تتحمل السعودية مسؤولية أي مكروه يصيب الرئيس سعد الحريري\ عدنان علامه
مقالات
تتحمل السعودية مسؤولية أي مكروه يصيب الرئيس سعد الحريري\ عدنان علامه
عدنان علامه
7 أيار 2022 , 23:25 م

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين,,


أرفق لكم المقال الذي نشر في جريدة عكاظ حيث تعرض فيه الكاتب وبأوامر ملكية لشخص الرئيس سعد بشكل مهين ومذل ولا يليق بمقام رؤساء الحكومة السابقين.

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2104333

والمقال يتضمن إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية وإملاءات لكيفية عمل رئيس الحكومة والتدخل السافر في الشؤون اللبنانية؛ ويجب أن يكون عنوان مقال جريدة عكاظ "السعودية أو لا أحد" . والأخطر من ذلك؛ فالبيان يتضمن تهديدًا مباشرًا لحياة الرئيس الحريري ما لم يجير أصوات مناصريه إلى لوائح قاتل رئيس الوزراء الشهيد رشيد كرامي.

وقد غاب عن الكاتب بأن الرئيس سعد الحريري هو رئيس وزراء كل لبنان وليس رئيس وزراء لطائفة معينة؛ ومن المفترض ان يعمل لمصلحة لبنان وليس حسب الإملاءات الأجنبية.

وقد غاب عن ذهن الكاتب أيضًا بأن المملكة قد أجبرت الرئيس الحريري على تقديم إستقالته من السعودية بعد إحتجازه في تشرين الثاني 2017؛ وأن التدخلات الخارجية خلّصته وتحيدًا الفرنسية. والجدير ذكره بأن السفير البخاري نفى كليّا موضوع الإحتجاز، وأفاد بأن الرئيس الحريري هو بإرادته في السعودية. ولنراجع سويَا ما قالته "السعودية ليكس" بعد 4 سنوات من حادثة الإختطاف :-

«السعودية ليكس»: ملفا الحريري وخاشقجي نموذجا الفشل الإعلامي

"الأخبار".

05 نوفمبر/ تشرين الثاني2021

قبل أربع سنوات تماماً، بات سعد الحريري ليلته الأولى معتقلاً في العاصمة السعودية الرياض، بأمر من وليّ العهد محمد بن سلمان. كان الأخير في صدد تنفيذ انقلاب في لبنان، يعيد خلط الأوراق في المشرق. وبعدما فشل هذا الانقلاب في الداخل اللبناني، تدخّلت دول غربية وعربية لإنقاذ الحريري من الأسر، وإعادته إلى بيروت.

وقد غاب عن الكاتب أيضَا بأننا في لبنان عدة طوائف وبيننا خلافات سياسية حول بعض المواضيع السياسية؛ ولكن لا يوجد خلافات مذهبية كما يحاول الكاتب التحريض عليها والنفخ في أبواق الفتنة المذهبية والسياسية. فالرعية السعودية على دين ملكهم على فكر محمد بن عبد الوهاب الذي قال: "مَنْ دخلَ في دعوتنا فلهُ ما لنا وعليهِ ما علينا؛ ومَنْ لـم يدخل في دعوتنا فهو كافرٌ حلالُ الدم".ويبدو أن الإرادة الملكية قد كفّرت الرئيس الحريري وأعطتة فرصة أخيرة "للتوبة".

وقد تعجبت كيف لم تتحرك وزارة الخارجية وتستدعي السفير السعودي الذي يخالف الدستور وإتفاقية فيينا؛ فشغله الشاغل التدخل العلني في الإنتخابات النيابية ودعم لوائح زعيم السنة الجديد الذي نصبته السعودية سمير جعجع. وإبلاغ السفير السعودي برفض وإستنكار الدولة لما جاء في مقال صحيفة عكاظ التي تهدد السلم الأهلي وحياة الرئيس سعد الحريري في آن. وأني أعتبر المقال بمثابة إخبار للأجهزة المعنية لما يتضمنه من تهديد للسلم الأهلي في لبنان.

