كل عام وانتم بخير... هي الكلمة التي نعرفها جميعا...
كل عام وانتم بخير...
هي الكلمة التي نكررها كل عام، حتى حين كانت الحسرة تمزًق أحشاءنا، ونحن نجتر الخيبة تلو الخيبة، عاجزين أمام اللص الذي سيطر على كروم العنب والزيتون في أرض الطهارة التي مشى عليها السيد المسيح والتي سرى منها خاتم النبيين...
هذه السنة... تغير الوضع...
بعد كلمة السيد نصرالله يوم الجمعة الفائت...
سكر الثوار بمعادلة جديدة جاءت لتقول للعالم...
مهما فعلتم... القدس لنا...
المس بحجر في مقامات المسلمين والمسيحيين صار خطاََ أحمراََ دونه حياة الكيان نفسه...
بعد الكلام الداعم لكلمة السيد من الامام...
تأكدنا أننا لم نخطئ يوم آمنا أن المدد الآتي من بلاد فارس سوف يكنس الرجس الذي يعشعش في الكثير من بلاد الإسلام حيث يكثر "المسلمون" الذين هم عن الجهاد ساهون...
لم يمض يوم واحد حتى ختمها السنوار بالمسك والعنبر...
لم يؤكد الاخ السنوار المؤكد فحسب...
لم يكن يحتاج لتأكيد أن أبناء الأرض الطيبة لا يمكن أن يكونوا إلا طيبين...
عندما تخرج كلمات الحرية والتحرير من فم السيد نصدقها بكل تأكيد...
لكننا، في الوقت عينه، ننظر في الأفق...
تتجه أنظارنا إلى فلسطين...
في فلسطين، تأخذ الكلمة زخمها...
في فلسطين تعود حبات الرمل إلى قدسيتها، ويصبح للمطر طعم آخر غير الماء...
في فلسطين، مقر الثورة...
في فلسطين مستقر الثورة...
من هناك المنطلق حتى تحرير كل العالم العربي والإسلامي...
لو جاء كل ثوار العالم...
لو تدفق كل أحرار العالم...
سوف ننتصر حتماً...
لكن هذا النصر لن يكون بطعم برتقال يافا، ولا بنكهة زيتون القدس إلا إذا كانت اليد الفلسطينية هي من يطلق الرصاصة الأولى لهزيمة شذاذ الآفاق...
وهي من يطلق الرصاصة الأخيرة في الهواء والسفن تحمل مناجيس الأرض هاربين من أرض الطهارة بعدما لفظتهم كما يرفض كل جسم أي عضو دخيل او غريب يحاول الدخول إليه...
أخيراً، قررت غزة أن تكون هانوي فلسطين...
لم نكن يوم ضعفاء...
كنا فقط ننتظر القرار...
ها هو القرار قد أتى...
غزة سوف تكسر الحصار...
غزة سوف تنتقم لأبي عمار ب١١١١ صاروخ...
غزة سوف تحمل الراية إلى أن تنتفض الضفة، وبعد الضفة يافا وحيفا وعكا وكل شبر من فلسطين...
منصور عباس الخائب لم يفهم نصيحة الاخ القوي...
عرب التطبيع لم يعودوا يفهمون لغة الضاد...
فاتتهم كلمات السنوار بعد أن راهنوا على عداء أهل فلسطين لاهل جبل عامل، فإذا الجليل يعانق جبل عامل...
هل يلحق محمود عباس نفسه ويمسك بيده قطار التصميم الفلسطيني، أم يظل غارقا في وهم الحل السلمي الذي أخذت سفنه تحترق في كل البحار والمرافئ...
هذا العيد له فعلاً طعم آخر...
هذا العيد هو عيد التحرير الذي سوف تعقبه العودة الكبرى...
كل عام والأمة بخير...
كل عام، وفلسطين بخير...