الناشط السياسي عمر الساعدي - العراق
بعد سلسلة الاخفاقات التي مني بها التحالف الثلاثي والمشكل بقيادة التيار الصدري والحزب الديموقراطي الكردستاني وتحالف السيادة عقب الانتخابات الاخيرة في تشكيل الحكومة العراقية رغم الدعم الدولي والاقليمي المتمثل بالولايات المتحدة وابريطانيا وتركيا ودويلة الامارات، فقد تبخرت مساعيهم في الهيمنة على الرئاسات الثلاث لجملة من الاسباب.
فاول هذه الاسباب هو مراهنتهم على تفكك الاطار الشيعي لكنه كان متماسكاً في قراراته وتحرك ككتلة واحدة لا كافراد. أما السبب الثاني فهو ما جاء من قرارات المحكمة الاتحادية والتي كانت غالبا عكس رغباتهم وخاصة بما يخص في تفسير بعض المواد القانونية الخاصة بتسمية رئاسة الجمهورية، والسبب الثالث هو اتخاذ النواب المستقلين الحياد وعدم الانحياز لطرف على حساب الاخر .
كل هذه الاسباب ادت الى الانسداد وبالتالي اطالة عملية تشكيل الحكومة وهذا جعل حلفاء الصدر ((البيت الكردي والبيت السني )) في حالة هستيرية خاصة مع تصاعد الاحتجاجات
الحاصلة في كردستان بسبب تدهور الوضع الاقتصادي بينما حكومة الاقليم تبحث في تشكيل حكومة من اجل الحصول على المزيد من الامتيازات من بغداد ولدفع الضرر عن الاقليم وخصوصا الوضع الاقتصادي سيما ان بغداد هي من يساعد الاقليم في دفع الرواتب والمشاكل الاخرى، أما البيت السني (تحالف سيادة) والذي يعاني من حالة تفكك من الداخل فسياسي هذا التحالف يسابقون الزمن في الحصول على المناصب الوزارية التي وعدهم الصدر بها وباتت غير مضمونة. مما جعل بعض منهم يبلغون رئيس مجلس النواب انهم ينون الذهاب الى الطرف الاخر المتمثل بالاطار التنسيقي وحلفائه وما ان وصلت هذه الاخبار لمسامع الصدر حتى جن جنونه وكعادته قرر الانسحاب بعد ان ابلغ قراره لحلفائه باتصال هاتفي و يبدوا ان الامور تسير الى تصعيد غامض مع تهديد باستخدام الشارع لاسقاط العملية السياسية خصوصا ان الصدر قد وعى انه لا يستطع ان يشكل الحكومة من دون الاطار التنسيقي وان ظل الاطار في الفترة الاخيرة بدا يرتفع حيث تشير المعلومات ان الاطار وصل عدده الى اكثر من 168 نائب وهو منفتحون على الكل ولم يكونوا متشددون في التعامل مع كل الكتل الفائزة بالانتخابات.
قد يكون انسحاب الصدر يجعل الفرصة اكبر بكثيير للاطار لتشكيل الحكومة وانقاذ العراق من سوء الادارة التي حلت به جراء استلام حكومة الطوارئ الحالية. نعم ان المستقبل غامض ولكن الصدر قد يعود للعملية السياسية باي لحظة لانها ليست المرة الاولى الذي ينسحب من العملية السياسية ويعود اليها



