كتب الأستاذ حليم خاتون: الثنائي، حلف غير مقدس بين البندقية التي تحمي، والفاسد الذي يهدم
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: الثنائي، حلف غير مقدس بين البندقية التي تحمي، والفاسد الذي يهدم
حليم خاتون
18 أيار 2022 , 14:50 م

٨٨٪ من المواطنين المقيمين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع في بلدة حناوية الجنوبية...

وبلدة حناويه هي مثل عن كل بلدة جنوبية أو بقاعية...

٨٨٪ ذهبوا وأعطوا صوتهم للمقاومة التي تحمي...

٨٨٪ من الاصوات أجبرها قانون انتخابات سيء بكل المقاييس، أن لا تشطب اسماء الفاسدين حتى لا تلغى ورقة الانتخاب...

٨٨٪ من المواطنين الشرفاء المرتبطين بالأرض المبللة بعرق الاحياء منهم ودماء الشهداء، حوّل قانون الانتخاب السئ هذا، ورقة الانتخاب التي بأيديهم إلى ورقة نعي لإمكانية قيام دولة تبني...

ثم نخرج على الناس حاملين شعار نحمي ونبني...

لم يبق أحد من الناس الطيبين هؤلاء، إلا وجمع كل قوته وذهب ينتخب حتى لا يكون هناك ١٧ أيار جديد، أو داعش أو نصرة...

لكنه ذهب أيضاً لأنه يثق بأن صاحب الوعد الصادق تعهد بالبناء... إلى جانب الدفاع عن الوطن...

هؤلاء يعرفون أن البناء لا يمكن أن يحصل مع استمرار نهج العجز السابق... ولا استمرار نهج التسامح والمساومة مع الفاسدين...

لكن ١٢٪ لم يذهبوا...

معظم هؤلاء الذين لم يذهبوا، اكثر صدقا في الوقوف إلى جانب البندقية التي تحمي البلد من الكثيرين من المتزلفين والانتهازيين والانتفاعيين الذين وقفوا على الأبواب يحاولون اقتناص صوت تفضيلي لأحد لصوص الثنائي ممن جلس في المجلس سنين طويلة وكان كل ما فعله هو تثبيت الزبائنية حتى لا يستطيع ابن الجنوب أو ابن البقاع شرب الماء أو الاستحمام أو حتى تنفس الأوكسيجين إلا عبره هو...

ثم نخرج على الناس نقول "نحمي ونبني"...

ليس لدى ابن الجنوب أو ابن البقاع ذرة شك أن المقاومة هي التي حررت يوم استقالت السلطة عن واجب التحرير، وإن بندقية هذه المقاومة لا تزال مشرعة لمنع عودة الاحتلال، ومنع عودة العربدة الإسرائيلية التي سادت لأكثر من ستة عقود ذاق خلالها الناس كل صنوف القتل والتشريد والاعتقال والأسر والخطف والحرمان...

لكن ابن الجنوب وابن البقاع يعرفان أن هناك بندقية كانت مقاومة قبل أن تستقيل وتنتقل إلى السلطة وتصبح شريكا في كل ما جرى من موبقات منذ أن وطأت القدم السعودية القذرة ارض بيروت التي انتفضت يوما ضد ١٧ أيار، والذي يريد بعض من دخل المجلس اليوم إعادة تعويمه بأشكال أخرى، وصيغ أكثر احتيالا في الالتفاف...

في رسالته القصيرة إلى المقاومة، تحدث الإعلامي رضوان مرتضى عن الصوت التأديبي...

معظم الذين لم يذهبوا إلى الإقتراع، هم أيضاً من أشرف الناس... هم أيضاً أبناء هذه الأرض التي ارتوت بعرقهم ودماء رفاقهم الذين سقطوا مع المقاومة التي سبقت المقاومة الإسلامية ومع هذه المقاومة نفسها...

لم يستطع هؤلاء تحمل رؤية اسماء لا دخل لها، لا بعرق جبين العمال والفلاحين والمقاومين والمجاهدين الشرفاء، ولا حتى بالتحرير الذي سقط من أجله رفاق وأخوة محمد سعد...

لم تكن تلك الاسماء بين من تصدى للإحتلال ولا كانت أمهاتهم وأخواتهم ممن قاوم الدبابة الإسرائيلية بالزيت المغلي...

لا يزال الاخ وسيم بزي كما كان بالأمس غيره مصرين على أن المقاومة حققت أهدافها في هذه الإنتخابات!!!

كيف يمكن لأحد أن يتحدث عن الدولة المدنية، ثم يفتخر بنتيجة ٢٧ طائفيا بينهم فاسدون ولصوص، من اصل ٢٧....

قد يكون الصوت التأديبي الذي تحدث عنه السيد رضوان مرتضى أقل من عشرة في المئة من المقيمين في القرى والبلدات والمدن الجنوبية والبقاعية في هذه الدورة....

لكن إذا لم تقم المقاومة....

إذا لم يقم حزب الله باحترام شعاره نحمي ونبني دون خوف من فتنة قد يقوم بها الفاسدون،

سوف يكون الصوت التأديبي هو الأغلبية حتى قبل حلول موعد الانتخابات القادمة...

ظل الحزب يخاف ويخيف الناس من فتنة الفاسدين في مجلس كانت نسبة الفاسدين فيه ربما تسعين في المئة، ونسبة العملاء لأميركا والسعودية وإسرائيل ربما حوالي ال ٤٠٪...

ماذا سوف يفعل اليوم وقد بقيت نسبة الفاسدين على حالها وزادت نسبة عملاء اميركا والسعودية وإسرائيل وزادت معهم الوقاحة في العمالة واستهداف أمن البلد وأمن الناس عبر التآمر مع الخارج...

في احد الايام، توجه رئيس حركة الشعب الاستاذ نجاح واكيم إلى المقاومة قائلا ما معناه أن الهرب من المواجهة خوفا من الفتنة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التأزم سوف ينتهي بوجوب المواجهة حتماً، لأن المؤامرة لن تتوقف ولن تتراجع...

ها أننا وصلنا إلى هذا اليوم...

لنرى ماذا انتم فاعلون...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري