زيارة رؤساء فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى كييف, بداية انقسام وتصدع في وحدة الموقف الأوروبي فيما تحقق روسيا مكاسب على الأرض\ محمد دلبح.
أخبار وتقارير
زيارة رؤساء فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى كييف, بداية انقسام وتصدع في وحدة الموقف الأوروبي فيما تحقق روسيا مكاسب على الأرض\ محمد دلبح.
محمد دلبح
16 حزيران 2022 , 21:35 م


واشنطن-محمد دلبح


أصبح الموقف الأوروبي الموحد تجاه الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون على روسيا بذريعة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا أكثر عرضة للخطر مع استمرار الصراع وتداعياته الاقتصادية-الاجتماعية على الدلول الأوروبية، حيث أشارت نتائج استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، وهو مركز أبحاث أوروبي وصدر يوم أمس الأربعاء إلى أن شعور الأوروبيين بالوحدة بشأن الحرب في أوكرانيا قد يبدأ في التلاشي إلى جانب زيادة مستوى القلق بين الجمهور بشأن تكاليف العقوبات الاقتصادية وخطر التصعيد النووي ، على وجه الخصوص. وقد استندت إلى استطلاع رأي شمل أكثر من 8000 شخص بين 28 نيسان/ أبريل و 11 ايار/مايو الماضي في تسع دول في الاتحاد الأوروبي. وتظهر نتائج الاستطلاع أن غالبية الناس يريدون إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن ، حتى لو كان ذلك يعني خسائر إقليمية لأوكرانيا. فقد أعرب نحو 35 في المئة ممن استطلعت أراؤهم عن أملهم في رؤية نهاية للصراع حتى لو كان ذلك يعني تنازل أوكرانيا عن الأراضي لروسيا.

ويعزى سبب تغير الموقف الأوروبي الغربي إلى تزايد مستوى القلق بين الجمهور في أوروبا وخارجها بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة التي تسببت فيها أزمة الحرب التي افتعلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وهناك مخاوف واسعة النطاق بشأن المدة التي يمكن أن تستمر فيها الحرب ، حيث يقول بعض الاستراتيجيين إن لديها كل السمات المميزة لحرب استنزاف حيث لا "يربح" أي طرف وأن الخسائر والأضرار التي لحقت بالجانببن على مدى شهور الحرب والتي قد تطول هي خسائر هائلة.، وقد اعترف مسؤولون أوكرانيون أن بلادهم تخسر يوميا ما بين 100-200 قتيل من جنودها إضافة إلى خسائر اقتصادية تقدير بمئات المليارات.

وحسب تقرير نشرته شبكة إس إن بي سي الأميركية فإن الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا الشرقية هي التي تتخذ موقفا متصلبا بضرورة أن لا تخرج روسيا رابحة وقد حققت انتصارا في الحرب في أوكرانيا من خلال اقتطاع (أو استعادة ، كما تراه موسكو) مساحات واسعة من الأراضي لنفسها ، قائلة إن ذلك قد يكون له تأثير عالمي كبير إلى جانب التداعيات الجيوسياسية.

ويتزعم الموقف الأوروبي الداعي إلىى ضرورة إنهاء الحرب عبر التفاوض فرنسا وإيطاليا وألمانيا التي تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام عاجلاً وليس آجلاً. وينظر إلى الزيارة التي يقوم بها إلى أوكرانيا زعماء تلك الدول بأنها تحمل دعوة إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى ضرورة التفاوض مع روسيا بشأن اتفاق سلام وتحديد متى يريد ذلك. من جانبها ، قالت كييف إنها مستعدة لإجراء محادثات ، لكن لديها خطوط حمراء ، بشكل رئيسي: أنها ليست على استعداد للتنازل عن أي أرض لروسيا.

وفي غضون ذلك يواصل الغرب مساعدة أوكرانيا. حيث أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء إن حكومته سترسل مليار دولار إضافي من الأسلحة إلى كييف ، بالإضافة إلى 225 مليون دولار أخرى من المساعدات الإنسانية. فيما لم يتوقف الأوربيون عن تقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا غير أن المشكلة بالنسبة لأوكرانيا هي أن الآسلحة التي يتم التعهد بإرسالها لا يمكن أن تصل بالسرعة الكافية. لكن التساؤلات التي تطرح هي حول المدة التي يمكن أن تستمر فيها المساعدة العسكرية ، خاصة إذا استمر الصراع لسنوات. في وقت تشهد الولايات المتحدة أزمة اقتصادية تتمثل في زيادة التضخم وتصاعد الضغوط الاقتصادية حيث أظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة الماضي أن مؤشر أسعار المستهلك الأميركي ارتفع بنسبة 8.6 في المئة في شهر ايار/مايو الماضي ، وهي أعلى زيادة منذ كانون الأول/ ديسمبر 1981، مع مستويات مرتفعة مماثلة في أوروبا (بلغ معدل أعلى مستوى في 40 عامًا عند 9 في المئة في نيسان/إبريل الماضي في بريطانيا وقد ذكرت تقارير أن المواطن البريطاني بسبب ارتفاع الأسعار سيكتفي بوجبتين من الطعام يوميا بدلا من ثلاثة. كما اضطرت البنوك المركزية في العالم تقريبا إلى رفع مستويات الفائدة في خطوة يعتقد أنها لمكافحة التضخم وهو ما أثر على البورصات العالمية التي شهدت انخفاضا كبيرا في تعاملات اليوم الخميس.