كَتَب د. إسماعيل النجار: بين مواجهة التحديات وترتيب الصفقات أين يقف حزبُ الله؟،
مقالات
كَتَب د. إسماعيل النجار: بين مواجهة التحديات وترتيب الصفقات أين يقف حزبُ الله؟،
د. إسماعيل النجار
25 حزيران 2022 , 17:45 م


لبنان الجيوسياسي صاحب التأثير الفاعل في محيطه الضيِّق بين دولتين واحدة شقيقة إتخذها بعض اللبنانيين عدواً لهم،

والثانية دولة عدُوَّة مُعتديَة إتخذتها نفس الجهة من اللبنانيين صديقة لها!

وبينهما مُسَطَّحٌ مائي بحري يطل على أوروبا يختزنُ في جوفِه ثروة نفطية وغازية كبيرة جداً، إلى الجهة الجنوبية منها يتواجد العدو الصهيوني على خط ترسيم الحدود رقم ٢٩ الذي إعتمده الجيش اللبناني كأرضية للتفاوض معهم.

السلطة السياسية اللبنانية تحاول عقد صفقة شفهية مع الصهاينة عبر الوسيط الصهيوأميركي (آموس هوكشتاين) المنحاز لإسرائيل بكل التفاصيل،

سبب عقد هذه الصفقة التي لم تأتي أُكُلَها هوَ إرضاء الأميركي بمراضات الإسرائيلي تفادياً للعقوبات أو لأجل إزالة بعضها تن بعضهم،

لكن التقديمات أو التنازلات اللبنانية لم تُشبِع جَشع تل أبيب التي رفعت سقف مطالبها ليصل إلى حد أنها تريد المشاركة في بلوك( ٨ ) وبلوك( ٩ ) الذي يتواجد فيه حقل قانا الغني بالغاز حسب ما يَدَعون،

السلطات الرسمية اللبنانية جميعها لا تنظر إلى حق لبنان أو حاجته المُلِحَة للثروة، بقدَر ما تنظر إلى حاجة أنفسهم وأبناؤهم من مال، وأمن إجتماعي، وزعامة، ورضا أميركي عليهم،

حزبُ الله الذي يقف خلف الدولة اللبنانية في أي قرار تتخذه من أجل تحصيل حقوقها والحفاظ على ثرواتها، نَئىَ بنفسه عن المفاوضات الغير مباشرة لكي لا يتسبب في أي إحراج للسلطات الرسمية، ولكن من جهة ثانية هوَ يراقبُ بعين الصقر تفاصيل ما يجري في المفاوضات، وبكل تأكيد أنه ستكون له الكلمة الفصل في أي لحظة، لكنه لن يَحُل مكان الدولة في أي موقف من المواقف ولأي سبب من الأسباب،

لكنه في حال شعر أن ضعف الدولة سيطيح بثروتها الغازية فأن كلمته الفصل ستكون قاسية ونبرتها عالية ونيرانها حامية،

وتدرك قيادة المقاومة جيداً أن أي حرب قادمة سوفَ تُحدِث دماراً كبيراً في البلاد وأن إعادة الإعمار بعد إنتهاء الحرب ستكون صعبة للغاية في ظل تواطئ وعداء عربي وحصار كبير على لبنان وفي ظل تطبيع علني مع العدو الصهيوني،

بما معناه... وكأنهم يقولون لنا أيها اللبنانيون هذا الركام الذي أحدثته الآلة العسكرية الإسرائيلية سيبقى لسنوات طويلة أمام عيونكم على وجه هذه الأرض قبل أن نزيلهُ عنها بعد أن تركعوا تحت أقدامنا!

هذاحسب ما تعتقد به أميركا وشركائها بأننا سوفَ نجثوا على رُكبتينا أمامهم من أجل إزالة الدمار وإعادة الإعمار،

بهذا الشأن لنا كلمة فصل نحنُ اللبنانيون المؤمنين الشرفاء،

كلمة تغنينا عن طباعة كُتُب بالملايين، كلمتنا هي أننا سنخوض الحرب إذا أُجبرنا عليها وسنتلحف السماء صيفاً وشتاء ولن نقبل بالذُل مهما كانت التضحيات،

وعلى ما قاله مَرَّة أحد أشراف المقاومة السورية للمحتل الفرنسي ( يا نار إن هلهلتي هلهلنالك) وإن اشتعلتي نحنا رجالك،

فلا تهددونا بالدمار وعدم اعادة الإعمار، لأننا شعبٌ مارد لا يخشى الأعصار.

وقادم الأيام ستثبتُ أننا جبال لا تنحني.

بيروت في...

27/6/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري