هل هو تسارع أحداث أم هي النوايا الطيبة التي تنطلق من حسن ظن قد لا يكون في محله...؟
أم ربما هي مرة أخرى وأخرى محاولة إقناع السفيه بالتوقف عن غيه وعن السفاهة...؟.
أم تراها هي مرة أخرى وأخرى محاولة لاستعادة إبن هذا الوطن الضال من بين براثن التنين الصهيوني الرجعي العربي...؟
أو ربما هي إلقاء الحجة للمرة الاخيرة قبل امتشاق السيف الذي تم التهديد به غداة احداث الطيونة، لكنه بقي في الغمد...؟
أن يطل السيد نصرالله مرتين في اسبوع واحد هو أمر نادر الحدوث إلا في ليالي عاشوراء أو المناسبات الرمضانية أحياناً...
استضاف أمس الإعلامي عماد مرمل مجموعة من الشباب والصبايا إلى جانب الاستاذ علي حجازي الأمين القطري لحزب البعث الاشتراكي العربي والسيد سيزار ابي خليل عن التيار العوني...
الكل يحاول قراءة الانتخابات وتحليل النتائج...
كالعادة يتقاتل الإخوة الأعداء من أمل وتيار... يتدخل الاستاذ عماد للتهدئة وإعادة تصويب الأمور قبل أن تقوم أحدى الصبايا بالتعبير عن القرف من الفريقين معا، ومن "الخلافات الداخلية" في "الصف الواحد" لأن الاخ الكبير تعب و"زهق"...
المهندس هو ربما الوحيد الذي قال كلاما قاسيا ومحقا تجاه حزب الله دون أن يسمي الحزب بالاسم...
قال ما معناه...
نحن أخطأنا حين انسحبنا من الساحات وتركنا الناس بين أيدي السفارات وبين أيدي أناس غير مكتملي الوعي السياسي والوعي الوطني...
في المسائل الوطنية الكبرى، لا يوجد خصومات في الأهداف بل عداوة...
الخصومة تكون حين يكون الهدف واحد متفق عليه ولكن هناك بعض الخلاف في كيفية الوصول الى هذا الهدف...
أما حين يكون هناك خلاف على الهدف، تنقلب الخصومة إلى العداء تلقائيا واي كلام آخر هو تشويه للصورة التي تظهر امام الناس...
في فلسطين، كل يوم تثبت السلطة الفلسطينية أنها أسوأ ألف مرة من العدو الصهيوني...
العدو الصهيوني معروف لعامة الناس والصورة واضحة أنه العدو الذي سرق الأرض وانتهك العرض ويعمل كل يوم على مشروع الاقتلاع والإبادة...
أما السلطة فهي تتلطى بالهوية الفلسطينية لكي تلعب دور الذراع الأمني لهذا العدو...هي تلاحق وتعتقل وتقتل المقاومين...
في فلسطين، لا تزال بعض قوى المقاومة تنظر إلى هذه السلطة العميلة كخصم...
هل هذا ممكن...؟
السلطة التي تخدم العدو لا يمكن أن تصنف إلا كعدو واي شيء آخر هو تضييع للبوصلة وإرباك للجماهير... واهم شيء... هذا إعاقة وتأخير ليوم التحرير...
الوضع في لبنان لا يختلف كثيرا عن الوضع في فلسطين...
الفرق فقط هو أن فلسطين صارت داخل فم التنين الذي يقوم بمضغها بينما لبنان هو الوجبة التالية لهذا التنين...
الذي يعتبر سمير جعجع أو امثاله خصوماً هو واهم...
الذي يعتبر أشرف ريفي أو أمثاله خصوماً، هو أيضاً واهم...
الذي يفاوض إبن سلمان من أجل الوحدة الإسلامية، هو أيضاً وأيضاً واهم...
نحن لسنا في وضع صلح الحديبية، ولا في وضع الهدنة مع التنين...
نحن الوجبة التالية لأسنان هذا التنين وابن سلمان وسمير جعجع وأشرف ريفي هم كهنة معبد النار الذي يدفع بالأضاحي إلى فم التنين...
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، تقول الأحاديث...
تجربة المؤمنين مع بني سعود منذ مئات السنين؛ منذ الدولة السعودية الأولى والغزوات على القبائل وسبي النساء والأطفال وذبح الرجال...
الصورة هناك جلية...
هؤلاء هم بلاء العرب وبلاء المسلمين...
كذلك الأمر مع سمير جعجع...
من لا يعرف سمير جعجع...؟
من لم يسمع عن جزين وشرق صيدا...؟
من لم يسمع عن الجبل والمجازر تحت حماية الدبابات الإسرائيلية...؟
من لم يسمع عن صبرا وشاتيلا...؟
من لم يسمع عن الشمال ومجزرة إهدن...؟
عن بيروت الشرقية والاكوامارينا...؟
عن كنيسة النجاة أو رشيد كرامي...؟
بالله عليكم عمن وعن ماذا يتحدث الجميع...؟
نعم أنا ابن الحرب الأهلية...
أنا من اصطحبني بيير عنيد والياس المعوشي لتهريبي من فاشية جورج ملعب وحسان عياش وقرطة حراس الارز الذين ضربوا اخي قائلين له:
اسمك علي... ومن الشياح كمان!!
يومها لم أكن ماركسيا، بل كنت ليبيراليا مغفلا لا أرى كما حال الكثيرين هذه الأيام...
أمثال سمير جعجع هم من دفعني إلى ندوات الشيوعيين والناصريين والقوميين كي افهم لماذا يكرهني هذا الغبي وأمثاله..
سمير جعجع الذي كان يذبح في الحرب كل من هو غير مسيحي...
سمير جعجع الذي طلب من كريم بقرادوني والقيادات غير المارونية الخروج من الاجتماع لأنه أراد بحث مسألة وجوب سيطرة الموارنة على المسيحيين، وسيطرته هو على الموارنة...
سمير جعجع الذي لم ينسى الخلاف المسيحي المسيحي وقام بتصفية كل من وقف في وجهه، أو كل من رأى فيه تهديدا أو حتى مجرد ند لزعامته...
سمير جعجع الذي كان يسخر من جنود قوات الردع العربية البدو الذين لا يفهمون شيئا، ولا ينتمون إلى الحضارة الغربية التي يتغنى هو رفاقه بها...
سمير هذا يتحالف مع أشرف ريفي، كما تحالف من وراء الستار مع داعش...
وكل من هذه الأطراف يقول في نفسه "ليس حبا لمعاوية، بل كرها لعلي...
كثر الحديث وتشعب عند عماد مرمل...
الكل يطالب كما السيد نصرالله أن ينسى سمير "الخصومة!!" ويعمل الجميع من أجل بناء الوطن...
حكومة وحدة وطنية هو مطلب الجميع!!!!!!!
حتى حكومة من التماسيح وحدهم فقط غير ممكنة، فكيف يمكن جمع التماسيح والحيوانات الأليفة في حكومة واحدة... والله ربك اعلم...
لو كانت دعوة ابليس للتوبة تنفع لنفعت تلك الدعوات لسمير جعجع أو أشرف ريفي أو أي كان ممن يتلطى في مجتمع مدني، اشرف على تمويل بعض من وصل منه، مصرفيون ورجال استخبارات...
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لم تر روسيا الزحف الأطلسي الذي ابتلع شرق أوروبا البلد تلو الآخر، حتى نجح جورج سوروس الاب الروحي لثورة أوكرانيا الملونة في الاطاحة بالحكومة الشرعية هناك...
لم تمض بضعة سنين حتى تم البدء بتزوير التاريخ وبدأ التطهير العرقي لكل ما هو ومن هو من أصول روسية...
على طريقة محاكم التفتيش في اسبانيا وأوروبا في القرون الوسطى، بدأت حملة اتهام الناس وتصفيتهم على الشبهة...
في أوديسا جرى حرق أكثر من مئة أوكراني من أصول روسية في الشوارع بتهمة العمالة لروسيا...
اكتفى يلتسين يومها باحتساء الخمر بينما صبر بوتين وحاول معالجة الأمور بالتي هي أحسن..
ماذا كانت النتيجة...
ليس المهم ان تريد انت الهروب من الحرب...
المهم أن لا يلاحقك عدوك إلى عقر الدار...
هذا ما يحصل اليوم في أوكرانيا...
في الربيع العربي الذي أتى إلى منطقتنا، والذي رأينا عرابه المباشر برنار ليفي، بينما كان جورج سوروس يعمل من خلف الستار، تمت صناعة الكثيرين من المجتمع المدني...
كيف كان رد حزب الله...؟
كيف كانت ردة فعل المنار...؟
ترك حزب الله الساحة لجماعة السفارات وانزوى في البيت هربا من الفتنة...
فرح سمير جعجع بهذه الخطوة الساذجة...
كذلك فرح جورج سوروس...
كان بإمكان حزب الله استمالة معظم المجتمع المدني... لكنه أبى...
فضل البعد عن الجماهير والحديث فقط مع حلفائه وخصومه من الطبقة الحاكمة الفاسدة...
جاءت الجماهير إلى حضن الحزب تتوسل القيادة الرشيدة النظيفة..
ماذا فعل حزب الله...؟
نبذهم، تركهم في الساحات فرائساََ للسفارات ولبرنار ليفي وجورج سوروس وUS Aid وغيرها...
شيئا فشيئا تم إلباس حزب الله والمقاومة كل بدلات حركة أمل والتيار الملوثة بالصفقات... كل هذا وحزب الله على موقفه العنيد في ترك الساحة الجماهيرية لهؤلاء والبقاء في السلطة دون ممارسة أية سلطة وترك كل امور هذه السلطة في أيدي حركة أمل والتيار وجنبلاط وحزب المصارف والأميركيين والغرب...
تبعت المنار حزب الله في سياسة غريبة عجيبة...
"رجل في البور، ورجل في الفلاحة"...
انتقاد الفساد ومهاجمة بعض الفساد والدفاع عن بعضه الآخر في أسوأ ازدواجية ممكن رؤيتها على الإطلاق...
حتى انتهت الغلبة في عقول الناس إلى تحسين خياط وبيار الضاهر وبيت المر... وكل عبدة الدولار النفطي
النقطة الأهم التي غابت عن أمسية عماد مرمل هي التالية:
مشكلة لبنان هي أن القوة الأساسية فيه... القوة الوحيدة المؤهلة لممارسة السلطة تصادر القوة الجماهيرية وتحبسها في البيوت، ثم تولول حين يصل إلى البرلمان جماعة نادي الليونز من الماسونيين...
تولول من جهة، وتريد مشاركة هؤلاء في حكومة وحدة وطنية!!!...
تخرج على الناس تلعن الشيطان وتريد منه المشاركة في الحكم وتحمل المسؤوليات...
هل يوجد سذاجة اكبر...؟
هل يوجد غشاوة على العيون أكثر كثافة.. ؟
لم يعد ينقصنا هذه الأيام سوى أن يخرج علينا رجال دين قريبا ويلومون عليا لأنه لم يسع لحكومة وحدة وطنية مع معاوية...
حقنا لدماء المؤمنين...
من يعرف...؟
التاريخ يحدثنا عن جماعة في جيش علي كانوا في مطالبهم إلى الامام لا يختلفون عن بعض ما يقوم به حزب الله حين يتعلق الأمر بشؤون الحكم والتعامل مع أمثال معاوية وابن العاص...
عشتم وعاش لبنان سيدا حرا مستقلاً مع هكذا شرفاء في طرف، وهكذا انذال في كل النواحي والأطراف...
وكل حراك، وكل انتخابات، وانتم بخير...