مسكين وجاهل من يعتبر ان الامور ذاهبة الى الحل ، وان الاميركي سيتراجع عن مشروعه بمجرد انه جاء بعشرة او خمسة عشر نائبا مما يسمى " مجتمع مدني".
على العكس تماما ، سيعتبر الاميركي انه نجح نسبيا في اسقاط الأكثرية من محور المقاومة ، ما يؤهله للإندفاع الى الأمام نحو مشروعه الأصلي ، ترسيم الحدود لصالح حليفه الصهيوني اولا ، ووصولا الى التطبيع العلني او المخفي ثانيا ، ونزع سلاح المقاومة او اقله شل فعاليته لمنعه من المواجهة التي يعد لها في سوريا ثالثا .
الأميركي يريد ان يعوض عن خسائره في اوكرانيا ، فيواجه الروسي في سوريا لإضعافه وارباكه ، واسرائيل تعيش حالة جنون من تسلم الإيرانيين للمواقع التي كانت بيد روسيا في الجنوب السوري ، لذا هي تحضر مجموعات مدربة ومسلحة تسليحا جيدا على نمط الأسلحة المتطورة التي ارسلت الى اوكرانيا ، ليتم تفجير الوضع في الجنوب السوري ، بتفاهم اميركي اسرائيلي سعودي اماراتي وقبة باط من الملك الأردني الذي ازعجه الحضور الإيراني في الجنوب السوري وعلى حدود الاردن بديلا للقوات الروسية المنسحبة، وبذريعة منع ايران من التمدد في الجنوب السوري على حدود الكيان الصهيوني وعلى الحدود الاردنية ، يقتضي هذا المشروع تفجير الوضع في لبنان ، لإشغال حزب الله في صراع داخلي وصولا الى توريطه بحرب اهلية ، بهدف منعه من التوجه للجنوب السوري والحيلولة دون ذلك.
الخطة تقتضي كما وصلتني من مراكز عالمية هامة ، تفجير الوضع في سوريا لمنع الإيراني من التمدد في الجنوب السوري من جهة ، والإنتقام من روسيا من جهة أخرى ، وهذا يقتضي اشغال حزب الله لمنعه من ان يكون شريكا في معركة جنوب سوريا، هذا في الجنوب السوري ، اما في الشمال وبالتنسيق الكامل مع من ذكرت اعلاه يقوم اردوغان الطامح بأراض سورية بإغتنام الفرصة للقيام بعمل عسكري في الشمال، مستفيدا من الإنشغال الروسي في اوكرانيا من جهة ،وللقفز فوق اتفاقات سوتشي واستانة التي تقيده من جهة ثانية ، وتحقيق مكاسب جغرافية في وقت الفراغ الذي يريد استثماره لتغذية مطامعه ، بذلك توضع سوريا بين فكي كماشة من الشمال والجنوب على طريقة ( الاكورديون ) . وهذا يقتضي اولا تفجير الوضع في لبنان، وتوريط حزب الله بحرب اهليه للحيلولة دون ذهابه الى سوريا والإشتباك مع المجموعات التي يجري تحضرها .
الطريق الى جهنم مبلط بالنوايا الحسنة ، فمن يعتقد ان مجلس النواب هذا وقد ولد مشلولا سيكون بإمكانه تقديم مخارج للازمة التي نتخبط بها فهو واهم ، ولماذا تعطي الولايات المتحدة واسرائيل هذه الفرصة طالما هي لم تحقق اهدافها بعد وهي التي افتعلت هذه الازمة لتحقيق اهداف تحقق جزء منها ولم يتحقق الرئيسي منها حتى الآن وهو ترسيم الحدود البحرية بما يخدم اسرائيل ، والتطبيع العلني او الخفي ، والاهم من ذلك كله سلاح المقاومة .
اقول لهؤلاء الحالمين بحلول ، سواء عن حسن نية ، او جراء نظرة تبسيطية للامور ، انتظروا النيران امام منازلكم .


