حوار مع الكاتب والمحلل السياسي الأردني
الأستاذ ضرار البستنجي
أجرى الحوار / حسين المير
إعداد وإشراف / الأستاذة ربى يوسف شاهين
موقع إضآءات .. بيروت
في بداية الحوار نرحب بالأستاذ ضرار البستنجي
في موقع إضاءات .. بيروت
تتشابك أذرع أخطبوط السياسة الأمريكي الإسرائيلي في المشرق العربي وتحديدا في سوريا وعلى الرغم من الحرب الإرهابية التي ما زالت مستمرة حتى الآن إلا ان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة لا يكتفيان
وبتوجيه من الأخيرة وبموافقة حلفاء إسرائيل نفذ الكيان الصهيوني، اعتداءات صاروخية وجوية على مطار دمشق، في العاشر من حزيران/يونيو.
أستاذ ضرار سؤالي الأول لحضرتك ..
برأيكم : ما مدى الارتباط بين ما يتم تداوله مراراً وتكراراً على قنوات العدو بأن الهجمات التي يقوم بها العدو الصهيوني على سوريا هي لضرب التواجد الإيراني في سوريا ؟
ولماذا تخاف اسرائيل من الصواريخ الدقيقة التي تزعم بانها تنقل عبر المطار المدني السوري الإيراني وهي التي تتباهى بانها اقوى جيش في المنطقة سواء بالعدد او بالأسلحة؟
ولماذا لاتتجرا على ضرب إيران بشكل مباشر .؟؟ .
أجاب الأستاذ ضرار ..
من حيث المبدأ لنتفق أن العدو ينظر إلى سورية وإيران بوصفهما العدو الأول في المنطقة ويرى في فصائل المقاومة أذرعاً لهذا المحور على الأرض ، بمعنى انه يدرك أن إيران وسورية رأس الرمح في مواجهة مشاريعه التوسعية الاحتلالية في المنطقة، وعليه لم يدّخر يوماً جهداً ، ولن يدخر ، في سبيل إضعافهما أو مهاجمتهما في إطار مشروع أكبر تقوده الولايات المتحدة في المنطقة يستهدف المقاومة والسيادة وأي دولة أو قوة قادرة على الوقوف في وجه أطماعه ومشاريعه الاستعمارية المتجددة.
وفي هذا السياق جاء الربيع المزعوم الذي دمر في سورية مثلاً ما لم تدمره حربٌ رسمية، كما سلسلة الاغتيالات التي طالت علماء وقادة إيرانيين وسوريين ومن حزب الله كان أبرزها اغتيال القائدين سليماني والمهندس في مطار بغداد مطلع العام 2020.
وفي ذات السياق تأتي العقوبات الدولية والحصار الدولي على البلدين وعرقلة مفاوضات النووي الإيراني والتأليب الشعبي على المقاومة اللبنانية والعبث في السلم الأهلي والواقع السياسي في لبنان وصولاً اخيراً وليس آخراً إلى استهداف مطار دمشق الدولي بشكل غير مسبوق عطله وأخرجه من الخدمة.
ورغم أن التواجد الميداني الإيراني في سورية ليس سراً ولا إرسال الأسلحة والذخائر، جنباً إلى جنب مع المساعدات الغذائية والدوائية ومشتقات النفط إلا أن العدوان الاخير - الذي تردد أنه استهدف أسلحة دقيقة ومعدات مخصصة لإنتاج أنواع متطورة من الأسلحة او اراد تعطيل قدومها - يأتي إلى جانب ما سبق في سياق توجيه رسالة تحذيرٍ أمريكية صهيونية شديدة اللهجة وفي سياق جس النبض عبر تغيير قواعد الاشتباك بين العدو ومحور المقاومة، سيما وأن العدو يعتبر ان معركةً محدودةً مع سورية أو المقاومة في لبنان قد تخلط الأوراق و تحبط جهوزية محور المقاومة واستعداداته للمعركة الكبرى - التي وعد السيد حسن نصرالله بأنها ستكون معركة وجود- ، في الوقت الذي يعجز العدو فعليا ومن خلفه واشنطن وأدواتهما في المنطقة عن شن حربٍ مباشرة على إيران قد تكلفهم نهاية الكيان ودماراً هائلاً في المصالح والقوات الأمريكية في المنطقة، وقد تعيد بعض أدواتهما إلى ما قبل التاريخ.
خلاصة القول أن العدو يدرك مثلنا أن الصراع بينه وبين القوى الحية في المنطقة هو صراع وجود، وأن إيران وسورية في مقدمة هذه القوى ورأس رمح المقاومة ومواجهة العدو .
أستاذ ضرار سؤالي التالي لكم ..
ما بين الإسرائيلي والتركي علاقة وطيدة يتنافسون على تثبيتها في تقديم الإرهاب السياسي والعسكري عبر وكلائهم الإرهابيين في الشمال الشرقي والغربي لسوريا
برأيكم : لماذا هذا الفشل الذريع لمجلس الأمن والأمم المتحدة لردع النظام التركي عما يقوم به عام ٢٠١١
والعدوان المرتقب له الشمال الشرقي لسوريا .؟؟.
أجاب الأستاذ ضرار ..
العلاقة التركية الصهيونية متجذرة وفي تطور مستمر، ويكفي أن نقول ان تركيا عضو بارز في حلف الناتو لكي ندرك أين هي من ملفات المنطقة والعالم ، وليس ادلّ على حقيقة مواقف "تركيا أردوغان" من حجم التبادل التجاري والتعاون العسكري وعودة الدفء إلى العلاقات مع تل أبيب والدور المشبوه في ملف أرمينيا- أذربيجان وقطاع غزة ومصر وليبيا … الخ.
وحيث أن أردوغان هو أحد القفازات القذرة في يد المشروع الأمريكي في المنطقة فمن الطبيعي أن يضطلع بهذا الدور الخطير جداً في الأزمة السورية بعد سنواتٍ من الود المزعوم ، أما عن مجلس الأمن والأمم المتحدة فأعتقد أن الجميع يعلم أن هذه المؤسسات مصادرةٌ أمريكياً او بالحد الأدنى مقيدة ولاتعبر عن شرعية دولية تمثل مرتكزاً لإدارة أزمات العالم وملفاته الساخنة بشكلٍ شفاف، ولنا مثلاً في مشاريع القوانين التي قدمت أمريكياً وغربياً بل وعربياً أحيانا ضد سورية على مدار سنوات الأزمة خير مثال على المسار الذي تؤخذ فيه هذه المؤسسات والذي لولا متانة تحالفات سورية ومحورية موقعها ودورها ووقوف الروسي والصيني في وجه هذه المشاريع بالفيتو لكان الأمر حسم منذ سنوات لجهة تدمير سورية أو تقسيمها أو إسقاط الدولة فيها وربما كل ذلك، ناهيك عن التجربة الليبية مع قرارات مجلس الأمن 1970 و 1973 بداية الأزمة فيها، وعن عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن إنصاف الفلسطينيين او اتخاذ موقف واحد ضد الكيان الصهيوني ، ويحضرني هنا غزو العراق الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما خارج مظلة ما يسمى الشرعية الدولية، بمعنى أن الأمريكي وأدواته لا يأبهون لشرعيةٍ دولية ولا لمؤسساتٍ أو منظمات ولا يفهمون إلا لغة القوة .
أستاذ ضرار سؤالي لحضرتكم ..
كيف السبيل لإنهاء الحرب الإرهابية على سورية من وجهة نظركم كمواطن عربي سياسياً أم عسكريا .؟؟
وكيف إستطاع الغرب أن يكتسب بعض الحكام العرب للوقوف بوجه سورية أو النأي بالنفس عنها .؟؟.
أجاب الأستاذ ضرار ..
عملياً يمكن القول أن العقد الأساسية في الأزمة السورية جرى تفكيكها ، بمعنى أن سورية وحلفاؤها قد نجحوا في إفشال العناوين الكبرى للمؤامرة ، كالتقسيم وإسقاط الدولة وتدمير الجيش العربي السوري ، واليوم نحن ربما في ربع الساعة الأخير من عمر الأزمة، ورغم أن هذا يعني ان خطر الانفجار أكبر من أي وقت مضى - كرد فعلٍ طبيعي للمحور الخاسر الذي يصعب أن يقبل خسارة بهذا الحجم بعد كل هذه التكاليف والقرارات والمؤتمرات والضغوط - إلا أن مزيداً من الصمود الميداني والسياسي و الاستعداد الدائم للمعركة الكبرى قد تقع هو أول شروط الانتصار النهائي ، جنباً إلى جنب مع تمكين الواقع السياسي والعلاقات الخارجية، وكل ذلك نراه بوضوح، بيد أن عنصر الداخل ليس أقل أهمية من ذلك كله، فلابد من تمكين البيت السوري الداخلي عبر تحسين الواقع المعيشي للمواطن الذي دفع أعظم الأثمان في سبيل الوطن والدفاع عنه ، وعبر محاربة واجتثاث كل الظواهر الفاسدة المفسدة المسيئة للشعب السوري العظيم؛ وهو دور الدولة الذي لا مبرر للتخلي عنه او التقصير فيه.
أما الحكام العرب فلا أظن أن الحديث عنهم أحتكاما إلى المنطق حديثٌ يصح، فالغرب لم يكسب من كسبه إلى صفه في مواجهة سورية بل الأصح انه أمرَهم وأطاعوا ، فحين يكون الحاكم عبداً أو تابعاً او يكون مصيره في يد مشغلية وتكون دولته كياناً وظيفياً اقتطعه هذا الغرب المستعمر ووضع هذا النظام أو ذاك في حكمه فلا عجب أن يلبي صاغراً أن كلفّه أو أمره بما هو في غير مصلحة بلده وأشقائه بل وأمته، هذه هي خلاصة المشهد ببساطة.
أستاذ ضرار سؤالي التالي لكم ..
لبنان بلد الأرز الجميل بات ساحة للصراعات الطائفية
نتيجة لإنقسامات فرضتها سلطة المال للأسف الشديد
تحت مسمى الأحزاب السياسية ونتيجة لذلك تتعمد إسرائيل فتح ملف ترسيم الحدود لسرقة الغاز والمياه اللبناني وها هي تفرض وجودها من خلال فتح ملف ترسيم الحدود .
ما رأيكم بما يجري وما مدى إرتباطه بالامن المائي الإقليمي .؟؟.
وهل سيتمكن الجانب اللبناني من تحقيق مكتسبات بالنسبة لعملية التفاوض الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة .؟؟
أجاب الأستاذ ضرار ..
لبنان الحبيب محكومٌ بالكثير من اللعنات والمآزق، كيان الاحتلال وإستهداف.. عملاء الأمريكي وأدواته.. الطائفية والطائف .. المال الأسود الذي يعبث بالبشر .. لعنة الفساد والهدر والفشل الإداري .. والمحاصصة العمياء … وغيرها الكثير عناوين لمآزق كبرى يعيشها لبنان .
واليوم وفي سياق استهداف المنطقة والمقاومة يزيد العدو استفزازاته وأطماعه انطلاقاً من ملف ترسيم الحدود وحصص الغاز في مياه المتوسط في الوقت الذي تجري محاولات التضييق المالي والسياسي على لبنان بالعموم وعلى المقاومة خاصة على قدم وساق ، ولعل في الانتخابات النيابية الأخيرة التي دُفعت فيها المليارات العربية للتأثير على الناخبين في سبيل ترتيب الخارطة السياسية في البرلمان اللبناني على الهوى الأمريكي الصهيوني وفي مواجهة المقاومة وحلفائها أحدث دليل، لكن، يدرك العدو إن التضييق على المقاومة ومحاولة تشويهها داخلياً عبر استخدام أبواق تهاجم السلاح الذي يحمي لبنان وتحاول تلطيخ صورة المقاومة بالفساد وسوء الإدارة لن تمنع المقاومة من حماية لبنان مجدداً والدفاع عن أرضه وشعبه وثرواته ؛ ما يحمي لبنان من بلطجة صهيونية قد تفضي إليها تطورات ملف الغاز و "الحدود" البحرية والتنقيب، ولابد من الإشارة هنا إلى أهمية وجود الجنرال ميشيل عون في سدة الرئاسة وهو الذي يدير ملف ترسيم الحدود سياسياً وعلى الصعيد الدولي بمنطق السيادة ولغة القانون ،جنباً إلى جنب مع استعداد المقاومة و إعلانها الصريح عدم الرضوخ للأمر الواقع الذي يحاول العدو فرضه، والذي يسعى في ما يسعى إليه إلى الحضور بقوة وكعنصر رئيسي في النقاش اليومي في لبنان في ملف يعتبر الباب موارباً فيه للحوار والتفاوض واللعب على التناقضات.