وقد إخترت بعض الفقرات من المقال التي تفرض على الرئيس الحريري ما يجب عمله وإلا…!!!؟؟؟:-

1- الفقرة الأولى يعترف الكاتب بغدر من ذكرهم بالرئيس الحريري

من المؤكد أن فريقه الاستشاري الضيق المحيط به يعملون ضده ولا يعملون معه، وفي مقابل ذلك تخلى الحريري تباعاً عن صقور تيار المستقبل و14 آذار ومفكريه السياسيين مثل فؤاد السنيورة وأحمد فتفت ومروان حمادة.

2-الفقرة التي تدعو إزالة الرئيس الحريري تمامًا من المشهد السياسي :-

بكل تأكيد فهو اليوم واحد من الطاقم السياسي المطلوب إزالته من المشهد اللبناني تماماً، إنها مطالبة الجموع الغفيرة في كل لبنان، التي تئن من الفقر والجوع وأرهقتها الهجرة وقلة الحيلة.

3- الفقرة الثالثة وفيها الإملاءات التي يجب على الرئيس الحريري ان يفعلها:-

على سعد الحريري أن يعود إلى 2005 – 2010 ممثلاً لسياسات وأمنيات وأحلام القوى التي التفت حوله………… وأن يحافظ على الموقع السنّي الأول ولا يفرط في وحدته وهيبته لصالح القوى الإيرانية أو الطوائف الأخرى بسبب نزواته أو كيده، وأن يواجه المشروع الإيراني وأتباعه وأدواته ليس لأن ذلك مصلحة سعودية، بل لأن في ذلك مصلحة شخصية له ولوطنه لبنان، وأن القوة لا تعني: «أنا.. أو لا أحد غيري»، وأن يعيد لبنان إلى هويته العربية فلا استتباع إيرانياً، وأن سياسة النأي بالنفس -التي يدعيها- لا تنطبق على الصراع «العربي – الإيراني».

ويبدو أن السعودية تخفي التعاون والمفاوضات التي تجري مع إيران عن سفيرها في لبنان وعن الكاتب واترك لكم الحكم على تصرفات وتصريحات السفير السعودي البخاري في لبنان حول إيران وعلى الكاتب لأن حبر التفاهمات بعد المفاوضات بين إيران والسعودية في أواخر شهر نيسان الماضي لم يجف بعد :-

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بتاريخ 25 نيسان/إبريل 2022 أن السعودية وإيران عقدتا جولة خامسة من المفاوضات كانت شاملة وجيدة وجادة، لكنها لم تصل بعد لمرحلة الحوار السياسي الحقيقي، مرجحا إمكانية إحراز تقدم سريع إذا ما تحقق ذلك.

وقد ذكر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن اللقاء السعودي الإيراني الذي جرى الخميس الماضي في بغداد كان "أمنيا"، وأن الطرفين توصلا إلى اتفاق على مذكرة تفاهم من 10 نقاط متعلقة بالتعاون الثنائي ومسائل دبلوماسية وأمنية داخلية وإقليمية.

الفقرة الرابعة وتحمل فرصة أخيرة وتهديدًا مباشرًا للرئيس الحريري وأرجو التركيز على كلمة "نقول" لأنها تعكس رأي السلطة الحاكمة وليس رأيه، لأن لغة تفخيم المسؤولين في السعودية امر متعارف عليه:-

4-وأخيراً "نقول لسعد الحريري، إن فرصتك التاريخية حانت، وربما لا تستحقها، لكنها أتت" على الرغم من أنك لم تقدم الثمن التاريخي لها، ولذلك كله عليك أن تنحاز لوطنك أولاً ولطائفتك ثانياً التي حطمتها باستسلامك لحزب الضاحية وزعماء الطوائف، قبل أن تسمع ذات يوم «ابكِ سعد.... وطناً لم تحافظ عليه مثل الرجال».

وبناءً عليه فالرئيس سعد الحريري في وضع لا يحسد عليه. فعلينا مراقبة تصريحات الرئيس الحريري خلال الأسبوع القادم فهل سيخضع للإملاءات السعودية التي تكرّس قمة الديكتاتورية والتسلط لينجو بحياته أو يظل متمسكًا بموقفه ويعيش بعيدًا مع عائلته معتزلَا السياسة والسياسيين؟

07 أيار/مايو 2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري