في يوم السبت الموافق ١١/٦/٢٠٢٢ تم عقد المؤتمر الخامس لاتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في اوروبا بناءا على الدعوة الموجهة من الامانة العامة للاتحاد.

وقد عقد المؤتمر في مدينة برلين، تحت شعار

(معا نرفع الوعي وننشر الثقافة الفلسطينية في اوروبا)

هذا الشعار الذي يجسد احد اهم العناوين الرئيسه التي يسعى الاتحاد من اجل تثبيتها وتحقيق تقدم مستمر فيها بشكل دائم.

وقد شارك في المؤتمر حشد واسع من المؤسسات والاتحادات الفلسطينية المنتشرة في دول اوروبا والمنضوية تحت مظلة الاتحاد، الي جانب مشاركة عدد كبير من الشخصيات والكفاءات الوطنية الفلسطينية المتواجدة في اوروبا والعاملة ضمن الاتحاد.

بعد تثبيت عضوية المؤتمر والتاكد من النصاب، تم انتخاب هيئة الرئاسة واقرار جدول الاعمال.

بعد ذلك توقف المشاركون في المؤتمر امام التقارير المقدمة من قبل الامانة العامة وهي

١_ التقرير العام عن الفترة السابقة الممتدة منذ المؤتمر الرابع حتي الخامس

٢_النظام الأساسي للاتحاد

٣_ مشروع برنامج عمل الفترة القادمة

اضافه الى مناقشة واقرار عدد من الاقتراحات والتوصيات التي تشكل إسهاما ودعما لعمل الاتحاد وتطويره.

وقد جرت مناقشات واسعة، عميقة وهامة ومسؤولة تميزت بالوضوح الكامل والجدية والصراحة، ومن موقع المسؤولية الجماعية والحرص على المصلحة الوطنية وخدمة القضية الفلسطينية، وحددت سلبيات وايجابيات المرحلة السابقة، وانطلقت منها لرسم معالم وبرنامج السنوات القادمة.

كما توقفت بشكل جاد امام الأسباب التي اعاقت عمل الاتحاد في الفترة الماضية واهمها موضوع ال كورونا، واستقالة ومغادرة عدد من اعضاء الأمانة العامة السابقة للعمل وبعد فترة قصيرة من انجاز المؤتمر، واكدت ان الكورونا سببا موضوعيا ادى إلى التاثير السلبي الكبير على كل القضايا وفي مختلف انحاء العالم ومنها عمل الإتحاد.

اما العامل الثاني وهو التقلص الكبير في عد اعضاء الأمانة العامة، تمت مناقشته بمسؤولية عالية واستخلصت منه الدروس حتي لاتتكرر التجربة لاحقا.

وقد تم اتخاذ مجموعة من القرارات الهامة التي ستشكل قوة دفع كبيرة نحو تحقيق اهداف الإتحاد وطموحاته في الفترة القادمة، اذا ما وجدت المتابعة الجدية والمتواصلة من قبل الامانة العامة، واذا تمت مشاركه من الجميع في تحمل المسؤولية والقيام بالواجبات، وهذا يحتاج إلى عمل جماعي منظم وبرنامج واقعي وقيادة فاعلة مع التاكيد على توفير الإمكانيات والتي بدونها يصعب العمل وقد يستحيل أحياناً.

كما تمت مناقشة النظام الأساسي بشكل معمق وطرحت العديد من الاراء والتعديلات من اجل تطويره بما يستجيب للوضع القائم، والواقع الذي نعيش فيه.

بعد ذلك وفي البند الأخير من جدول الاعمال (الانتخابات)، تم تقديم قائمة من تسعة مرشحين يتوزعون على مناطق مختلفة في اوروبا وتتضمن عددا كبيرا من ألمانيا كونها تشكل مركز الثقل الرئيس للجالية، وفي ظل عدم ترشيح اسماء منافسة تم نجاح القائمة بالتزكية وبموافقة المؤتمر.

لقد حصلت بعض المنغصات الصغيرة في المؤتمر، لكنها لم تكن اساسية ولم تؤثر على العرس الديمقراطي الكبير الذي ساد اعمال المؤتمر وجعله يحقق النتائج الإيجابية.

وبكل صدق وشفافية اقول ان المؤتمر نجح بشكل كبير، واقترب من تحقيق اهدافه بنسبة عالية وقدم نموذجا جيدا في مستوى الحوار والمناقشات وفي الأجواء الديمقراطية التي تعبر عن وعي المشاركين ودور كل منهم.

وفي الختام صدر بيان ختامي عن اعمال المؤتمر تم التأكيد فيه على اهمية تفعيل دور الاتحاد وتنشيط مؤسساته و أعضائه .

الى جانب التاكيد على دور الإتحاد في ان يكون قوة دفع حقيقية وفاعلة في اطار توحيد جهد وعمل كافة الاتحادات والجاليات والاعضاء وابناء الجالية وما يتفرع عنها من اجل تفعيل وتنشيط دورها وتوحيد جهودها وعملها المشترك.

هذا وقد اعلن الاتحاد تضامنه الكامل مع الدكتور عصام حجاوي وأدان احتجازه اولا ومنعه من العمل ثانيا من قبل المحكمة في ايرلندا.

توجه المؤتمر بتحية الاعتزاز والتقدير والفخر بجماهير شعبنا في كافة الأراضي المحتلة (القدس ،الصفة الغربية ،غزة ،ال ٤٨ وفي كافة مناطق الشتات)

كما توجه بالتحية لارواح الشهداء وذويهم الصابرين الصامدين والجرحى واسرهم .

ولكافة المعتقلين في سجون العدو مؤكدا مواصلة العمل في اوروبا ومع كافة القوى الصديقة والمنظمات البرلمانية والحقوقية من اجل التضامن معهم واطلاق سراحهم.وتناول البيان الختامي ايضا الظروف الصعبة التي تعيشها قضيتنا وازدياد حجم التآمر عليها من اجل تصفيتها، واكد على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، قيام الدولة المستقلة ذات السيادة وحق تقرير المصير وعودة اللاجئين معتبرا ان الطريق الى ذلك هو طريق المقاومة بأشكالها المختلفة.

كما اكد البيان على إدانته للانقسام في الساحة الفلسطينة، وعلى وجوب إنهائه فورا وتكريس الوحدة الوطنية الحقيقية المستندة لبرنامج الثوابت الوطنية، واكد ايضا على إدانته الكاملة لعملية التطبيع الرسمي العربي وكل مارافقها من ممارسات تعبر عن الاستسلام لارادة العدو ولصفقة القرن.

كما ادان السياسة الامريكية الغربية التي تعتمد ازدواجية المعايير وتقف ضد حقوق شعبنا في تحرير وطنه وتحقيق اهدافه

وفي الختام

نستطيع القول ان المؤتمر شكل محطة هامة على طريق تطوير ومأسسة عمل الاتحاد وإنجاز برامجه وتحقيق اهدافه

وفي هذه المناسبة، وقبل اختتام هذا المقال، اتقدم بالتهنئة لأعضاء الامانة العامة الجديدة متمنيا لهم التوفيق والنجاح في مهمتهم الجديدة.

وارجو من كافة الإخوة الاعضاء المشاركين في الاتحاد، والذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في المؤتمر، وكافة الاخوة أعضاء المؤتمر الذين ليسوا في الأمانة العامة أو اللجان، ان يكونوا سندا وعونا دائما للأمانة العامة، كون العمل الجماعي هو الأساس والأمانة العامة تحتاج إلى مشاركة وجهد الجميع

والشكر موصول لكافة الأعضاء الذين عملوا في الفترة السابقة وساهموا في الانجازات التي حصلت

تحية لفلسطين

تحية لأبناء فلسطين حيثما كانوا

تحية لاتحاد الجاليات وأعضائه ومنتسبيه

وليكن شعارنا في المرحلة القادمة

العمل والعمل... ثم العمل

وكل واحد منا يستطيع ان يقدم للقضية والوطن ويكون فاعلا حسب طاقاته وإمكانياته وعلينا ان نغادر دائرة ماذا استطيع ان اقدم

نعم نستطيع بالبرمجة والجهد والعمل الجماعي

طارق ناصر ابوبسام

براغ 13/6/2022

بعض الصور للحضور في المؤتمر,