياة السياسية اللبنانية إلى نفس المستنقع الآسن الذي لم يتوقف لبنان عن "البلعطة" فيه منذ حتى ما قبل دولة الطائف...

الحقيقة هي أن الظرف كان سانحا فعلاً كي يضطر المعسكر المقابل القائم على تحالف يقوده الثنائي الشيعي بالشراكة مع العونيين؛ أن يضطر مرغما على أخذ السلطة وفعل شيء ما...

عودة البخاري والخليج، أعادت إلى فرقة حسب الله الحياة...

هكذا، عادت حليمة إلى عادتها القديمة...

هكذا عدنا إلى دورة كلاسيكو سياسية في لبنان قائمة على كل الزفت القديم الجديد القائم على ٨ و ١٤ والمستند الى تعايش التناقضات بين وجود دولة وعدم وجود دولة...

عادت مقولة لا غالب ولا مغلوب...

عادت الديمقراطية التوافقية التي لم تؤد الى شيء في الماضي ولن تؤدي إلى قيام دولة قوية عادلة في اي زمن في المستقبل...

عادت نظرية "أنا وخيي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب"...

هكذا سوف يضطر اصحاب المبادئ في لبنان أن يكونوا مع حزب الله ضد حلفاء حزب الله حينا، ومع حلفاء حزب الله السيئي الذكر هؤلاء ضد كلاب اميركا ومعسكرها...

قد يكون الاستاذ بيار ابي صعب على حق، بأنه لا مفر من تأييد حزب الله من منطلق أن في كل كومة العفن السائد، يحافظ وجود قوة حزب الله على شيئ من الستاتيكو بانتظار معجزة ما قد تحصل في المستقبل حين يفرز هذا المجتمع قوة ما، قد، قد تقوم بالتخلص من كل هذا العفن والمبادرة إلى إقامة الدولة القوية العادلة التي يكتب حزب الله كلماتها دون فعل ما يلزم لكي يتم تلحين هذه الكلمات ومن ثم غنائها...

بانتظار ذلك المستقبل البعيد جداً جداً،

بين الأعمى والأعور،

بين تحالف الصابون والوحل وتحالف اتباع اميركا والرجعية...

قد يكون بيار ابي صعب على حق...

انتخبوا حزب الله...

لأن البديل أسوأ أكثر بكثير مما يمكن تصوره...


ملاحظة إضاءات حول ظاهرة ديجافو.. 

ظاهرة ديجافو déjà vu هي عبارة عن كلمة فرنسية تعني قد شوهد من قبل ، وهي عبارة عن ظاهرة نفسية أو قوة حدسية ، يمتلكها العديد من الأفراد ، وتحدث مع الكثيرين ، وهي عبارة عن استرجاع مشاهد لم تحدث من قبل ، ولكن يشعر المرء بأنه قد مر بها بالفعل ، سواء زيارة مكان أو التحدث لأحد الأشخاص ، أو حتى موضوع الحديث نفسه ، ولهذا يطلق عليها البعض وهم الرؤية المسبقة ، حيث يخيل للفرد أن الموقف يتكرر بنفس تفاصيله ، حتى يشعر بألفة معه وكأنه قد حدث بالفعل من قبل ، وأنه يكرره فقط دون إرادة منه ، وهي ظاهرة تتوزع على الذكور والإناث معًا ليس لشخص دون آخر.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري