مقالات
"زامل" للحوثيين يدحض إدعاءات السعودية بأنهم تابعون لإيران\ عدنان علامه.
عدنان علامه
10 أيار 2022 , 07:39 ص

إخترت لكم "زاملًا" يمنيًا يرد عاَلي الإفتراءات السعودية؛ لأن السعودية باتت تطلق على كل من لا يخنع لهم ولمن تريد مهاجمته بأنه إيراني او ينفذ الاجندة الإيرانية أو الإحتلال الإيراني أو المجوس. وقد تناست السعودية بأنها قد عقدت عدة جلسات في العراق مع إيران كان آخرها أواخر شهر نيسان الماضي وتم التوقيع على عدة تفاهمات حول المواضيع الثنائية والأقليمية. ويبدو أنها لا تلتزم بتعهداتها. وقد أعجبتني طريقة دحض الإدعاءات من خلال الزامل. لذا وددت تعريف هذا النمط من الفن الشعبي الموروث عبر الأجيال لمن لا يعرفه.

الزامل : في بداية ظهوره، كان هذا النوع من "الإنشاد" مخصّصًا للحروب والمعارك، فقد تعلّق اسمه قديمًا بالحرب والقتال وغرضه إخافة الأعداء وبثّ الرعب فيهم قصد التمكّن منهم نفسيًا وهزيمتهم شرّ هزيمة حتى قبل بداية المعركة، فعندما يسمعه المقاتل ينتابه شعور طاغ بأنه قادر على فعل المستحيل وألا شيء أمامه صعب.

حينها كان يقف قائد المعركة الذي يجيد نظم الزوامل ويطلق عليه "الزامل" فيرتجل بضعة أبيات بلهجته العامية، فيلتقطها أفراد القبيلة (الزمالة) وينغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعًا لخلق الحماس وتحفيز الهمم فيتضاءل العدّو أمامهم، فللزامل قدرة تحشيدية هائلة في المجتمع القبلي اليمني.

ويشير المستشرق الألماني هانز هولفرتيز في كتابه، "اليمن من الباب الخلفي"، إلى ان أهل اليمن يعتقدون بأن مجرد إنشاد هذا النشيد الذي يسمى "زامل" فذلك كفيل ببث الفزع في قلوب الأعداء، إذ يمتزج الإيقاع الصاخب والحاد للزامل، باحتدام القوة اللفظية في كلماته، ليهيّج في سامعيه الحماسة والحمية.

مع تقدّم الوقت، تطوّر الزامل ولم يعد ذا هدف واحد واستعمال وحيد، فقد ظهرت زوامل مثل زامل الترحيب والرثاء والأعراس والهجاء والتربيع (الانضمام في حلف لقبيلة أخرى) وغيرها، ومثلما يشعل الزامل الحرب فإنه يطفئ الغضب، فالمعنى واضح لا يحتمل لبسًا.

أرفق لكم هذا الزامل وآمل أن ينال إعجابكم.

وإن غدًا لناظره قريب

09 أيار/مايو 2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري