أمرًا لافتًا كان أمسِ، أن نرى الريفي والمخزومي يصطفان خلف ابن معوض الفرخ الطامح، وذلك بتأليف كتلة نيابية الجامع بين أفرادِها شعارهم الذي كان بحملتهم الِانتِخابية: التطاول على أشرف الناس وسلاحهم المقاوم.
إنّه مُحزن للبيئة الطرابلسية والبيروتية أن ترى هذين الطامحين والمصورين لهاتين البيئتين بأنهما رأس حربة في مواجهةالسلاح (سلاح الشرف الذي حرر ويدافع ويحمي الوطن من الأعداء).
الشماتة عادة موقف غير لائق لكن الشماتة هنا عين اللياقة؛ لأن الإسفاف في خطابكما والأكثر إبتذالاً كان في الحملات الِانتخابية والتصريحات الديموغاجية والبهلوانية التي كنا نسمعها وللأسف، أحياناً على أبواب المؤسسات الدينية.
أمر لافت وقوفكما خلف من هو بعمر أبنائكما الذي سيقودكما في هذا اللقاء النيابي. وأجمل ما يحضر هنا قصة ذاك الجمل الذي أوحى لصاحبه أنا مسامحك في كل ما عملت معي من حمولة زائدة وجوع وعطش وبهدلة في الساحات لكن لا أسامحك بربطي دائماً بذيل ذاك الحمار الجربان، لتجول بي بين القرى والمدن.
من يُريد أن يقود أو يُمثل منطقة أو جماعة أو حزباً، عليه أن يتحلى بالشهامة والشجاعة والكبرياء والمصداقية والعقلانية والحكمة، لكي يلتفَّ الناس حوله.
أما أن يُمارس الكذب والاِفتراء وتشويه الحقائق، والتطاول على كرامات أخصامه بإسفاف، فهذا عين الظلم والتزوير والتجنّي؛وسرعان مايُفتضح أمره، إذ يُمارس التحريف، ويُخاطب الناس بالكذب.
فيا أيها المواطن البريء، لا بُدّ أن تعيَ خلف من تسير ومن تُؤيد ومن تنتخب،حتى لا تكون ضحية المُزوّرين الذين يُريدون أن يصنعوا زعامة زائفة على ظهرك.