حوار مع الباحث والكاتب السياسي  

              الدكتور  /   إسماعيل النجار

أجرى الحوار  /  حسين المير

إعداد وإشراف  /  الأستاذة ربى يوسف شاهين

موقع إضاءات  ..  بيروت 

تعددت الحروب الموجهة للشرق الأوسط ما بين العسكرية والاقتصادية والسياسية وتم التركيز على العامل الاقتصادي في كثير منها في عدة دول كسوريا واليمن وإيران والعراق ولبنان وروسيا. وإذا ما بدأنا بسوريا

دكتور إسماعيل سؤالي الأول لحضرتك  ..

برأيكم ما معنى ان يتم العمل من الجهات الغربية المعتدية على سوريا عبر وكلائها إلى استمرار العقوبات القسرية الأحادية الجانب؟؛ وهل الحل السياسي الطويل الأمد هو الكفيل بإنهاء الحرب القائمة في المنطقة الشمالية الغربية والشرقية؟؛ ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين وسوريا والخرق للسماء اللبنانية؛ ماذا يريد العدو الإسرائيلي من قصفه المستمر وانتهاكاته  .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل  ..

تُشَكِل سوريا اليوم مدماك الزاوية الأساس في صَرح المِحوَر المقاوم، ومن خلالها يتنفس لبنان المقاومة وفلسطين الصُعداء،

لذلك راهن الغرب وأمريكا على هزيمتها على يَد الإرهاب! لكن الرياح العاتية لم تجري كما تشتهي سُفنهُم، إنما جاءَت عكسية تماماً لما يتمنون، فكانت هزيمة أميركا والسعودية وإسرائيل وقطر وتركيا مَدوِيَة على مساحة أل ١٨٦٠٠٠ كلم°، وشكَّلَ إنتصار سوريا صدمة لدى الدوائر الأميركية والغربية، لذلك كان القرار الأميركي بإدخال قواتتها العسكرية إلى الأراضي السورية لحماية ما تبقى من إرهابيين وضمان تحريكهم بين التنف والشمال الشرقي السوري ومنع الدولة من تحرير حقول النفط والغاز بهدف تشديد الحصار عليها وحرمانها من مداخيل مالية تخفف عنها أعباء الحصار والوضع الإقتصادي المتأزِم.

دكتور اسماعيل سؤالي التالي  لحضرتك ..

اليمن الذي دخل عامه الثامن في حرب لا إنسانية شنت عليه نتيجة محاولة زعزعة الأمن الإقليمي وتحديداً

لجهة " الأمن المائي " وما يحدث في اليمن عبر التحالف السعودي الأمريكي بأخذ منحى التصعيد رغم إتفاقية وقف إطلاق النار أو ما يسمى الهدنة العسكرية التي إبتدأت من اليوم الأول من شهر رمضان إلا أن الخروقات مازالت قائمة بمختلف أنواع الأسلحة وفي العديد من المناطق والمحاور بالإضافة إلى منع تنفيذ إتفاق الهدنة في وصول ١٨ سفينة نفطية بموجب الإتفاق  .

برأيكم  :  لماذا تمت الموافقة من قبل الأمم المتحدة على الهدنة وفي هذا التوقيت هل لإنشغال الولايات المتحدة بما يجري مع حليفتها أوكرانيا  .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل  ..

على جبهة اليَمَن شَكَّلَت الضربات الجوية والبالستية جواً من الرعب لدى آل سعود وحكام الإمارات، وتركت في إقتصاد النفط ندوب يصعُب محو آثارها، ولأن أميركا تخَلَّت عنها ووقفت موقف المتفرج عليها وهي تُنحَر بالطائرات المسيَّرَة والصواريخ، ولأن الرهان على قبول إيران القيام بوساطة قد فَشِل،

شَكَّلَ شهر رمضان الفضيل فرصة ذهبيه لبِن سلمان لطرح هدنة فيه تكون بمثابة خطوة أولى لوقف الحرب تتبعها خطوات قد تتيح له الخروج من الحرب بأقل أضرار ممكنة، وبإيمانه المطلق بأن حركة أنصار الله لن ترفض الأمر إكراماً للشهر المبارك إستغل الدب الداشر الفرصة وأعلن عنها وقبلت الأمم المتحدة بها تماهياً مع المأزوم العالق فوق أعلى الشجرة،

بينما حرب اليمن لا تعني واشنطن بعد اليوم إن توقفت أو استمرت لطالما أنها تستنزف النظام الوهابي وهي المستفيد الأول والأخير.

دكتور إسماعيل سؤالي التالي  ..

في فلسطين المحتلة تنطلق شرارات إنتفاضة كبيرة إستطاع أن يسطر ملامحها شهداء عرابة جنين ويافا

في عمليات اربكت الكيان الصهيوني وجعلته يكثف اجهزته الأمنية وآلياته في ضواحي الضفة الغربية

برأيكم  : هل العدو الإسرائيلي في مرحلة إنهيار داخلي رغم زيف إدعاءاته بأنه اقوى جيش في المنطقة وهل يستحق أن تنشىء معه دول خليجية إتفاقية أمنية وهو على حد قول السيد حسن نصر الله

" اوهن من بيت العنكبوت "  .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل  ..