فعين العدو إذاً على الثروة الهائلة التي هي من حق لبنان وعلى استفزاز المقاومة وإحراجها وعلى مزيد من العبث في الداخل اللبناني إضافة إلى سعيه الحديث الحثيث لضمان واقع آمن على الخطوط المائية مع لبنان وعلى امتداد المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، تُعاونه في ذلك دول إقليمية وربما عربية .
أستاذ ضرار سؤالي التالي ..
بعد كل هجوم صهيوني على دمشق وباقي المحافظات السورية يتساءل الشارع السوري والعربي .
ماهو السبب الرئيسي الذي يمنع الجيش العربي السوري
والقيادة السورية من الرد المباشر على الكيان الصهيوني في عمق فلسطين المحتلة لردعه وتثبيت معادلة جديدة
ومارأيكم : بالموقف الروسي الذي يكتفي بإصدار بيانات تنديد فقط !!!!
مع العلم أنه قادر كقوة إقليمية وحليف قوي لسورية ومتواجد على على الأراضي السورية على لجم الكيان الصهيوني ومنعه من تكرار إستهداف سورية .؟؟.
أجاب الأستاذ ضرار ..
لا شك أن كل عدوان صهيوني بل وكل عدوان على سورية أو أي أرض عربية هو غصة في قلب كل عربي حر ، ولا شك أن كل عربي حر ينتظر اليوم الذي نرى فيه صواريخ سورية وحلف المقاومة تزغرد في سماء فلسطين المحتلة معلنةً انطلاق معركة التحرير ، ولا شك أن السؤال المطروح حول الرد وتأخره منطقي بل وملحّ، ولكن وبعيداً عن الغرق في الخطاب العاطفي ، أو الخطاب التبريري بالمقابل، لابد من قراءة المشهد بعمق أكبر، بمعنى أن نبحث في الواقع الحالي وفي الخيارات و الاستراتيجيات التي تعتمدها سورية ومن خلفها محور المقاومة .
استراتيجياً لم ترضخ سورية رغم كل التآمر والدم والتدمير والاستفزاز والحصار والإرهاب واستطيع الجزم بأنها لن ترضخ، استناداً إلى القناعة الراسخة بأن ثمن الرضوخ والاستسلام سيكون أكبر بكثير من ثمن الصمود والتضحية - على عظمه -،
وقد عبّر الرئيس السوري بشار الأسد عن ذلك بوضوح وبالفم الملآن وطبّقه في أكثر من استحقاق ، لعل أبرزها - إلى جانب الصمود في وجه المؤامرة الحالية - موقفه من إملاءات واشنطن التي جاء بها وزير الخارجية الأمريكية "كولن باول" إلى دمشق وطرحها في الاجتماع التاريخي الشهير بعيد احتلال العراق عام 2003.
في العمق إذا ثمة استراتيجية سورية واضحة وهي الصمود والسيادة والمقاومة ، لكن في ذات الوقت تدرك دمشق أن ثمن الحرب المباشرة مع الكيان سيكون باهظاً الآن ، لاسيما في ظل الواقع العربي المنقسم بين منبطح لحلف أعداء الأمة و متفرج وعاجز من جهة ، والصراع الروسي الغربي من جهة أخرى ، وواقع سورية ما بعد حرب مدمرة دخلت عامها الثاني عشر من جهة ثالثة،
ولكن في المقابل علينا ألا ننسى أن سورية تستمر في انتهاج سياسة الرد خارج الحدود ضمن معادلة أكثر إيلاماً للعدو عبر تمتين محور المقاومة ودعم كل جهد مقاوم سياسياً وعشكرياً ولوجستياً وفي إطار رؤية ثابتة تنطلق من وحدة محور المقاومة والإدارة المشتركة و الرؤية المشتركة للمعركة وآلياتها.
