استوقفني عنوان كتب بالمانشيت العريض على صدر الصفحة الاولى لصحيفة الدستور الاردنية الصادرة لهذا اليوم الخميس 20 ايار , العنوان يقول ( الملك : تصعيد محتمل على حدودنا مع سوريا ) , مثل هذا التصريح للعاهل الاردني يجب ان يحمل على محمل الجد , خصوصا وانه عائد لتوه من لقائه مع الادارة الامريكية في واشنطن , فما الذي سمعه العاهل الاردني هناك , ودفعه لمثل هذا التصريح , واذا ربطنا بين تصريح العاهل الاردني واعادة التموضع الامريكي في شرق وشمال شرق سوريا , يصبح الامر جديا ويجب الوقوف امامه . يبدو ان الادارة الامريكية والتى تعاني من ازماتها الداخلية والخارجية , تعتقد ان انشغال روسيا بالحدث الاوكراني يمثل فرصة سانحة لهذه الادارة لاعادة الانتشار في الشرق الاوسط واعادة اشعال المنطقة في محاولة لتغيير المعادلات لصالح الادارة الامريكية وربيبتها الكيان الصهيوني , فهل سيكون الجنوب السوري نقطة اعادة الاشتعال , ام ان اشعال الجنوب السوري سيكون الخطوة الاولى والممهدة لاشعال الساحة اللبنانية , خصوصا بعد فشل المخطط الامريكي في الساحة اللبنانية والتى كانت هذه الادارة تعول على الانتخابات اللبنانية لانجاحه , فجائت نتيجة الانتخابات النيابية اللبنانية مخيبة للامال الصهيوامريكية . بكل تاكيد محاولة تغيير المعادلات الناشئة في الشرق الاوسط هو محض خيال يذاعب عقول اقطاب الادارة الامريكية , فما عجزوا عن تحقيقه قبل احدى عشر عاما , لن يستطيعوا تحقيقه اليوم , فمحور المقاومة قد تعاظمت قدراته , واستراتيجية محور المقاومة القائمة على ترابط الجبهات , قادرة على افشال كل المخططات المعادية , العالم يتغير , وعجلة التاريخ تدور الى الامام , وولادة العالم الجديد متعدد الاقطاب اصبحت واقعا ملموسا , وزوال الكيان مسالة وقت , وبكل تاكيد رياح الشرق الاوسط لن تجري بما تشتهي السفن الامريكية