عبد الحميد كناكري خوجة: ياشعب سورية العظيم, العتاد والعدة لإستئصال الغدة.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: ياشعب سورية العظيم, العتاد والعدة لإستئصال الغدة.


”وحدة المعنى قبل وحدة الميدان...حين تصحح البوصلة ويتقدم الوعي على الصحيح".

ليس ندائي اليوم ترف خطاب، ولا البلاغة زينة مقال؛ إنما هي ضرورة كشف وغربلة. فالأوطان لا تحرر بالإنفعال، بل بتوحيد المعنى قبل توحيد الصف، وإعادة ضبط البوصلة قبل شد الزناد. سورية بعمقها التاريخي و جينالوجيا أبجديتها الأولى، لا تحتمل رفاه التنازع، ولا تطيق ترف الإنقسام؛ لأن الانقسام غدة، والغدة إن تركت تنمو أكلت الجسد. وهذا ماينطبق على الورم والغدة السرطانية المحتلة لفلسطين ولجنوبكم السوري. ياسوريين، إن الوحدة ليست شعارا يرفع، بل ممارسة تعاش: وحدة السردية، وحدة الهدف، وحدة الإدراك. حين نختلف في الطريق ونجمع على الغاية، نبلغ؛ وحين نختلف في الغاية، نضل الطريق. والغاية واضحة كالشمس: تحرير الجنوب، وجبل الشيخ، وكل شبر دنسه عدو الإنسانية. لا شمال يغني عن جنوب، ولا سياسة تغني عن كرامة، ولا اختلاف يعلو على حق مغتصب.

الفلسفة هنا ليست ترفا نخبويا، بل أداة تصحيح: فالتاريخ يعلمنا أن الاحتلال يراهن على تشظي الوعي قبل تشظي الجغرافيا.

سيميولوجيا الخطاب المفتت تنتج واقعا مفتتا، بينما خطاب الوحدة ينتج قوة مركبة. إن العتاد الحقيقي يبدا من العقل: وعي يدرك العدو بلا تهويل ولا تهوين، ويقرأ اللحظة بلاغا بلا عاطفة عمياء ولا برود مخادع. الكاريزما الوطنية ليست صراخا، بل ثقة هادئة؛ ليست إقصاء، بل احتواء؛ ليست ثأرا بل عدالة تاريخية. ومن الأدب أن نختلف بلا تخوين، ومن القوة أن نتفق بلا استعلاء. هكذا تستأصل الغدة: غربلة خطاب، تهذيب إختلاف، وتوجيه طاقة واحدة نحو هدف واحد. ياأبناء سورية شدوا الصف، أرضكم تغتصب والأرض كالعرض وكرامتكم تداس، صححوا البوصلة. واجعلوا الجنوب عنوانا جامعا لا ورقة مساومة. فحين تتوحد الإرادة، يصبح التحرير مسألة وقت؛ وحين يتقدم الوعي، يتراجع المحتل. هذه لحظة العدة...فكونوا على قدرها.

مفكر كاتب حر، لا أنتمي لأية جهة، إعلامي سابق في الغربة.