في فلسطين الأمور تتغيَر بسرعه كبيرة جداً، وحالة الشلل المقاوم في الضفه بدأت تتلاشى وأدركَ المقاومون أن الخلاص بالبندقية والعمليات العسكرية وليسَ بالمفاوضات، حتى أن الكيان الصهيوني المؤقت أصبح يُدرِك خطورة الإنفجار الكبير القادم في الضفه لذلك يحاول معالجة الأمور بحكمة أكبر وبشكل ألطف بعيد عن استخدام القوة المفرطة حتى لا تنزلق الأمور نحو مواجهة مفتوحة تنتهي بخروج جيشه من أراضيها وتضطر لتفكيك مستوطناتها على غرار غزة.

دكتور إسماعيل  ..

يمر العراق بمرحلة حساسة جداً بعد حرب انهكت أرضه وشعبه سببها محتل أمريكي مازال يصول ويجول من العراق إلى سورية وبالعكس ومع تعثر وفشل المحاولة الأولى لإنتخابات رئيس للجمهورية في السابع من شباط الماضي لعدم إكتمال نصاب الثلثين يعاود المشهد نفسه في السابع من نيسان  ٢٠٢٢

كيف تقرأ المشهد الإنتخابي من قبل مجلس النواب العراقي بمعنى آخر هل هو رأي الشعب العراقي  .؟؟

وهل ما أعلن عنه الإطار التنسيقي عن تشكيل لجنة خماسية لحل الإنسداد السياسي سيؤدي فعله .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل ..

العراق مشكلته بالخَوَنة والجنبلاطيين العراقيين الذين وصلوا الى ساحة القرار بالوراثة، ويطمحون للوصول الى السلطة وإلغاء الجميع، حتى لو إضطر الأمر لوضع يدهم بيد الشيطان،

دكتور إسماعيل سؤالي التالي  ..

ما يجري في أوكرانيا لحماية دونباس من قبل الدولة الروسية يشكل ما يشبه الحرب الباردة على مستوى العالم  .

برأيكم هل ستعطي واشنطن أوامرها لكييف لتمنع حرباً

إقتصادية نتائجها تتصاعد على جميع الدول الأوروبية وتحديداً المانيا خاصةً وأن دول حلف الناتو ملزمة ببعضها وفق بنود وشروط الحلف .

أم أن العداء السياسي للرئيس فلاديمير بوتين نتيجة ملفات سيجعل دول الحلف تصعد الأزمة  .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل   ..

الحرب الروسية الأوكرانية رسمت خط أحمر بين موسكو وواشنطن واوروبا لَن يُمحَى ولا عودة للوراء بعد هذا الإنقسام الكبير،

والحرب الإقتصادية الأميركية على روسيا جاءت بمفعول عكسي استفادت منها موسكو وحولت العالم إلى متعدد الأقطاب،

واوروبا لن تجد الغاز البديل عن الروسي واقتصاد اوروبا وتحديداً المانيا على المِحَك، لذلك سترضخ اوروبا لمطالب روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل وهذا الأمر سيشكل صدمة للدولار الأميركي الذي أصبحَ عمره عالمياً قصير.

دكتور إسماعيل سؤالي التالي ..

في لبنان وقبل بدء الإنتخابات النيابية المحددة في الخامس عشر من شهر أيار المقبل نتابع التحضير لها من جميع الأفرقاء اللبنانيين وفي الساعات الماضية تم إجتماع ثلاثي جمع السيد حسن نصر الله والأستاذ جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وشاهدنا عودة السفيرين السعودي والكويتي إلى بيروت في هذا التوقيت  .

ماهي قراءتكم للمشهد اللبناني في هذه المرحلة .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل  ..

لبنان يواجه خطر الغاء الإنتخابات وتطييرها،

وعودة السفير السعودي ليست لصالح لبنان فهو عاد لكي يقود مرحلة صعبة على حلفائهِ من الصعب أن يفوزوا فيها، وما الدعوة التي وجهها لهم الى طاولة الأفطار إلَّا دليل على حجم المأزق الواقعين به، والبحث اليوم يدور حول كيفية تأجيل الإستحقاق البرلماني.

دكتور إسماعيل سؤالي الأخير لحضرتكم  ..

بعد سقوط عمران خان رئيس وزراء باكستان بدعم وتحريض أمريكي كبير ولم نرى اي دعم له من قبل الحلف المعادي للإستكبار العالمي في المنطقة  .

كيف ترى الباكستان في المرحلة المقبلة  ..

وهل يستطيع التيار المعارض للسياسة الأمريكية في الباكستان مواجهة المشروع الأمريكي والتصدي له  .؟؟.

أجاب الدكتور إسماعيل  ..

باكستان وضعت نفسها على سكة التغيير بعد تنامي المعارضة الداخلية للسياسة الأميركية والعسكر، وإقالة عمران خآن شكلت الخطوة الأولى برحلة الألف ميل لإخراج أميركا من باكستان وفصل الإقتصاد الوطني عن اقتصاد اميركا وربطه بشكلٍ وثيق بإقتصاديات الصين وروسيا وإيران لا توقفها منظمات حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة .؟؟.

في نهاية هذا الحوار المميز والإجابات الرائعة

جزيل الشكر والتقدير للباحث والكاتب السياسي

الدكتور :  إسماعيل النجار 

والشكر موصول للأستاذ شاكر زلوم

موقع إضاءات  ..