ما يعني أن سورية كانت ولا زالت مصرةً وقادرة على إلحاق الأذى الكبير بالعدو مخططاته إلى الوقت الذي تكون فيه الوقائع مناسبةً لأن تكون الحرب مباشرةً ومفتوحةً ونهائية - وهو اليوم الذي نتمنى أن يكون قريبا- ، وأضيف هنا وأرجح اننا سنشهد شكلاً من الرد الواضح على العدوان الأخير على مطار دمشق قريباً و بشكل موجع ومدروس.
إن روسيا المشغلة الآن في الصراع مع الغرب من بوابة العملية العسكرية في أوكرانيا ، فقد استبقت التطورات الأخيرة وعلى خلفية الوقاحة الصهيونية في التعاطي مع الملف الأوكراني بالذات بإعلان نيتها إجراء عملية إعادة انتشار لقواتها المتواجدة على الساحة السورية ، غمزاً من قناة إخلاء بعض المواقع في الجنوب السوري والتي سيملؤها حكماً الجيش العربي السوري وحلفاء سورية وفي طليعتهم الإيرانيون الذين يرون في تواجدهم الشرعي على الحدود مع فلسطين المحتلة هدفاً استراتيجياً ، تماماً كما يعتبره العدو خطراً حقيقياً على كيانه المؤقت بعد حقبة كانت فيها روسيا بمثابة الضامن لعدم تمدد القدرات الإيرانية في سورية، لاسيما في الجنوب وذلك في إطار التوافقات مع واشنطن بالدرجة الأولى ومع أنقرة وتل أبيب بدرجة أقل.
الروسي مطالبٌ بما هو اكثر من البيانات والتنديد، لاسيما وهو يملك في سورية أنظمة الدفاع المتطور (أس 400 ) القادرة على حماية أجواء سورية من عدوان العدو الصهيوني ، لكن حسابات الروسي ليست كحسابات محور المقاومة كما أن توافقاته مع واشنطن تتجاوز ذلك إلى حدود اكبر قد يكون من أوراقها أمريكياً التدخل التركي ومد خطوط المشاريع الانفصالية المدعومة أمريكاً على استقامتها، ناهيك عن تركيزه المنصب اليوم على الجبهة الأوكرانية وسعيه لاستخدام كل (أوراقه) في مواجهة الهجمة الغربية غير المسبوقة بكل إتجاهاتها.
خلاصة القول سواءً اتخذ الروسي مواقف اكثر وضوحاً وتأثيراً من العدوان الإسرائيلي الصهيوني المتكرر على سورية أو اكتفى بالتعامل وفق استراتيجياته كدولة كبرى لها حساباتها ومصالحها وتوافقاتها بشكل واضح فيكفي أن يكفّ عن أي ضغط هو مطالب أمريكياً وصهيونيا بممارسته على سورية ومحور المقاومة لحماية حدود الكيان وأمنه، وهو ما أعتقد بأنه سيتحقق ما يصب بالتأكيد في مصلحة محور المقاومة وفي مصلحة التصدي للعدوان المتكرر على سورية وخلق قواعد اشتباك جديدة مختلفة تماماً ويقصّر في عمر الكيان المؤقت .
أستاذ ضرار سؤالي التالي لكم ..
كيف ترون الموقف العربي الصامت وخصوصاً الموقف المصري والجزائري كونهم أكبر قوة عربية مهمة ولهم ثقلهم في المنطقة حيال ما يجري في شمال سورية من تهديد تركي بإحتلال وإقتطاع أراضي جديدة بحجة الحفاظ على أمنه من الفصائل الكردية الإنفصالية والإرهابية كما يطلق عليها التسمية .؟؟.
أجاب الأستاذ ضرار ..
الموقف العربي من التحركات والتهديدات التركية متسق مع الإمكانيات العربية، وأن كان موقف مصر والجزائر مثلاً مختلف كما موقف العراق إلى حد ما.
مصر والجزائر اللتان تواجهان أزمات اقتصادية واستهدافاً إرهابياً تدركان تماماً خطورة الدور التركي في المنطقة، لكنهما للأسف عاجزتان إلى حد ما عن المواجهة المباشرة، لاسيما وأن السلوك الدبلوماسي قد آتى شيئاً من أكله في ملفات مرتبطة بمخاطر ومخططات تركيا في المنطقة، مثل تحجيم الخطر الإرهابي القادم من ليبيا والمدعوم تركياً إلى جانب محاولات العبث في المحيط المائي لمصر ضمن مياه المتوسط، وكبح جماح الخطاب والفعل العدائي التركي تجاه مصر تحديداً عبر أبواق وأدوات و تنظيمات مصرية معادية تتلقى الدعم والتمويل وحسن الضيافة من تركيا أردوغان.
لكن لنعترف أن إشغال المنطقة بالإرهاب الذاتي كنتيجة لجملة عوامل أبرزها ماسمي زوراً بالربيع العربي يجعل الأقطار العربية الوزانه بالكاد قادرةً على مواجهة أزماتها والعمل على تفكيك الأزمات العربية ضمن رؤىً بطيئة الفعل على الأرض، وإن كانت المؤشرات تؤكد رغبتها بإسناد سورية وسعيها نحو ذلك بما تيسر من فعل حتى لو لم يعلن عنه بوضوح .
أستاذ ضرار سؤالي الأخير لحضرتكم ..
بالنسبة للأردن الشقيق ...
لماذا هذا التواجد العسكري للقوات الأردنية على الحدود السورية بالتزامن مع التحرك لحشود عسكرية للكيان الصهيوني في الجولان العربي السوري المحتل .؟؟.
أجاب الأستاذ ضرار ..
الأردن محكوم بلعنتين استراتيجيتين أساسيتين ؛ معاهدة الاستسلام - وادي عربة، والتموضع بالمطلق ضمن المحور الأمريكي الذي ورث تركة الاستعمار الفرنسي - البريطاني في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، وإذا ما اضفنا الواقع الاقتصادي المتردي وضغوط بعض الأطراف العربية تحت عناوين وقف الدعم المقدم على شكل معونات وتبرعات سنجد أن هذا الحال من نقصان السيادة هو حال منطقي للأسف.
وللأسف في الوقت الذي شكّلت سورية ولازالت رئة الأردن نجد الأردن الرسمي يرضخ لإملاءات واشنطن بالضغط على الشقيقة سورية في سياق ما تحدثنا عنه من ضغط على المنطقة وفي قلبها محور المقاومة، ورغم أن الاردن قد وقف عند حدود تهريب المسلحين والسلاح إلى سورية ولم يتورط في تدخل عسكري مباشر في الداخل السوري طيلة سنوات الحرب كما كان يطلب منه أمريكياً ومن بعض الأطراف العربية إلا أنه اليوم يكثف من التواجد العسكري معيداً إلى الواجهة اشتعال الحدود الجنوبية لسورية تحت ذرائع مواجهة ازدياد نشاط تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية من سورية باتجاه الأردن، فيما يمكن قراءة كل هذه التفاصيل وكل هذا التصعيد من زاوية الاتفاقية الأمنية التي وقعت مؤخراً مع واشنطن والتي فتحت الباب أمام تواجد قوات أمريكية أكبر وانشاء قواعد عسكرية ، ناهيك عن بعض المقايضات المرتبطة ببعض ملفات الاستقرار الداخلي التي قد يكون الأمريكي قد استخدمها لدفع الأردن لمزيد من التصعيد على الحدود الشمالية مع سورية.
لكنني أعتقد بأن الأردن الرسمي والقيادة العسكرية لا يمكن أن يغامرا بمستقبل البلاد ولصالح الكيان الذي لايخفي مطامعه في الأردن ولايكفّ عن استفزازه فتتجاوز حدود التصعيد على الحدود مع سورية إلى الذي تتدخل فيه او تقوم بأي فعل قد يعتبر من قبيل تغيير الواقع على الأرض .
في نهاية هذا الحوار الممتع والمعلومات المهمة التي
حصلنا عليها .
جزيل الشكر والتقدير من فريق العمل وإدارة الموقع
للمحلل السياسي والكاتب الأستاذ ضرار البستنجي .
وأهلاً وسهلاً بكم دائماً .
والشكر موصول للأستاذ شاكر زلوم .
موقع إضآءات .. بيروت ..