كم من الاكوان قد خلق الله...؟
كم من العوالم، كم من الأسرار التي اندثرت... ؟
كم من الأسرار التي لن نعرف ولن ندرك...؟
كلما توسعت مدارك الإنسان، اكتشف أنه لم يبلغ من العلم إلا قليلا...
نحن معشر البشر، لسنا سوى جزء بسيط من كل هذه الاكوان...
كم من الأنبياء والمرسلين...
عشرات، مئات، آلاف...؟
كتب لا تزال على نقاوة الرسالة الأولى...
وكتب دخل عليها حدود الإدراك البشري، فرأينا الله يجادل النبي إبراهيم في مكان، يكابشه في مكان آخر ويقع ارضاََ في لحظة أخرى...
كتب لا تزال تحمل من اسرار التكوين ما لم ندرك بعد...
وكتب تدعو إلى إبادة شعوب واستعباد شعوب أخرى في أسوأ صور التطهير العرقي والإبادة الجماعية...
كل ذلك، باسم رب لا يمكن أن يكون على هذا الإجرام، وهذه النذالة...
كم من الأديان، عرفت الإنسانية...؟
ليس المراد اليوم دراسة هذه الأديان ومدى بقائها على السمو الأول، والطهارة والنقاء الذي بدأ...
كل كائن، مهما صغر أو كبر حجمه؛ كلُُّ يحمل رسالة...
سواء أدرك هذا، ام لم يدركه...
لم يكن المهاتما غاندي نبيا مرسلاً أُوحيَ إليه...
لكن هذا الكائن النحيف الداكن البشرة، اوصل إلى الإنسانية رسالة أسقطت إمبراطورية بريطانيا العظمى...
لم يكن الإمام الخميني نبياََ مرسلاً،
لكن هذا الوجه الطيب ذو التقاسيم الصلبة حمل رسالة لا تزال كل يوم تدك حصون الطغيان في العالمين العربي والإسلامي...
يكفي هذا العظيم إجلالاً، أنه من رأى أن القدس هي القضية...
رأى الأمام الخميني محمد انور السادات يوقع وثائق الاستسلام ويمهد الطريق لنسيان فلسطين...
رأى الإمام الخميني قيادات عربية كثيرة تلتفت بعيداً عن طريق الرب؛ تبيع الأقصى لقاء تثبيت ملك لن يثبت، أو إدامة سلطة لن تدوم...
خرج إلى المسلمين بتلك الدعوة التي ثبتت الذاكرة العربية والإسلامية...
آخر يوم جمعة في رمضان من كل عام، هو يوم القدس العالمي...
آخر يوم جمعة في رمضان من كل عام، هو يوم الأقصى...
آخر يوم جمعة في رمضان من كل عام، هو يوم فلسطين...
جعل هذا الإمام العظيم لفلسطين يوماََ ثابتاً، يحج الأحرار فيه في كل أنحاء العالم دفاعاً عن الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه...
في الوقت الذي سكتت فيه قيادات دينية ودنيوية،
خرج الإمام الخميني، كما خرج المطران كبوجي لتثبيت حق فلسطين أن تبقى قبلة لأحرار العالم...
تحية إلى هذا الإمام العظيم...
تحية إلى كل المرابطين الذين يحيون الدنيا من أجل زهق الباطل المدجج بالسلاح والذي يحتمي خلف الإمبريالية الأميركية وأزلامها الغربيين، واتباعها المطبعين...
اليوم... في ساحات الأقصى يكتب شعب فلسطين التاريخ الذي لم يقرأه ولم يعرفه لا أبناء زايد، ولا أبناء خليفة، ولا احفاد ابن تيمية ولا من يدعي الانتماء إلى العائلة العلوية الشريفة في مشرق العالم العربي ومغربه...
شكراً يا روح الله...
قد كنت نعم المخلوق...
قد كنت نعم القائد...
كما العظماء في التاريخ، حملت رسالة، وثبت حقا سوف تبقى راياته تخفق عاليا...
من فلسطين، من أحرار العالم، تحية إلى أحد أهم الانبياء الذين لم يوحى إليهم... لكنهم حملوا إلى البشرية رسالة حق سوف يعلو دوما ولن يعلى عليه أبداََ...
يوم القدس العالمي