أراد جماعة التغيير التميز، فمشوا إلى المجلس مشياََ على الأقدام...
كان هذا استعراضا هوليووديا بامتياز...
لو كان هؤلاء من عامة الشعب، لو كان هؤلاء يملكون ولو شيئا مما يسمى في علم السياسة برنامج... لو أعلن هؤلاء أنهم يحافظون على البيئة مثلاً، أو أنهم يحتجون على غلاء البنزين ويرفضون استعمال السيارات، لو... لو... الف لو...
لكن لو مات لولو، لولولولو...
خطوة استعراضية لم يكن ينقصها سوى دجانغو قناة الجديد، رياض قبيسي يتقدم الحشد واضعا يدا على مسدس، والأخرى تحمل سيجاراََ...
ينفث الدخان حيناََ، أو يبصق بعضاً مما مضغ من التبغ...
إنه عالم مالبورو الساحر، يقوم به بعض Gitanes الثورات، مع الاعتذار من النوَر لأن التشبيه فيه عنصرية مرفوضة وإن فرض الواقع هذا الأمر...
قد ترفض "النائبة" پولا، تقمص شخصية دجانغو...
هي لا تشبه رياض قبيسي...
هي لا تشبهه في الشكل فعلاً، لكن المضمون واحد...
نظرياً، في الشكل، دجانغو متمرد على النظام...
أما پولا، فهي البنت المدلل للنظام...
پولا يعقوبيان زوجة مصرف، ربيبة مصرف، وقد خاضت الانتخابات بتمويل أكثر من مصرف...
پولا تريد قيادة الثورة...
ثورة على ماذا؟
ثورة على من؟
حتى "المنظًر الكلمنحي" رؤوف في مسرحية زياد الرحباني، هو أكثر قربا من إمكانية الثورة من أكثر هؤلاء التغييريين "ثورجية"...
جاء هؤلاء يحملون صفة التغيير...
هم بالكاد يملكون موهبة تغيير البنطلون وفقا لزياد الرحباني، أو تغيير "فرق شعر الرأس" من جهة إلى جهة أخرى وفقا لغوار الطوشي...
إذا انطلقنا من نظرية "أيديولوجية التعتير" كأساس للثورة والتغيير، لما مشى الحال..
معظم جماعة التغيير هؤلاء ابعد سنوات ضوئية عن التعتير الاقتصادي أو المالي...
بعضهم معتر "بعقلاتو"، "ما اختلفنا"...
لكن أحدا منهم لم يعاني كما يعاني على الأقل ٨٥٪ من الشعب اللبناني المظلوم، والمنكوب باحزاب ومنظمات تنتمي إلى العصر الحجري...
أساساً، لو أردنا صدق القول، فإن هؤلاء، على الأقل معظمهم، حتى لا نقع في المطلق؛ معظمهم اولاد المنظومة واولاد النظام، وبعضهم اولاد حتى جورج سوروس نفسه، ومنظمات مجتمع الفوضى المنظمة...
"تمخض الجبل، فولد فأرا"...
بعد كل الذي حدث في لبنان، وبعد أن تلقى هذا البلد من الضربات ما مزق أعضاءه وفتح الصدر وبان القلب وهو يخفق على غير هدى، جرت الانتخابات، فحصل لبنان هذا على حبة اسبرين وبضعة لصقات plaster لا تغطي ولو جزءًا بسيطا من الجروح العميقة...
انقسم شعب لبنان الى ثلاثة أقسام:
حوالي ٦٠٪ فقدوا الأمل من إمكانية بناء دولة قوية عادلة، كما فقدوا الحافز لمجرد محاولة بناء وطن للمواطن...
٦٠٪ من شعب لبنان يئس من النظام ومن المنظومة ومن أدعياء الثورة...
٤٠ ٪ انقسموا إلى أربعة أو خمسة مجموعات...
ما يقارب النصف عادوا إلى أهل النظام والمنظومة...
حوالي الثلث ذهبوا إلى من تمرد شكلا على النظام وهو ألعن من هذا النظام ألف ألف مرة...
بينما توزع الباقي إما جوكر، أو مهرج أو متفلسف أو في احسن الاحوال ولد ضائع يحمل سطل ماء و"قحاطة" يريد تنظيف زجاج سيارة اسمها لبنان، رغم أن كل زجاج هذه السيارة مكسور، وكل الأبواب مخلوعة والسيارة نفسها مش رح تمشي حتى لو جلبوا لها طاقم ميكانيكي من أهم مصانع السيارات في ألمانيا وليس مجرد ورشة تصليح في ميس الريم...
جاء الطائف، وحاول تجديد سيارة "فورد" ابو دعسة موديل ١٩٤٣، مشت السيارة شوية، ووقفت...
جاءت الدوحة وغيرت لها الزيت...
سيارة موديل ٤٣ طائفية على احتيال على تفنيص، "عايفة سماها"
حتى لو تم تبديل كل قطعها، لن تمشي...
إصلاحها أكثر كلفة من الجديد...
صار القصة بدها علمانية وقانون انتخاب واحد لشعب واحد في لبنان دائرة واحدة، لا فضل فيه لمواطن على مواطن آخر، إلا بالمواطنة والدفاع عن هذا الوطن...
كما قال الرئيس كينيدي لشعبه يوما:
لا تسأل ماذا قدم لك هذا الوطن، بل إسأل ماذا قدمت أنت لهذا الوطن...