كتب الأستاذ حليم خاتون: مجلس وحكومة كلاسيكو، ومعارضة الكاوبوي..
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: مجلس وحكومة كلاسيكو، ومعارضة الكاوبوي..
حليم خاتون
3 حزيران 2022 , 14:12 م


رغم صياح القوات، "طلع الديك مخصي"...

صوت مي شدياق وشارل جبور وطوني ابي نجم وغيرهم من الموتورين داخل معسكر القوات، يستطيع إشعال حرب، لكنه بالتأكيد سوف يخسرها حتى قبل أن تبدأ...

قيادة القوات الحالية، لم تتعلم لا من حرب الجبل، ولا من حرب التقسيم والفيديرالية...

لبنان محكوم بالجغرافيا،التاريخ، الديموغرافيا والاهم، محموم من حتمية زوال اسرائيل، وربما زوال غيرها، رغم كل التطبيع وكل الخيانات...

فلسطين عصية على كل العالم...

الكتائب، تحاول التميز دون جدوى عن القوات التي ورثت الفاشية المسيحية وتركت الحزب الأم يعاني من آثار العمر الرذيل...

في النهاية هو نفس مشروع الانتحار الجماعي الذي يهدد الوجود المسيحي في لبنان...

جنبلاط هو جنبلاط... وريث الأمير فخر الدين الذي وقف على التل يراقب معركة مرج دابق بين العثمانيين والمماليك، قبل أن يدخل إلى جانب المنتصر لقطف ثمن نصر لم يعمل له على الإطلاق...

جنبلاط لا ينتحر... هو مستعد لتغيير المواقف وفقا لاتجاه الرياح...

مقابل هذا الجزء من منظومة السلطة التي حكمت لبنان منذ نظام ال ١٩٤٣، مرورا بنظام الطائف ووصولا إلى يومنا هذا الذي انتهى إلى الانهيار الكبير، حافظ الجزء الآخر من المنظومة على ما يقارب نصف المجلس أو أقل بقليل...

مع الكثير من الضرب على الطبول، والنفخ في الأبواق، دخل إلى مجلس العجز واحد زائد واحد زائد واحد...وهلم جرا حتى نصل إلى خلط عجيب غريب من الأفراد الذين يصدق عليهم وصف زياد الرحباني بأن واحد زائد واحد في لبنان، هو دائما واحد زائد واحد، ولا يمكن ان يساوي إثنين...

اللبناني عصي على الجمع...

هذه هي حالنا مع من يسمون أنفسهم جماعة التغيير... مجموعة هي أقرب الى خلطة الحابل بالنابل... مجموعة "طز" و"مرحبا" في الوقت عينه...

بينهم الأسير السابق في سجون الخيام... Chapeau...

لكن بينهم متخلفة عقلياً تمنت لو يزول الشعب السوري عن بكرة أبيه...

متخلفة انتبهت إلى تخلفها... اعتذرت على هذا التخلف...

لكن دون أن تندم على حد قولها...

كيف يمكن فهم الاعتذار دون الندم...؟

هذه خلطة تبولة لبنانية أو فلافل جديدة...

كذلك ترقد بين هؤلاء، "النائبة بكل المعايير والمعاني" پولا يعقوبيان التي تريد إنقاذ البلد بعد أن وصلت بأموال المودعين المنهوبة من قبل أصحاب المصارف الداعمين لها ولمن يماثلها من "قيادات حراك ١٧ تشرين"...

هذه القيادات التي يعود الفضل في بروزها في الساحات إلى عبقرية قرار إفراغ هذه الساحات من المناضلين الفعليين بعد تحليل قيادة حزب الله أن أفضل طرق مواجهة جورج سوروس وبرنار ليفي تكون بالحجر على الناس في البيوت...

تماما كما يعود الفضل لنفس هذا الحزب في تمرير قانون انتخاب عبقري يسمح لبعضهم بالوصول إلى الندوة البرلمانية مع حفنة من الأصوات لا تزيد عن بضعة عشرات، بينما لا ينجح مرشح آخر رغم حيازته على عدة آلاف من الأصوات الأخرى...

كادت جوليا تخرج بأغنية "انتصر لبنان"... لكن هذه المرة لأن الياس ابي صعب صار نائبا لرئيس المجلس الصامد صمود الارز في القمم...

الدكتور أسامة والدكتور عبد الرحمن يرفضان المنظومة...

هذا موقف جيد...

لكن رفض المنظومة يجب أن لا يقود إلى السير مع رعاة البقر من "التغييريين" الذين بالكاد يستطيعون تغيير ملابسهم المفصلة من جهات متعددة مختلفة لم تجد حتى اليوم لغة واحدة لإنقاذ البلد من حيتان المال...

حيتان المال الذين اوصلوا الكثيرين من هؤلاء التغييريين إلى مجلس العجز...

كاد الكاتب في جريدة النهار رضوان عقيل يقسم أن بين "أقطاب التغيير" هؤلاء من قبض من أجل التصويت لسركيس سكاف...

لم يشر الاستاذ رضوان إلى البخاري... لكن الشمس طالعة والناس "قاشعة"...

وتغيير رح نشوف يا بعد عيني...

من سوف يكون في لجنة المال والموازنة...؟

من سوف يقف في هذه اللجنة ضد ممثل المصارف ابراهيم كنعان أو الباقين من أهل المنظومة الذين سوف يحرص نواب المنظومة بما في ذلك نواب حزب الله على وصولهم وتحكمهم بهذه اللجنة...

من سوف يقول للدكتور علي فياض أن اللون الرمادي في هذه اللجنة "مش لابق"...

يقال إن النائب "التغييري" ياسين يريد الوصول إلى لجنة البيئة أو حتى الوزارة دون أن يشرح لنا ماذا يريد أن يفعل هناك وما هو البرنامج البيئي العظيم الذي يحمله...

بل هل يستطيع أي كان من هؤلاء الوصول إلى أي لجنة أو أي موقع دون التحدث مع طرف أو أكثر من المنظومة...؟

من يربط نفسه داخل مخلوطة التغيير مع اسماء فاشية أو عميلة أو متخلفة لا يستحق اكثر من حذاء مهري يضرب به بعد كل جلسة...

في هذه الاثناء، يفتخر بعض جوقة الإعلاميين التابعين لمحور المقاومة أن حزب الله يمسك بالكثير من خيوط الانتخابات والتعيينات داخل المجلس أو في مشاورات تشكيل الحكومة القادمة بإذن الله... حكومة لن تختلف عن كل القرف الذي ساد طيلة العقود السابقة...

مبروك لشعب لبنان من كل الفئات... لقد نجح الكل ولم ينجح احد...

نحن أمام حلقة جديدة، وسهرة مميزة مع الاخ ابو ملحم طبعة جديدة منقحة في مسلسل لن ينتهي طالما أن أحدا لا يريد اتخاذ القرارات الصحيحة ولو مرة واحدة...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري