في نعي الدكتور حيدر دقماق.. باقٍ معنا .. حبيب فلسطين.
منوعات
في نعي الدكتور حيدر دقماق.. باقٍ معنا .. حبيب فلسطين.
د, رولا حطيط
13 نيسان 2022 , 18:33 م


بقلم الدكتورة رولا جميل حطيط رئيسة المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة.


الصديق الصدوق «دكتور حيدر دقماق»، يعزّ عليّ أن أرثيك، فأنت لم تكن إنسانًا عاديًا وحسب، بل كنت مبدِعًا في ملامسة الشفافيّة والنّقاء الداخليّ الذي قلّ نظيره، واضحًا بريئًا، في داخلك عالم من الأمان والحبّ وعلى وجهك ابتسامة وغموض، كما كنت عميقًا في ألمك.

لم نعرفك طبيبًا يخفّف من آلام المرضى فقط، وإنّما كنت إنسانًا بذلت الكثير من وقتك وجهدك للتخفيف من معاناة المضطهدين والمحرومين، بأسلوب إنسانيّ منفتح وراقٍ، من دون ضجيج أو صخب، لم تستوقفك انتماءات الأشخاص وميولهم العقائديّة والسياسيّة والحزبيّة، لأنّك آمنت بأنّ الإنسانيّة تجمع، فترفّعت عن الأنانيّة والعصبيّة والمصالح الضيّقة.

دكتور حيدر.. شكّل خبر ارتقاء روحك صدمة لجميع محبّيك ومن عرفك ولو لمدّة قصيرة، لكن العزاء أنّك ارتقيت إلى جوار ربّ رحيم في شهر فضيل، بعد عمر قضيته بإخلاص ووفاء كبيرين، عاملًا ومجاهدًا في سبيل الله وفي خدمة عياله، مدافعًا عن أشرف قضيّة وهي قضيّة فلسطين، وحاملًا لواء القدس الشريف وعلى كلّ الجبهات.

لقد كنت مثال الأب الذي يتسابق مع الزمن ليبني كيانًا صامتًا من جمال القناعة والرضى والمستقبل، وكلّ ما كُتِب عنك وما سيكتب هو غيضٌ من فيض قلوب من عرفوك وواكبوا مسيرتك، إذ ستظلّ كلماتك ومواقفك التي تكشف عن رقّة الجمال في عِشرتك، وإنسانيّتك الطاغية حاضرة فينا.

نعم، أيّها الصديق أنت من الشخصيّات التي لن تتكرّر، بريئة، سليمة، بيضاء، لا رماديّة فيها ولا أذى ولا ضجيج، ويعلم جميع من واكب مسيرتك أنّ ضوءًا صافيًا جدًّا استُبدل بالعتمة في موطني، لتبقى مثالا يحتذى به، وأنّ الحياة لا رحمة فيها لموعد أو لقاء.

رحمك الله أيّها المؤمن الطاهر المناضل الباحث عن لقمة شرف، وماء وجه لم تبذله قطّ إلّا في مراد أهلك ومحبّيك وبما يرضي الله.

سنفتقدك وسيفتقدك لبنان وفلسطين وكلّ العالم العربي، لكنّنا لن ننساك، فروحك حاضرة معنا دومًا.

وإنّا لله وإنّا اليه راجعون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري