المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
المخطط الغربي المعد للمنطقة " شرق أوسط جديد " مشروع الطغمة المالية العالمية، يهدف الى استعباد شعوبنا العربية، ونهب ثرواتها ومقدراتها، واحتلال موقعها الجغرافي، على أن تتم ولادة هذا المشروع على يد الكيان الفاشي التوراتي، والعثمانية الجديدة، وقوى التبعية، التكفيرية الإسلاموية واللبرالية العربية، بمشاركة النظام الرسمي العربي، مع إخفاء دور الناتو، لتتمكن دول الغرب من لعب دورٍ حاسم من وراء الستار، تتحايل على شعوب المنطقة وتستغفلها عبر أدوار وخطط خبيثة، كما حدث لروسيا وإيران.
أعلن عن هذا المخطط بداية ثمانينات القرن الماضي، ويجري إنفاذه اليوم، إنطلاقاً من سوريا بعدما تم إفشاله على يد أبطال حزب الله عام 2006.
يجري إنفاذه اليوم، بهدف إنفاذ أحد أهم بنود توافقات واشنطن، حيث تم التوافق بين الشركات العملاقة متعدية الجنسيات، على الاستيلاء على مصادر الطاقة وخطوط نقل الطاقة، أينما وجدت،
في ذلك الوقت رفضت سوريا مرور خط الغاز القطري من أراضيها، فكان هذا الموقف أحد أسباب استهداف النظام.
كما ويهدف المخطط الى إفشال مشروع الصين الإستراتيجي : الطريق والحزام،
وإنفاذ بديله الخط : الهندي الخليجي الأردني الكيان الصهيوني ورديفة خط دواود، الكيان تركيا الى أوروبا.
كما ويهدف الى إخراج روسيا من المياه الدافئة.
بدء تنفيذ المخطط
هدد نتياهو الأسد " لا تلعب في النار" وكان لديه معرفة دقيقة بتداعيات تداخلات الناتو على واقع الجيش والمجتمع،
وبعد ساعات معددوة من هذا التهديد، بدأت الغزوة الثانية على سوريا، بعد بضع أيام أنهار النظام، لأسباب واضحة ، القلعة تسقط من داخلها.
أعلن هولاد رئيس فرنسا السابق، أنه اتفق مع الرئيس ألأمريكي باراك أوباما، عام 2013 ، على التدخل في سوريا لإسقاط النظام، ولكن أوباما تراجع بعد استثارة الكونجرس، ولم يذكر الأسباب.
لماذا لم يحدث التدخل؟
يبدو أن أجهزة المخابرات الغربية كانت على ثقة بصعوبة اسقاط النظام، في ذلك الوقت وقبل التدخل الروسي، حيث استشفت أنه كان يحظى بدعم قطاعات واسعة من الشعب السوري، ولمست تماسك الجيش واستعداده للدفاع عن وطنه سوريا، قاتل هذا الجيش منفرداً وبلا دعم مدة سنتين وصمد، رغم شدة هجمات التكفريين ( القاعدة وداعش ) صنيعة المخابرات المركزية الأمريكية، كما صرح بذلك ترامب وكثير من وسائل الإعلام وإجماع كثير من أصحاب المعرفة، خبراء في الشؤون الإستخباراتية العسكرية والمدنية الغربية.
نتيجة الإستنزاف والحصار، تأكدت الأجهزة ومن بعدها الإدارة الأمريكية أن الطريق أصبحت سالكة لإسقاط النظام، فأوعزت الى القيادة التركية ببدء الهجوم.
لقد سقط النظام، أقلب الصفحة، نقطة أول السطر،
ما الذي يبرر هذا القصف غير المسبوق، من قبل الطيران الصهيوني، والذي أدى إلى دمار شامل لبنية الدولة، مع أن النظام قد سقط، ( وفرح جماعة حريه حرية، وفرح معهم جماعة الحقد المذهبي) وبالرغم من أن هذه الدولة أصبحت بيد أتباعها، فلماذا تدميرها:
دمار شمل كافة شبكات الدفاع الجوي، كافة المطارات العسكرية، كافة مواقع الصواريخ البالستية
دمار شمل كافة الموانئ العسكرية وكافة القطع البحرية
دمار شمل مراكز الابحاث العلمية والتطوير العسكري
دمار شمل مواقع اقتصادية وإنتاجية
تم نهب البنك المركزي
إعادة إنتاج نموذج الإحتلال العراقي
وفوق كل هذا الدمار، أحتل الكيان البقية الباقية من هضبة الجولان، غير المحتلة، وصولاً الى حدود لبنان، بهدف الهجوم على لبنان لعزل البقاع عن الجنوب،
ناهيك عن إلغاء اتفاقية فك الاشتباك لعام 1973 مع سوريا.
وبالرغم من كل هذا الدمار، لم يصدر تصريح واحد من سادة دمشق الجدد، ولم تصدر إدانة واحدة لإنتهاك سيادة الدولة، التي أصبحت تحت حكمهم، ناهيك عن أي رد فعل من أي نوع،
أنتم " مجاهدين " حرب العصابات ولكم خبرة على مدى عدة عقود من الزمن، منذو فترة الجهاد ضد الملحدين السوفيت في أفغانساتان، نعم ولكن ليس لديكم خبرة في الجهادً على أرض فلسطين،
للدفاع عن " بلدكم " اليوم لستم بحاجة للدبابات ولا للطائرات، فخبرتكم في حرب العصابات كفيلة بردع العدوان التوراتي الفاشي ، لردع عدوان من تصفوهم " بأبناء القردة والخنازير "
البعض من المحللين والخبراء ووسائل الإعلام ، يساهم بمعرفة أو بدون معرفة، بتزيف الوعي الجمعي العربي، من خلال طرح أسئلة وتساؤلات وحورات وهمية لا تعبر على الإطلاق عن الواقع الذي يجري على الأرض وأمام أعينهم،
أسئلة وحورات تحرف الأنظار عن تشخيص الواقع كما هو بالفعل، من أجل خلق مشروع مقاوم حقيقي
هل يعقل أن يفتح الباب أمام اجتهادات مغايرة تماماً للواقع
كيف يمكن فتح حوار واجتهاد حول توقعات واحتمالات وخيارات جديدة لمجموعات التبعية: التكفيرية واللبرالية، مختلفة ومتناقضة مع طبيعتها وأيدولوجيتها وتاريخيها وسلوكها الحديث والقديم
إثارة أسئلة وتوقعات مستهجنة فعلاً،
ما وظيفة هذا الهراء؟
هل يعقل أن هذه المجاميع ذاتها، التي مارست كل هذه الممارسات الوحشية والهمجية ، الى وقت قريب جداً، أن تنقلب على ذاتها؟
هل يعقل أن الغرب الرأسمالي الذي خلق هذه المجاميع، الموصومة من قبله بالمنظمات الأرهابية، طبعاً للتعمية، أن ينقلب على ذاته وبهذه السرعة، ويمهد لتسويقهم رجال دولة، لا يمكن لعاقل أن يتقبل هذه العبثية.
السؤال، ألم تسمع بمقولة " من يدفع للزمار يحدد اللحن "
الأداة تعمل وتنتج فقط لما صممت من أجله، ولا شيء غير ذلك.
مصيرهؤلاء، مصير كل التبع للمركز الرأسمالي، كما شهدناه قديماً وحديثا، بعدما ينتهي الدور ترمى على مزبلة التاريخ.
"ربي على الدلال وذبح بالحلال"
كلكم للوطن والوطن لكم "
يتبع