حذرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، من تزايد النفوذ الاستبدادي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، بسبب أزمة الطاقة.
الصحيفة قالت إنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية، سعى الغرب للضغط على روسيا في قطاع الطاقة، فيما ذهبت تلك الدول إلى الدول الغنية بالنفط في الخليج مثل السعودية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق على حظر واردات النفط الروسية المنقولة بحرًا، ووضع خطط لحظر التأمين عن السفن التي تحمل الخام الروسي.
وسعيا لخفض أسعار الوقود، ذهبت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إلى دولة كان قد تعهد بالتعامل معها على أنها منبوذة، وهي المملكة العربية السعودية، وفق الصحيفة.
ولكبح جماح الأزمة، أشارت الصحيفة إلى إعلان السعودية وحلفائها في أوبك+ التي تضم روسيا، عن تسارع متواضع في الإنتاج.
التطورات في مجال الطاقة في الوقت الحالي، برأي الصحيفة، تزيد من نفوذ بن سلمان الذي خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن وراء أمر اعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تم اغتياله في قنصلية بلاده قبل أربع سنوات.
السعودية التي وصفتها الصحيفة بأنها استبدادية، مثل الإمارات، لديهما قدرة احتياطية على زيادة إنتاج النفط، بما يعني زيادة هذا النفوذ بشك كبير.
الصحيفة أشارت إلى أن اعتماد الديمقراطيات الغربية على المستبدين الأثرياء بالنفط دائما يشبه عقد فاوست، حيث غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وأكدت الصحيفة أنه في مقابل الاندفاع لتأمين إمدادات بديلة للنفط والغاز الروسي، يجب تجنب تكرار أخطاء الماضي وعدم إعطاء أمثال محمد بن سلمان توصيلة مجانية.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، زيارة للسعودية كان يفترض أن تُجرى قبل أسابيع، لكن تم إرجاؤها حتى شهر يوليو المقبل، لكن إلغاءها يبقى سيناريو محتملا.
وأجاب بايدن في تصريحات لقناة “cnn” الأمريكية، على سؤاله عما إذا كان قرر إجراء الزيارة من عدمه: “كلا ليس بعد”.
كما سُئل عما يعرقل القرار في هذه المرحلة وما إذا كانت التزامات بشأن النفط من السعوديين أم المفاوضات، فقال: “التزامات السعوديين لا تتعلق مع الطاقة بل يتعلق باجتماع كبير تستضيفه السعودية وهذا سبب الذهاب ويتعلق بالأمن القومي لإسرائيل”.