الدكتور شربل نحاس يطلب تسليمه السلطة لمدة ١٨ شهرا، حتى ينفذ برنامجا لتوزيع الخسائر بعد سنتين من حراك ١٧ تشرين، استطاعت خلالها السلطتان التشريعية والتنفيذية تحت غطاء السلطة القضائية من تحويل كل المال المنهوب إلى الخارج...
الوقت ليس متأخراً، ويمكن منع الوصول إلى تبديد الذهب الذي يبدو أن طبقة الدولة العميقة سوف تبدأ قريبا المس به دون وازع، إذا استمر الشعب اللبناني بالمراوحة في مكانه وإذا استمرت القوى التي تدعي العفة بدفن الرؤوس في الرمال...
الدكتور شربل نحاس، يعتقد أن الانتخابات سوف تعطيه هذه السلطة، رغم كل الزلات التي ارتكب، والتي تمادى فيها هو وبعض مرشحي مواطنون ومواطنات في دولة، حتى صاروا أسرى مواقف، أقل ما يقال فيها أنها خائبة...
لعل الدكتور نحاس كان من أوائل من لمس عجز حزب الله داخل المنظومة وتحدث عنه...
لكن انتقاد حزب الله شيء، والوصول إلى العمى في الألوان شيء آخر تماماً...
لقد حاول جماعة السفارات مؤخراً جر الإعلامي المرشح عن مواطنين ومواطنات جاد غصن إلى مواقف يصبح بعدها أسيرا لهذه المواقف لكن جاد كان أكثر فطنة، على الأقل حتى آخر مقابلة له على الجديد...
من يقرأ برنامج مواطنون ومواطنات في دولة يرى برنامجا لبناء دولة عادلة، لكن للأسف دون أسنان...
"اعطوني السلطة لثلاثة أيام، ثم اعدموني"،
هذا ما يردده اللواء جميل السيد...
يشرح اللواء كيفية استرداد حوالي أربعين مليار دولار من اقل من عشرة مواقع نهب تخص أهل السلطة وشركائها من الدولة العميقة...
عندما يقبل اللواء بإعدامه بعدها، إنما للتدليل على زهد في سلطة هو أكثر الجديرين لتبوئها...
برنامج اللواء السيد هو في واقع الأمر برنامج إقامة دولة عادلة قوية الأسنان... دولة محاسبة...
عند اللواء الموقف واضح جداً... بسيط جدا، وحاد جدا في نفس الوقت...
لو كان اللواء على رأس السلطة، أو لو كان من في السلطة على نفس إصرار اللواء لما كانت اميركا تمكنت من تسريع الإنهيار الذي عملت على التحضير له منذ سنين طويلة بانتظار اللحظة المناسبة...
في المقابل، ومن داخل السلطة، يصدح صوت حزب الله مطالبا ببناء دولة قوية عادلة...
القول إن حزب الله لا يملك برنامجا لهذه الدولة فيه بعض التجني...
كما أن القول إن حزب الله يملك برنامجا ملموساً لهذه الدولة القوية العادلة فيه الكثير من المبالغة...
نعم، وعلى مدى أيام واسابيع قبل الانتخابات امطرتنا مواقع التواصل الاجتماعى بما يمكن تسميته خطوط عامة لبناء دولة...
لكن معظم هذه البرامج، ترتبط بمشاريع خدماتية تجيب على أزمات ما بخطوات أو مطالبات موضعية غير مستدامة...
قد يكون سبب هذا أن عمر حزب الله غير الطويل نسبياً، كان مأخوذا بالكامل تقريبا بحرب التحرير...
حتى بعد التحرير، ظل الحزب يحمل على كاهله الدفاع عن الوطن وثرواته بسبب تركيبة هذه السلطة غير المتجانسة والتي تتكون من أطراف يخضع كل طرف فيها إلى دولة ما أو جهة ما...
ممكن القول إن داخل هذه السلطة يوجد أطراف مستعدة لنحر البلد والانتحار إذا ما طلب منها ذلك...
هناك انعدام كامل لبناء ذاتي عند هذه الأطراف...
هل يحتاج حزب الله لرؤية الدكتور نحاس الاقتصادية الاجتماعية...؟
هل يحتاج حزب الله لجهاز تشريعي حازم تحت سلطة أمثال اللواء السيد...؟
قد لا يكون هذا كافياً، لكنه ضروري جدا إذا أراد حزب الله الخروج من العموميات القاتلة التي يغرق فيها جهاز الدراسات عنده، وتبني برامج وطنية لا تبقى حبرا على ورق عند قضاء فاسد...
حليم خاتون