كما التجارب تصقل الإنسان كذلك الحروب تكشف المصائر .
ثبت قطعًا ضعف قدرة حلف الناتو الدفاعية عن مواجهة صواريخ سارمات وصواريخ الفرط صوتية الروسية .
لم يفت الأوان بعد على دول هذا الحلف أن تتمرد على اميركا وتنحو الحياد قبل ان تدفع شعوبها الى مزيدٍ من الخسائر بمراهنتها على وهم القوة الاميركية المبالغ فيها .
لم تعد تلك الدول قادرة على منع الصواريخ الروسية من ضرب اي هدف داخل اراضيها ولم يشفع للولايات المتحدة مغادرتها العام ٢٠٠٢ لمعاهدة ١٩٧٢ للحد من انتشار الصواريخ البالستية . طيلة ٢٠ عاما فشلت اميركا في نشر قبة دفاعية ضد الصواريخ بعيدة المدى بمختلف انواعها .
نحن امام حقيقة ثابتة ويتعيّن على اصحاب القرار لدينا العمل على حجز مقعد لهم في المحور المنتصر .
ولىّ زمن الهيمنة الاميركي وفُتح للأمم زمن حريتهم الاقتصادية والإنتاجية والإجتماعية لإثبات ذاتهم في هذا العالم .
أرادتها اميركا حربًا في اوكرانيا على غرار الحرب الأسبانية والحرب السورية لكن فاتها أن الحرب مع الأصيل تختلف كليًا عن الحروب بالوكالة . فمن أخرج روسيا من بين أنقاض الإتحاد السوفياتي لن يعدم وسيلة لسحق عجرفة الإمبريالية.
ستبدي لنا الأيام القادمة انكفاء الإدارة الأميركية وعودتها الى حجمها الذي كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى .
التهديد بحرب عالمية ثالثة غير مجدٍ لأن نتائجه زوال الدول الكبرى وقادة تلك الدول تعلم ذلك علم اليقين .
ندائي لأصحاب القرار في دولنا: أحزموا أمركم والتقوا على كلمة واحدة امام فرصة تاريخية لتكونوا في طليعة التغيير لا في مزبلة التاريخ .
